كتابات | آراء

أعياد ثورتنا اليمنية:21 سبتمبر، 26 سبتمبر، 14 أكتوبر

أعياد ثورتنا اليمنية:21 سبتمبر، 26 سبتمبر، 14 أكتوبر

اليمن مُصرة على امتلاك كامل السيادة الوطنية، وترفض الهيمنة والتبعية
في المٌناسبات العظيمة وفي ناحية الأحداث دوماً يختار العلم أي الدروب يسلك ليصل إلى الموضوعات المهمة والمؤثرة

التي ينبغي أن تُلم بها الذاكرة وتُبحر منها الحروف والكلمات.. فما بالكم ونحن نقف على عتبات تاريخية من تاريخ الثورة اليمنية وعلى تفاصيل أحداثها العظيمة المتدفقة في الشرايين وفي القلوب وفي الوجدان ومن الأهمية بمكان أن نقف اليوم إجلالاً وتقديراً واعتزازاً أمام التدفق الزماني والمكاني والاحداثي لثورات الشعب اليمني المجيدة، ولذا فإن الاحتفاء الذي يليق بمناسباتنا الوطنية وهو بمثابة اعتراف مؤكد ومُستدام بكفاح الأخيار الأبطال من أبناء شعبنا وأبناء مؤسستنا الدفاعية، وهو في ذات الوقت تعزيز للمواقف التاريخية لهذه الثورة اليمنية المتجددة 21 سبتمبر و 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، كما أنه اعتزاز واحترام لتضحيات الشهداء الأبرار الذين صاغوا بدمائهم الزكية الطاهرة تاريخ مراحل النضال والكفاح الساعي دوماً للوصول إلى مرتقيات عالية من العزة والكرامة..
اليوم وبعد ثماني سنوات مُفعمة بالتحديات ومشفوعة بالآمال والأعمال والإنجاز وفي ظل ظروف شديدة التعقيد وعظيمة التحولات تقف اليمن قيادةً وحكومةً وقوات مُسلحة وشعباً على عتبات مرحلة جديدة، مرحلة اخترناها عن ثقة وعن إيمان وعن استقلالية وحددنا مسافاتها ومسارات تحركاتها الاعتيادية والاستثنائية وكذا مساراتها الإستراتيجية.
اليمن في هذه المرحلة من التحديات جاء التحرك الاقتصادي من خلال إدارة محكمة وقدرة على إدارة الممكن والمتاح من الموارد والقدرات المتواضعة بحيث تجسدت الذات الاقتصادية الخطيرة بالرغم من الحرب الاقتصادية الشعواء التي تشن عليها من عدوان كوني مستحكم ومتحالف مع قوى دولية نافذة ومستعصية، ورغم ذلك المشاهد والمعايش أن المسار الاقتصادي يسير بهدوء وثقة متجاوزاً المطبات العدائية المصطنعة، ليكون النجاح الملموس شاهداً على حكمة وقدرات عالية من الإدارة الاقتصادية المرنة والذكية والوصول إلى الغايات المرسومة بتكاليف أقل من الخسائر ونسب مهمة من النجاحات ويكفي ما نراه من استقرار اقتصادي مهم نشهده ونعايشه.
في حين يسير المسار الأمني بنجاح مُتميز فلقد أصبح الاستقرار والثبات الأمني هو السمة البارزة في منهاج عمل المؤسسة الأمنية وأجهزتها الفاعلة فلقد استعصت على العدوان ومن يقف خلفهم داعماً ومؤازراً ومشاركاً في إحداث أي اختراق أمني.. وذهبت رهانات الأعداء والتمويلات المهولة والأموال القذرة التي دفعت ثمناً لذمم الرخاص من المندسين والمرضى والمرتزقة ادراج الرياح، بل أصبحت هباءً منثورا، لأن كل خطوات المؤامرات وإجراءات الاختراقات الأمنية جوبهت بقوة وفاعلية وذكاء المؤسسة الأمنية وقياداتها وأسقطت من أيدي الأجهزة المخابراتية المعادية التي ابتلعت خيباتها المتتالية حتى وصلت إلى حد اليأس.
ومما ضاعف من نجاحات المؤسسة الأمنية بكل أجهزتها أن هذه المؤسسة حققت قفزات نوعية في التصنيع وفي تطوير المواجهة السيبرانية وفي تطوير أساليب عمل مواجهة الجرعة المنتظمة والتصدي للإرهاب والأعمال الإرهابية، ويشهد الأعداء قبل الأصدقاء على نجاحات المؤسسة الأمنية وهي نجاحات تنال تقدير القيادة السياسية وتنال تقدير الشعب، فالأمن والاستقرار والمقدرات العالية في مواجهة كافة التحديات الأمنية هي مكسب عظيم لأن كل النجاحات وكل الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ركيزتها الأساسية الأمن والاستقرار.
أما على الصعيد العسكري، سواءً بشقيه العملياتي القتالي أو في مساره التأهيلي والإعدادي فإن الحديث عنه واسع ومتشعب..
وليكن الحديث عن ذلك التتويج العظيم لفعاليات العروض العسكرية المهيبة والتي توّجت بالعرض العسكري الذي شهدته عروس البحر الأحمر الحديدة، فلقد كان عرضاً عسكرياً عالي التنظيم والدقة، ومتكامل الأداء يحمل أكثر من رسالة وموقف، وأولى هذه الرسائل تتمثل في:
• أن العدوان الطاغي الباغي الظالم قد عجز كل العجز في أهم أهدافه العدائية ألا وهي التدمير المُحكم للقوات المسلحة واحداث فراغ عسكري في مختلف المستويات، خاصةً وأنهم ادّعوا بأنهم دمّروا أكثر من 95% من القوة الصاروخية ومن القوات المسلحة، ثم ما لبثوا أن أفاقوا من أحلام يقظتهم على واقع كشف زيفهم وفضح ادعاءاتهم،، وتبيّن للجميع أن القوات المسلحة اليمنية في أعلى مستوياتها استعداداً قتالياً وجاهزية قتالية وقدرات تأهيلية، ومن باب الذكر ليس إلّا فإن عدد الدورات العسكرية سواءً التخصصية أو الاعتيادية فإنها تصل إلى المئات، والعمل فيها جار على قدم وساق وخطط التدريب والتأهيل لم تتوقف يوماً وإنما تمتاز بالاستدامة وبالفاعلية..
في حين نشطت المنظومة التعليمية العسكرية من معاهد وكليات وأكاديمية عسكرية في مختلف المجالات، إذ لم تتوقف عجلة العمل والنشاط وإنما كل شيء سار ويسير وفقاً للخطوات والتدابير العسكرية وهنا مكمن التحدي الحقيقي، وتجسيد حي وفاعل لشعار ومبدأ "يد تحمي ويد تبني"..
في المقابل من ذلك تصاعدت وتيرة العمل والانجاز في جانب التصنيع العسكري ووصل إلى مستويات جداً متقدمة – سواءً في صناعة السلاح الخفيف أو في صناعة الصواريخ بمدياتها المختلفة من المدى التكتيكي البسيط ووصولاً إلى مديات البالستيات وفق تقنيات حديثة جعلت هذه الصناعة أكثر تدميراً وأكثر دقة مع ما يتواكب من إعداد مستمر للكفاءات العسكرية القيادية والاستطلاعية التي تحدد بنك أهداف مهمه وجيواستراتيجية في عمق عواصم ودول العدوان،، وهذا ما جعل تحالف العدوان ومن يؤازرهم يصلون إلى هذه الحقيقة،، أي أن اليمن امتلك عن كفاءة وجدارة قوّة ردع صاروخية مؤثرة إذ لم تعد دول العدوان يتعاملون اعلامياً بأسلوب يتسم بالسخرية عندما يطلقون على صواريخ تصل إلى أبعد مدى مسمى "مقذوفات حوثية"،، ووصلوا إلى يقين أن العالم يسخر منهم عندما يعلمون أن البالستيات اليمنية وصلت إلى أرامكوا ووصلت إلى حقل الشيبة، ومؤخراً جاء ذلك العرض العسكري المعنون "وعد الآخرة" ليكشف ما تيسر من قدرات صاروخية رادعة سواءً صواريخ بالستية بعيدة المدى أو صواريخ بحرية يمكن اطلاقها من أي نقطة أو منطقة في اليمن لتصل إلى الأهداف البحرية بكل سهولة وبقوّة تدميرية كبيرة،، وهي أعمق رسالة تقول للعدوان أن مرحلة البلطجة البحرية قد أفلت وحلّ محلها مرحلة المعطيات اليمنية والحسابات الجديدة وهذا الأمر يجب أن تأخذه عواصم العدوان ومؤازريهم في الاعتبار..
وهذه القوّة الرادعة الصاروخية البالستية والبحرية تقول لعواصم العدوان كفى عبثاً وعودوا إلى سلام حقيقي ومُشرّف وندّي، فلم تعد اليمن الحديقة الخلفية لأحد، وآن لذوي القرار من جيراننا أن ينسوا أساليب الهيمنة ولي العنق وفرض الوصاية فلقد شب الشعب اليمني عن الطوق واختار نهج الاستقلال وآمن حتى النخاع بسيادته الوطنية وفي ذات المنحى الصناعي العسكري يأتي التطور المتسارع للطيران المسير الذي يقف اليوم بجهوزية عالية ولديه سعة الاحتراف العسكري الفني والتخطيطي ما يجعله يحظى بالريادة والسيادة ومقدرته تشهد تطورات متسارعة عالية قادرة على أن تضع النقاط على حروف دول العدوان...
فهلّا استوعب الجيران وهلّا استعادت قيادة عواصم جيران العداء المستحكم بعض توازنها النفسي وكفّت عدوانها ومؤامراتها على اليمن وشعبه قبل فوات الأوان!
يجب على تحالف دول العدوان أن يفهموا بأنهم يرتكبون خطأً جسيماً بتفويتهم فرص قبول اليد الممدودة بالسلام من قبل القيادة الثورية والسياسية منذ بداية العدوان وذلك كونها هي ذات اليد العازمة على انتزاع السلام انتزاعاً بل وسنفرضه فرضاً عليهم حتى يُدركوا بأن اليمن باتت دولة مستقله كاملة السيادة الوطنية..
ولكم يثلج الصدر ما شهدناه وما عشناه من تنامي وتطور الصناعات العسكرية اليمنية، وتجسد في أبهى صورة ومن خلال نماذج مختارة في عرض عسكري متكامل ومهيب.. كان موفقاً اسمه ومُسماه وتوقيته ومكانه "وعد الآخرة"،
ومن على شواطئ البحر الأحمر وهو ايذان بانطلاقة يمانية ايمانية متدفقة بالمعنويات والإنجازات وبالريادة والسيادة شاء من شاء وأبى من أبى.. اليمن الآن وفي هذه الاطلالة يؤكد أنه الرقم الصعب وما على الجميع إلا أن يتفهم هذا المعطى الحيوي الجيواستراتيجي ولا خيار أمام تحالف دول العدوان إلا الرضوخ لدعوات السلام بوقف العدوان ورفع الحصار وخروج كافة أشكال الاستعمار؛
أما من استعصى عن الفهم فهناك طرق وأساليب ووسائل قادرة على أن توصلهم إلى هذا الفهم وهذا المعنى.. فنُبارك لقائد الثورة السيّد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وإلى رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، وإلى رئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني، وإلى الشعب اليمني الصامد بهذه المناسبة الغالية، سائلين من الله سبحانه وتعالى الرحمة والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمفقودين، والنصر لرجال الرجال من أبناء قواتنا المُسلحة والأمن والمُخلصين من عموم هذا الشعب العظيم.

# مُساعد وزير الدفاع للموارد البشرية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا