كتابات | آراء

إلتفاف الجماهير اليمنية من مختلف القطاعات والشرائح المجتمعية للمطالبة بالاستقلال

إلتفاف الجماهير اليمنية من مختلف القطاعات والشرائح المجتمعية للمطالبة بالاستقلال

  بدايةً ونحن نحتفل بالذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال أود أن أنوه بأن الكتابة عن هذه الذكرى بما مثلته من فرح كبير ونصر واعتزاز ليس في أوساط أبناء الجنوب اليمني فحسب,

بل في أوساط الشعب اليمني بأسره, وكذلك كل الاحرار العرب وغير العرب من المناوئين للاستعمار بكل أشكاله.
ولا جدال في أن الثورات دائماً تتعرض للتشويه والتضليل من قبل اعداء الثورة التي اطلقت عليهم حينها (اسماء الثورة المضادة) أو المرتزقة واستنجادهم بالقوى الامبريالية والرجعية.
كما هو الحال بالنسبة لما تعرضت له ثورتا 26سبتمبر و 14 اكتوبر وتتعرض له حالياً ثورة 21 سبتمبر وهذا ليس بغريب على احد ممن عاش او شارك في الثورة لأن القوى المعادية تشعر بأن نجاح الثورة يشكل خطراً عليها خاصة اذا ما كانت ثورة متسلحة بالإيمان بكتاب ا لله وسيرة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ويساعد الاعلام الغربي والعربي الرجعي والمرتزقة من كل مكان كان في حجب الحقائق دائماً وابداً لما يمتلكه من إمكانيات ولكن الحقيقة تضل هي الحقيقة.
لذلك ازداد نضال الشعب اليمني وتوسعت مساحته لتشمل المناطق التي كانت توجد فيها السلطنات والامارات والمشيخات بل والإنجليز أيضاً, ولقد أدى هذا التوسع في النشاط الثوري السلمي والمسلح الى احراز النصر في الـ 30 من نوفمبر 1967م ولكن ما اشبه الليلة بالبارحة عندما تشكلت الجمعية العدنية عام 1936م وطالبت بالوظائف لأبناء عدن ورفعت شعار عدن للعدنيين كما طالبت بضم عدن الى الكومنولث البريطاني الآن يطالب البعض من أصحاب الرؤى الضيقة (الذين شبههم البعض بالضفادع التي في قاعة البئر والتي لا ترى السماء إلا بحجم البئر), هؤلاء يطالبون بفصل الجنوب اليمني عن الشمال. وفصل حضرموت عن الجنوب وسمعت للأسف أن البعض منهم يطالب ببناء علاقات مباشرة لحضرموت وكذلك عدن مع دول أخرى.
أليس في هذا الامر وجه للتشابه..؟
لنختلف أيها الأخوة القراء في الرؤى حول برامج معينة أو تصورات أو نطالب بتصحيح وجهات النظر القاصرة غير القابلة للتطبيق السريع لتكون أكثر شمولية وجدية تؤدي الى خدمة المجتمع اليمني بأسره, ولكن أن نطالب بالانفصال وتقسم اليمن الى دويلات او كانتونات يسهل ابتلاعها من قبل القوى المعادية فإن في ذلك إلا تجاوزاً لحلم الشعب اليمني بأسره في استمرار النضال الذي تقوده الآن ثورة 21 سبتمبر بقيادة السيد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ومعه كل الثوار المخلصين السبتمبريون والاكتوبريون الى ان يتحقق النصر بإذن الله.
أنا شخصياً أرى في هذه الدعوات الانفصالية الفاشلة الى تقسيم اليمن الى دويلات وبناء علاقات مباشرة مع القوى المعادية تجاوزاً لحلم الشعب اليمني بأسره في استمرار النضال والتحرر من الاستعمار وقيام دولة اليمن الموحد بل واغفال متعمد لدماء الشهداء في مختلف المراحل.
أعود من جديد الى جوهر الموضوع وأعذروني لو خرجت بعض الشيء عن التفصيل فيما يتعلق بالذكرى الـ52 للاستقلال.
لم يكن نيل الاستقلال بالأمر السهل فقد سالت دماء وازداد النضال عنفواناً وتنظيماً بحماس منقطع النظير والتفت الجماهير من مختلف القطاعات والشرائح المجتمعية حول الثورة والمطالبة بالاستقلال.. وتعرض البعض من الاحرار للسجون والتعذيب والتنكيل من قبل الانجليز واعوانهم غير آبهين ومصممين على نيل الاستقلال.
وبعد 4 سنوات من الكفاح المسلح بدأت تلوح في الأفق بشارات النصر فوافقت بريطانيا على اجراء المفاوضات في جنيف العاصمة السويسرية حول الاستقلال, وحدد الموعد للبدء بتاريخ 20 نوفمبر 67 وتشكل الوفد اليمني الجنوبي من ستة اعضاء ورئيس للوفد وهم:
 • قحطان محمد الشعبي رئيساً.
 • عبدالفتاح إسماعيل عضواً.
 • فيصل عبداللطيف الشعبي عضواً.
 • محمد البيشي عضواً.
 • سيف الضالعي عضواً.
 • خالد محمد عبدالعزيز عضواً.
 • عبدالله صالح سعد عضواً.
ورافق الوفد عدد من المختصين في الجوانب المختلفة القانونية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ومترجمين.
وواجه الوفد الكثير من الصعوبات أهمها اصرار اللورد شاكلتون رئيس الوفد البريطاني المفاوض على حضور رئيس مخابرات السعودية المفاوضات وتدويل جزيرة ميون وبعض الجزر الاخرى وبعد نقاش طويل وجدل كبير تم انتزاع الاستقلال والاعتراف بثورة 14 اكتوبر انتزاعاً بفضل التصعيد المستمر للعمليات الفدائية وخروج المظاهرات التي ضلت تهتف (برع يا استعمار من أرض الاحرار برع).
فتنازلت بريطانيا عن كبريائها وصلفها وعنادها ووسمها للجبهة القومية بالإرهاب.. وأنها منظمة إرهابية.
وقد كان للمد الثوري وتطوره في البلدان العربية والعالم دوراً في تغيير سياسة بريطانيا التي لا تخلوا من الدسائس والفتن التي فجرت بؤرها قبل وبعد خروجها من الجنوب ومنحه الاستقلال.
وبسقوط الضالع وطرد اميرها توالت سقوط المناطق لحج, المفلحي, الشعيب, العواذل, دثينة, يافع السفلى, يافع العليا, احور, المحفد, حضرموت القعيطي, حضرموت الكثيري, العقربي, بيحان, حريب, المهرة, الواحدي, العوالق العليا, العوالق السفلى في ايدي ثوار الجبهة القومية قبل الاستقلال في يونيو 67م الى 17 ديسمبر 67, أي قبل الاستقلال ولم تبقى بريطانيا الى في عدن بعد أن تهاوت سلطات من عقدت معهم بريطانيا الاتفاقيات والمعاهدات التي اشرنا اليها سلفاً.. فكان سقوط المناطق المذكورة فاتحة خير في طريق الاستقلال وتعزيزاً لموقف الوفد اليمني الجنوبي المفاوض.

* محافظ محافظة حضرموت

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا