كتابات | آراء

ألوانُّ البّحرُ الأحمّرُ..!  في ذكرىٰ الجّلاء والشّهداء

ألوانُّ البّحرُ الأحمّرُ..! في ذكرىٰ الجّلاء والشّهداء

*في الزمن الغابّر مّرّت الإمبراطورياتُ والممالكُ والدولُ الغابرةُ بجحافِلّها الغازيّة من أرضِّ يمن الأحرّار، ومن ميّاه البّحر الأحمّر مّرّ الطامعون والواهمون والحاقدون بأحلامهم الشيطانية يحملون وهْمَ الاحتلال؛

فدُفِنّت الإمبراطوريّات وغُزَاتها في أرض وشواطئ البأسّ الشّديد، فاكتَسَّبت اليمنُ لّقب مقبرة الغُزّاة، واكتَسّب البحرُ الأحمّر لونَّهُ وعظمتَّهُ من دِّماء الشُّهداء الطّاهرة، وأرواحّهم الزكيّة التي بذّلوها في سَبيل الدّفاع عن أرض وحضارة واستقلال اليمن القديم .* فدَحَرّوا بها الغزو البرتغالي، وكسّروا أنْفَ الاحتلال الحَبشّي، وجنْدّلوا بالمُستعمّر العُثماني، ومرّغوا رؤوسّ قطعان الغزو البريطاني في الوحلِّ وحَجَبوا الشمسّ عن إمبراطوريّتهم البائدة، وخرجوا من اليمن يجرّون أذيال الخيبَة وهم صاغرون في الثلاثين من نوفمبر 1967م، بعد ثورة تحرُّرِّية بطلة ومقاومة نضالية شجّاعة قادها أبناءُ الجنوب الأحرَار بمساندة شرفاء اليمن من كلّ أرجاء ومناطق الوطن الحبيب الذي كان واحدا ومتوحدا في عقول وقلوب أبناء يمن الإيمان والحكمة جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، رغم محاولة الاستعمار البريطاني الخبيث زرع الضّغينَة والفُرقّة والنّعرات فيما بينهم من خلال تقسيماته الجغرافية وألاعيبه السياسية، ونفثه للسّموم المناطقيّة الاستعمارية البغيضّة..
واليوم يحتفي أبناء يمن الإيمان والحكمة بهذه الذكرىٰ المجيدة التي طُرد فيها آخر جندي بريطاني محتّل من جنوب اليمن بعد أن انكسرت أنوف المحتلين وغابت عن إمبراطوريتهم الشمس التي حولها اليمنيون إلى نار التهمت أطماعهم الاستعمارية، واستحالت آمالهم الرامية إلى نهب الثروات الطبيعية إلى سراب زائف ورماد تذروه الرياح.
اليوم يحتفون في ظل احتلال أمريكي بريطاني صهيوني سعواماراتي مُستعرب جديد يحمل نفسّ الأهداف والمخططات الإجرامية والأطماع الاستعمارية الاستكبارية التي كانت في الماضي، غير أنها تُنفّذ عبر أدواتٍ وأذرُّعٍ عميلة باعت نفسها ووطنها للمحتل بأرخص الأثمان. وفي ذات الوقت يحتفي اليمنيون بذكرى أسبوع الشهيد السنوية، في توافق وتزامن يؤكد بما لا يدع مجالا للشّك أن دماء الشهداء هي لونُ الاستقلال وبذورُ الحريّة وثمار النّصر الموعود الذي وعد الله به عباده المؤمنين. ناهيك عن أن اليمنيين الشرفاء مازالوا ثابتين على مواقف أجدادهم الأوائل الرافضة للغزو والهوان والاستعمار.
إن ما يميز هذه الذكرى الخالدة - في عيدها الخامس والخمسين- هو أن أحفاد الثوار المناضلين - الذين قاموا بثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م أمثال المناضلة دعرة والمناضل لبوزة وباقي رفاقهم الأبطال الذين بدأوا الكفاح المسلّح ضدّ المُستعمر البريطاني وفلوله، وانتصروا في الثلاثين من نوفمبر 1967م- يحملون نفس جينات أجدادهم الرافضة للذّل والاستعباد ولا يقبلون بأن يُدَّنّس تراب بلدهم الطاهر بقاذورات المحتلين وأدواتهم النجسّة. خصوصاً بعد أن أدرّكوا مُخططات العدوان والمحتل الخبيثة وأهدافه اللصوصية التي يسعى من خلالها إلى نهب الثروات الطبيعية التي تزخّر بها بلدنا كالنفط الخام والغاز والمعادن ،وهذا ما اتضح جلياً من خلال التحركات الأمريكية الأخيرة في حضرموت وشبوة وعدن وسقطرى والمخا وميون والمهرة وباقي المحافظات المحتلة في جنوب وشرق الوطن..
لذلك لن يمرّ العدوان بسلام وينعم بخيرات اليمن في الوقت الذي يموت فيه المواطن اليمني جوعا وألما؛ جرّاء إيغال دول العدوان ومرتزقتها في استخدام الحصار الجائر والحرب الاقتصادية الوحشية ضد أبناء يمن البأس الشديد، إضافة إلى أقدامها على جريمة نهب مرتّبات موظفي الدولة التي كانت تُصرّف من عائدات النفط والغاز قبل أن تستولي عليها أدوات الشيطان الأمريكي وعملائه،
فأحرار جنوب الوطن المحتل سيعيدون أمجادّ أجدّادهم وينتفضون في كفّاحٍ مسلّحٍ في وجه الاحتلال والعدوان الأمريكي السعودي البريطاني الصهيواماراتي الغاشم ويقطعون أذرُّعَه وأدواتَّه العميلة دفاعاً عن دينهم وأرضهم وعرضهم؛وسيقفون في صف واحد مع أحرار المهرة الذين يواجهون العدوان وفلوله بشجاعة وأنفة لنيل حياة كريمة وحرة ومستقلة،
وما يجب أن يفهمه العدوان الأمريكي وأدواته القبيحة في هاتين المناسبتين العظيمتين هو أن مصيره ومصير جحافله وقطعانه لن يختلف عن مصير ونهاية المحتلين القدماء، وان زمن الوصّاية ونهب ثروات الشعب اليمني الطبيعية أصبح ماضياً ميتاً لا يمكن أن يعود أبدا مهما حاولت أمريكا وأدواتها القبيحة أن تبرز عنجهيتها البروباقندية الهشّة، وعليها أن تفهم وتستوعب جيدا الرسائل التحذيرية التي وجهتها القوات المسلّحة اليمنية عبر مُتحدثها الرسمي العميد سريع، وممثلتها الفعلية صماد 3 المسيرة؛ كما أن عليها استيعاب تحذيرات القيادتين الثورية والسياسية واستغلال فرصّ السّلام التي تقدمها صنعاء بين الفينة والأخرى قبل فوات الأوان..
*وليتأكد العدوان ومن سار على جرمه أن اليمن وأهله لم ولن يتبدّلوا أو يتغيّروا، وإن تغير الزمان؛ فهم أحرّار بالفطرة، أعزّاء بالوحدة، أقوياء بالحكمة، أشدّاء بمعرفة الله والثّقة به، مُنتصرين بالتوكّل عليه وتأييدّه وما النصّر إلاّ من عند الله.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا