كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (58)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (58)

إذا كانت الجغرافيا السياسية واسعة النطاق قد ساعدت الإسلاميين في اليمن فقد حدث ذلك أيضًا مع حكومة الشمال خلال الثمانينيات عندما كان العراق في حالة حرب مع إيران

وذهب المتطوعون اليمنيون الشماليون لدعم العراق وتم استخدامهم على ما يبدو على خطوط الاتصالات الخلفية بينما اتخذ جنوب اليمن موقفًا أكثر حيادية على الرغم من أن العراق كان لديه المال لدعم الدول التي تؤيده الحرب، أكثر من 300 مليون دولار تم الالتزام بها للشمال وقد تم تقديم العديد من المنح الدراسية كما كان السعوديون ودول الخليج والعراق الممولين للبنوك اليمنية كان مصدر الصراع المحتمل الواضح في اليمن وبالتالي تهديد حلفائهم هو عشرات الآلاف من أنصار علي ناصر الذين انتقلوا شمالًا بعد يناير 1986م وقد تم التقليل من أهمية هذا الأمر بعناية: دول الخليج على وجه الخصوص التي قدمت الأموال لدعم علي ناصر بشرط ألا يتسببوا أنصاره في مشاكل وتمر هذه الأموال من خلال الحكومة المركزية في صنعاء، تم التخفيف من حدة الأزمة المالية في اليمن عام 1986م جزئيًا من خلال منحة من السعوديين الذين كانت سياستهم بلا شك هي الاستحواذ على اليمن سياسيا والتحكم بالقرار السياسي اليمني..
استمرت العلاقات السلمية بين صنعاء وعدن بشكل حذر جدا ولكن ليس بشكل تعاوني إلى حد يؤدي إلى المخاطرة بالوحدة الحقيقية كان هذا النمط من الإدارة السياسية مختلفًا تمامًا عن أسلوب فترة الجبهة الديمقراطية مهما كانت الأموال غير المعلنة التي تم تقديمها فإن الأموال السعودية أصبحت الآن جزءًا من نظام أكثر تعقيدًا حوالي 200 مليون دولار على سبيل المثال تم اقتراضها من قبل أوروبا في عام 1986م وتم تأمين قرض بقيمة 200 مليون دولار من البنوك العربية في عام 1987م لتمويل واردات النفط بينما لم يتم تطوير إنتاج النفط اليمني وكانت السعودية تعرض قروضا او هبات على اليمن من اجل ثنيها عن تطوير حقول النفط وبالتالي أصبح الشمال المتورط في القروض المالية التجارية والحكومية على حد سواء جزءًا تقليديًا من مشاكل اليمن المستمرة..
في كانون الثاني (يناير) 1988م قُتل أحمد ناصر الذهب من قيفة بعد أن كان في المملكة العربية السعودية مؤخرًا ربما قبل عامين كانت القيفة وعواض بالقرب من البيضاء على طرفي نزاع وانتشرت المشكلة من ذمار شرقاً حيث ناشد عواض خولان طلباً للمساعدة وطلبت القيفة المساعدة من قبائل مدحج الأخرى مثل أنس والحداء ومراد تدخلت الحكومة بين خولان ومراد وكانت مجموعة كبيرة من أنابيب النفط تمر عبر خولان لذلك كانت منطقة مهمة جدا للحكومة لذلك سعى احمد ناصر الذهب إلى التحكيم في النزاع وقد تزامنت محاولته للقيام بذلك مع شيء من إحياء الوعد القديم بتثبيت الحدود بين الشمال والجنوب والتي يجب أن يكون السعوديون قد أبدوا اهتماما بها بالتأكيد لذلك كان القضاء عليه هدف مهم لحكومة صنعاء..
أربكت هذه الخلافات بين خولان ومراد مع القبائل في أقصى الشرق مثل العبيدة حول حقول النفط وتدخلت صنعاء والجيش كما شعرت القبائل ان الحكومة تحرض هذه القبائل ضد بعضها البعض وتم إلقاء اللوم على علي محسن وهو من نفس قرية الرئيس وقائد اللواء المدرع الأول..
محمد إسماعيل قائد المنطقة الشرقية كان أكثر شعبية بين القبائل الشرقية من علي محسن الذي كان المتهم الأول في إشعال فتيل الأزمة بين القبائل وفي عام 1989م أصيبت امرأة من بيت قهلان من نهم برصاص الجيش واندلع نزاع منفصل في هذه المنطقة حيث تم إطلاق النار عليهم من قبل الجنود تحت قيادة ضابط من سنحان وفي المقابل اندلعت نزاعات كبيرة بالجوف بين الجيش والقبائل وكان في كل مرة يكون فيها طرف احد الضباط من أقارب الرئيس ومن ثم يتم التحكيم في هذه النزاعات من قبل شيوخ قبائل محايدة وبعض القبائل قبلت حل النزاع والرضوخ مقابل مبالغ مادية دفعت لهم فيما لم يقبل البعض الآخر وقالوا بعد ذلك بسنوات إن الدم باق بينهم وبين الحكومة ولا مجال للصلح.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا