كتابات | آراء

ومضات متناثرة: الإعلام العربي.. وغرابيل العملاء..!!

ومضات متناثرة: الإعلام العربي.. وغرابيل العملاء..!!

التاريخ الثقافي والحضاري والإنساني ذاكرة الشعوب، فكل يوم يمر يثبت لنا أنه مع كل وسيلةٍ جديدةٍ، تظهر لنا ثقافة فريدة، ومرحلة تاريخية حضارية متنوعة..

فالعلاقة التفاعلية القائمة بين الإعلام وثقافة الشعوب والأمم علاقة حميمة تحكمها العلاقات التاريخية والحضارية المتجذرة عبر القرون لذا لا غرابة أن نجد الإثارة المبتذلة والناعمة عبر إعلامنا العربي المؤدلج الذي تناسى قيمه وأخلاقه وهويته وراح يسبح في تيارات الأمواج الناعمة, والإثارات المبتذلة، القائمة على القفز من فكرةٍ الى أخرى من دون تخطيط أو مراعاة لأحداث وثقافات وتباين الشعوب اجتماعياً وأيديولوجيا واثنياً.. وهكذا يظل الصراع بين الحق والباطل والخير والشر صراعاً بشرياً قديماً مُنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها.. سواء أكان هذا الصراع فكرياً أو عقائدياً أو عسكرياً.. المؤسف المشين أن المنظومة الاتصالية العربية مازالت تنظر للإنسان العربي نظرة استعلاء ودونية في آن واحد.. وهذا راجع إلى"البارانويا" القائمة على السلطة والقوة والنفوذ.. وهذا ما أفضى إلى نتاج ثقافة قائمة على العنف والتنمر والتنكيل..
وفي ظل الانعكاسات التي رافقت تلك السياسات المستبدة من تلك الأنظمة العربية المأفونة أفرزت لنا واقعاً ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً معقداً, وهكذا تدور دورات الحياة في ظل الأيديولوجيات المعاصرة والمتصارعة من أجل البقاء والتنافس على السلطة والثروة.. وتناسى هؤلاء وأولئك دورات التاريخ وسقوط الحضارات الراقية.. ونظريات الصعود والسقوط للدول والسفر عكس الزمن الافتراضي..
فياترى في ظل هكذا "أنظمة عربية مهترئة ومستبدة" قائمة على سياسة "فرق تسد" سواء على مستوى الفرد أو الجماعات أو المجتمعات أن ننتظر منها جيلاً مؤمناً متسلحاً بالعلم والمعرفة مخلصاً وفياً لوطنه وأمته..؟!
- لذا ينبغي على تلك الأنظمة العربية أن تدرك وتعي خطورة تلك الممارسات الخاطئة وأن العنف لا يولد إلا العنف ومهما طال الزمن فإن كل حضارة وأنظمة الى زوال.. هكذا تقول نظرية الكون: مهما يكن لا يكون ومهما يكن لا يدوم.. فالدوام لله وحده..
- لذا على الدول الراقية والمجتمعات الحضارية أن تُدرك مزايا التنظيم وتوزيع الصلاحيات وتخصيص المسؤوليات في شؤون تسيير مؤسسات دولتها وأجهزتها العامة والخاصة وهذا الأمر ملحوظ في علم السياسة والاقتصاد والحكم الرشيد..
فالحرية الثقافية والفكرية هي حرية منظمة مضبوطة وموجهة تحدها حرية الآخرين.. وتقيدها الأنظمة والقوانين والشرائع والأعراف والتقاليد والأخلاق دون ذلك تصبح حرية سائبة غير مقننة لأن بين الحرية والفوضى خيط رفيع لا يدركه إلا العالمون..
صفوة القول:
المفارقة المتباينة أن الإعلام سلاح ذو حدين.. قد يستخدم لبناء العقول والأوطان وقد يكون العكس.
لذا على القائمين عليه أن يحسنوا إدارته وتوجيهه نحو البناء والأعمار.. لا نحو الهدم والتدمير.. فالإعلام رسالة إنسانية يسعد بها جميع البشر.. فالعبث بنعمة العقل والفهم والإدراك أشد أنواع الكفر تلك النعمة التي خص الله بها كل البشر على اختلاف مشاربهم وأطيافهم وأجناسهم وأعرافهم وجعلها سبيلهم الى الخير والحق والجمال.
فالمشكلة اليوم التي تعاني منها البلدان العربية وشعوبها ومجتمعاتها الراهنة هي مشكلة أخلاقية في المقام الأول.
فلا سياسة ولا اقتصاد ولا تعليم ولا صحة ولا غيرها من الوسائل والغايات والإمكانات القادرة على النهوض والرقي والتقدم والازدهار بشعوب تلك البلدان من أزماته وكبواته إلا إذا صلحت أخلاق أمته وشبابه ونسائه ورجاله.. دون ذلك نظل عاجزين حائرين كالذي يسافر عكس الزمن لا بين هؤلاء.. ولا بين أولئك..!!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا