كتابات | آراء

رمضان وسنوات العدوان

رمضان وسنوات العدوان

تمر السنوات ويهل علينا شهر الخير والبركة، شهر الإحسان والرحمة ويتزامن مرور شهر رمضان هذا العام مع دخولنا العام التاسع من تاريخ العدوان السافر على اليمن ,

كانت ثمان سنوات عجاف فرضها تحالف الشر والعدوان على يمن الحكمة والإيمان ولكن بفضل الله وتوفيقه حولها الشعب اليمني إلى سنوات صمود وثبات وانتصارات رغم الفارق الهائل بين إمكانيتنا وإمكانات العدو العسكرية وسعيه الحثيث لإركاع هذا الشعب الحر الأبي الذي اعتاد أن يتنفس الحرية رغم كل الصعاب وكل المعوقات التي تواجهه على مدى الأزمان .
كان العدو في هجمته الشرسة ليلة السادس والعشرين من مارس عام 2015م ولم يراعي حق الجوار ولا أية قوانين سماوية أو دولية فشن غارته المتوحشة على بني حوات ليلتها مستهدفاً بيوت الأمنين من أبناء هذا الشعب العظيم ولم يردعه رادع بل تمادى في غيه وكثف من غاراته على كل شبر في اليمن مدعياً أنه إنما يفعل ذلك لصالح اليمن واليمنيين!
استمر التحالف بقتله الأبرياء طوال تلك السنوات وحاصر اليمن براً وبحراً وجواً حتى في شهر القرآن لم يتورع عن قصفه المتوحش وكثف من غاراته في بداية العدوان لكن الشعب اليمني قابل كل ذلك بصمود واستبسال وقد هال اليمنيين كمية الحقد والغل على هذا الشعب الصامد الذي لم يستحق كل هذا الإجرام والتوحش والتكالب ضده  ومرت تلك السنوات وتوالت أشهر العبادة والغفران ولم يحصد هذا التحالف غير الخسران والهزائم النكراء  وتم تلقينه الدرس تلو الأخر على أيدي رجال الله في جبهات الكرامة الذين كانوا له بالمرصاد رغم ضعف إمكاناتهم في بداية الأمر بل وشحتها في بعض الأحيان ولكن مع مرور الوقت تطورت مهارات أبناء الجيش واللجان الشعبية القتالية والتكتيكية العسكرية وبرز مجال التصنيع العسكري فصاروا يحرزون  الانتصارات حتى وهن العدو و أدرك متأخراً أنه  قد زج بنفسه في محرقة و حرب استنزفت كل قوته وعدته وعتاده من رجال وسلاح دون أن يحرز أي هدف يستحق الذكر..
كان شهر رمضان محطة إيمانية تزود فيها رجال الله وكافة أبناء  اليمن بجرعات من الصبر والثبات جعلت منهم أكثر تجلداً و قدرة على تحمل الصعاب و قدرة للتغلب على كل ما يعيق النصر الأكيد بفضل الله سبحانه وكمية الصمود والاستبسال الأسطوري الذي يتمتع بها أبناء هذا الشعب الصامد.
يهل علينا شهر رمضان وفي طياته العديد من البشارات المنبئة بالخير القادم وبالأخبار المبشرة لهذا الشعب الصامد الثابت على مبدأه الرافض للخنوع والإذلال الرافض للعبودية  ويزداد هذا الشعب ثقة بالله وبأن النصر من عنده جل شأنه وبأن رحمته وسعت كل شيء نعم لقد أضحى شهر الرحمة والمغفرة شهر القرآن هو محطة وقود تزود منها أبناء هذا الشعب بالإيمان بالله وبرحمته وعظمته التي قهرت العدو ونكلت به ,كانت جبهات القتال تزداد اشتعالاً واستبسالاً  في شهر الصيام  بعد تشبع أفئدة المجاهدين بزاد التقوى و الإيمان والثبات والتمسك أكثر بقضيتهم والدفاع عن وطنهم  وعن حقوقهم  وكان الله معهم في كل الأوقات خير معين وخير نصير ويستمر هذا الشعب الحر الأبي بالدفاع عن حقوقه والتمسك بها رغم كل الصعاب وبعد تجاوز تلك المراحل العصيبة يثبت هذا الشعب اليمني أنه المنتصر وأنه الثابت على مبدأ الحق والخير وبالرغم من كل تلك الدماء التي سالت وتلك الأرواح التي اصطفاها الله إلى جواره إلا أنها كانت من أهم عوامل النصر والثبات فدماء الشهداء قد انبتت عزا ونصر وأثمرت تلك التضحيات التي كانت بمثابة الجسر العبور لنصعد سلم النصر ولم يحصد هذا التحالف طوال تلك السنوات غير خيبات الأمل المتتالية .
وما النصر إلا من عند الله يمنحه رجاله الصادقون.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا