كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(43)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(43)

كان لشعبية سالمين دور كبير في اغتياله حيث كان من المعتاد رؤيته دائما ينزل الشارع بشكل غير متوقع على أشخاص أو تجمعات أو منظمات قادمًا إليهم في سيارته من ماركة لاند روفر

يتصرف أحيانًا مثل الملوك الذين يتظاهرون بأنهم متواضعون ونزلوا بين القوم  يسأل الناس عن أحوالهم ويهتم بتقبيل سيدة عجوز في الشارع أو إعطاء مسكين مبلغا من المال  كما هو الحال مع الحمدي في الشمال في العام السابق بدا للبعض أن ما كان غير منظم هو شعبية حكم فردي للآخرين حكمًا فرديًا وتعسفيًا قال أعداء سالمين  إن السعوديين كانوا يعتزمون الهيمنة على الجنوب من خلال حكم الأسرة من قبيلة الفضلي وادعى عبد الفتاح وعلي عنتر وعلي ناصر على النقيض من ذلك دعم المركزية الديمقراطية وبالتالي الحكم الجماعي في الشمال ترك مقتل الغشمي فراغًا سياسيا كبيراً وتم تعييين القاضي عبد الكريم العرشي رئيسًا لدولة تصريف الأعمال مع إمكانية تولي رئاسة الدولة من 24 يونيو إلى 18 يوليو 1978 ولكن تمت نصيحته بألا يكون رئيسا لليمن خلال هذه الفترة الصعبة وان يبدأ بتكوين جيش يمني قوي ومنظم أولا كما شغل منصب نائب رئيس الجمهورية العربية اليمنية من 1978م إلى 1990 م ورئيس مجلس الشعب التأسيسي من 1978  م إلى  1988 م ورئيس مجلس الشورى من عام 1988م إلى عام  1990م
تم اختيار علي عبدالله صالح الذي كان مقرباَ من الحمدي وزميلاً للغشمي في يوليو 1978م تم إعلانه رئيساً لليمن وقضى الرئيس جزءاً من الحرب الأهلية كطاقم دبابة برتبة عريف وكان زوج والدته الذي هو عمه أخو والده جندياً عند الإمام ظهر جليا تناقض الجيش مع القبائل كمصدر السلطة  في حالات أخرى كانت هنالك محاولات للجمع بين الأدوار القبلية والجيش في بعض الأحداث  لكن هذه المحاولات تحتاج الى رسم حدود للصلاحيات بين الطرفين على سبيل المثال القبائل  سنحان قبيلة علي عبد الله صالح المتاخمة للجانب الجنوبي من صنعاء جزء من حاشد مثلها مثل همدان قبيلة الرئيس السابق أحمد الغشمي المتاخمة لشمال صنعاء لم يكن لأي منهما دورا واضحا في الشؤون القبلية بدلاً من ذلك كانت  كلاتهما مصدرًا لجنود جيش الإمام والذي لم يكن له دورًا مرموقًا , أدى نمو الجيش الجمهوري في أواخر الحرب الأهلية إلى إبراز همدان وسنحان وارتفع كل من الغشمي وعلي عبد الله إلى الصدارة من خلال الجيش كما فعل الحمدي من قبلهم  وليس من خلال الصلات مع القبيلة .
كان مركز الرئيس غير آمن لأن اليمن السفلى كانت في بعض الأحيان منطقة حرب وكان لجميع زعماء القبائل في صعيد اليمن أهدافهم المتضاربة وربطت المنافسات الحزبية هذه الأهداف مع صنعاء ومع بعضها البعض  في أكتوبر  م 1978 التي أفشلت محاولة انقلاب ناصرية كان علي عبد الله اعتمد منذ البداية على من يعرفهم  لقد نشأ مع زوج والدته صالح الأخ الشقيق لوالده المتوفى ووضع ثقته أولاً وقبل كل شيء في أخيه غير الشقيق علي صالح الذي أرسله إلى حزيز  والتي تعتبر بوابة صنعاء كما برز محمد صالح الأخ الشقيق للرئيس كرئيس للأمن المركزي  وسرعان ما ظهر أقارب آخرون واضحون  مثل علي محسن الأحمر على قوائم كبار الضباط فجأة بدون سابق خبرة أو معرفة كما ظهر أفراد عائلات مثل بيت إسماعيل وبيت القاضي ممن تربطهم علاقات نسب بأسرة على عبد الله صالح في أماكن مهمة وحساسة في الدولة ليس لخبرتهم أو معرفتهم بل بسبب علاقات أسرية مع عائلة الرئيس كانت خطة على عبد الله صالح أن يحيط نفسه بأقارب مخلصين لحمايته من أي محاولة اغتيال أو انقلاب وكان يتأكد من ولائهم له عن طريق المناصب والأموال .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا