كتابات | آراء

ومضات متناثرة: بشائر رمضان وجبر الخواطر..!!

ومضات متناثرة: بشائر رمضان وجبر الخواطر..!!

كان السابقون عندما تهل بشائر رمضان يميدون كما يميد الشجر في يوم عاصف.. تفيض أعينهم من الدمع، حتى تبتل ثيابهم، ولم يجدوا داراً خيراً من داره.. ولا جواراً خيراً لهم من جواره..

يعكفون للقرآن تالين.. وعن سفاسف الأمور تاركين.. وبحبل الله عارفين ومتمسكين.. وبالنهار صائمين.. وبالليل قائمين.. ولله في الغدو والرواح ذاكرين.. سعدى للقلوب الذاكرة، والنفوس التائقة، المستبشرة بقدوم شهر الصيام والقيام، فرحةً ببزوغ شمسه في القريب من سويعات الأيام.. فيه رحمات وبركات لا تعد ولا تحصى.. ومن أوتي حظاً فيه فقد أُوتي خيراً وافراً، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه.. فيه نفحات روحانية ربانية متسامية تسمو بها النفوس الى منازل المقربين.. وحذار ثم حذار.. من التفريط في شهر الصوم وانتحال الحيل والأعذار والمبررات.. فإن الناقد بصير.. والمنتقم هو جبار السموات والأرض.. ويا لسوء عاقبة المفرطين المقصرين الذين هم في غيهم ساهون..
يكفي تشريفاً وتعظيماً وإجلالاً حديث المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام: "أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله الى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"..
لذا علينا أن ندرك أن شهر رمضان هو شهر النفحات والرحمات والبركات والخيرات والدعوات.. شهر المواساة.. جبر خواطر قلوب الفقراء والمساكين خاصةً في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها اليوم بسبب الحرب العدوانية الجائرة على اليمن..
هناك أسر وأرامل وأيتام لا يجدون ما يسدون به رمقهم، لا تنسوهم في هذه الأيام المباركة، فالصدقة مضاعفة وأجرها عظيم..
مرحباً بك يا رمضان.. جئت لكي توقظ القلوب الغافلة.. وتذيق الغني ألم الفقير.. وما يعانيه ويقاسيه من بؤسٍ وحرمانٍ ومكابدةٍ.. مرحباً بك شهر المواساة، أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.. شهر الصفاء والنقاء والترفع عن مزالق الإثم والخطايا والذنوب.. ويكفي فيه عتقاء من النار في كل ليلة من ليالي رمضان..
إنها أيام مباركات.. فيها دعوات لا تُرد.. ونفحات تملأ الصدور إيماناً ويقيناً وثباتاً على الحق.. فأحرصوا أن تكونوا من المقربين.. فالشقي من حرم بركات ونفحات هذا الشهر..
في شهر رمضان تفتح أبواب السماء لنزول البركات والرحمات وقبول الدعوات.. فافتحوا قلوبكم، وصدوركم وبيوتكم للفقراء والمساكين وذوي الحاجة.. يا باغي الخير أقبل.. ويا باغي الشر أقصر.. واقتدوا برسولكم في هذا الشهر المبارك، كان فيه عليه وآله الصلاة والسلام أجود الناس كرماً وعطاءً وسخاءً.. وكان يلقاه جبريل عليه السلام في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن، لذلك لا تنسوا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار..
صفوة القول:
رمضان مدرسة نادرة لا تجارى، ولا تبارى.. فهو موسم من مواسم الخيرات والنفحات والرحمات واستجابة الدعوات.. تعرضوا لنفحاته قبل الرحيل.. وفوزوا برضوان ربكم قبل أن تقول نفس يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.. كم من أصدقاء وأقرباء كانوا معنا في رمضان الماضي.. واليوم في قبورهم لا صديق ولا رفيق سوى أعمالهم..
فرمضان فرصة اغتنموها قد يأتي رمضان القادم ونحن في قبورنا مستوحشين.. لا ندري أغفرلنا أم لا..
أعلموا أن الحياة الدنيا سويعات زائلة.. وكلنا راحلون عاجلاً أم آجلاً.. فزكوا أنفسكم بالإقبال على الله في هذه الليالي المباركة، فالكيّس الفطن من انتهز قدوم هذا الشهر الكريم، في الطاعات والقربات والخيرات وتلاوة الآيات.. والشقي العاق من فرط فيه، وتمادى في غيه وضلاله، ولم يتدارك بقية عمره بالرجوع الى الله، وهو يعلم يقيناً أنه راحل..
فالبدار.. البدار قبل الرحيل.. فاليوم عمل بلا حساب.. وغداً حساب بلا عمل..
فالدنيا مهما ازيّنت وتزخرفت فهي مدبرة.. هي دار فناء.. لا دار بقاء..!! فكونوا جابرين للخواطر..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا