كتابات | آراء

حديث الإثنين : صراع الإرادات بين اليمن وأمريكا

حديث الإثنين : صراع الإرادات بين اليمن وأمريكا

كشف الأخ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى في تغريدة له مؤخرا على تويتر بأن أمريكا بعثت رسالة  تقول فيها انها لن توافق على أي سلام في اليمن مالم تكن راضية عنه حتى لو وافقت عليه السعودية ..

وهنا يطرح السؤال نفسه : ماذا تريد امريكا من الشعب اليمني ولماذا تقتله؟ وهو سؤال سبق ان طرحناه اكثر من مرة وان كان الجواب عليه قد يكون معقدا وربما صعبا .. لكن من يتابع ما تشهده اليمن من احداث مأساوية متسارعة تقف وراءها أمريكا بكل ما أوتيت من قوة لم يشهد لها التاريخ مثيلا - وكان من أهمها الكشف عن تدمير منظومة الدفاع الجوي بحضور رسمي أمريكي ويمني في عهد النظام السابق وهو مالا يتصوره عقل - سيجد الإجابة على السؤال المطروح بسهولة مطلقة وذلك من خلال ان الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى وتعتبر نفسها سيدة عالم اليوم لم يسبق لشعب من الشعوب ان قال لها بالفم المليان : لا.. والموت لأمريكا .. ونرفض التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا كما قالها الشعب اليمني بصوت عال ومرتفع سمعه العالم بأسره وهو ما اعتبرته الادارة الأمريكية انتقاصا في حقها وتحديا لإرادتها لاسيما وهي تتعامل مع شعوب المنطقة المجاورة لليمن بتعال وبطريقة توحي للآخرين بأن هذه الشعوب وحكامها هم عبارة عن اقطاعيات تابعة لها ليس مسموحا فيها لحكامها ان يعترضوا على شيء يقطعه السيد الأمريكي وليس عليهم الا السمع والطاعة لتنفيذه وإلا فالعقاب سيكون ازالة هذا الحاكم او ذاك من على كرسيه المهزوز أصلا .
قد يقول البعض ان السعودية ممثلة في قيادتها الحالية وملكها سلمان وابنه المتهور محمد هي التي اعتدت على الشعب اليمني وشكلت هذا التحالف كله ضد اليمن الذي دخلت فيه امبراطورية السلاح ممثلة في امريكا وبريطانيا واسرائيل وامبراطورية المال ممثلة في السعودية والامارات العربية المتحدة وبقية امارات الخليج الداعمة لهما وان الطائرات تنطلق من اراضيها لقتل ابناء الشعب اليمني شيوخا ونساء واطفالا وتدمير البنية التحتية تحت حجج ومبررات واهية لا يقبل بها عقل ولا منطق ولا يقرها شرع ولا عرف ولا حتى تقاليد .. ونحن نقول اذا ما سلمنا بوجهة النظر هذه فمعنى ذلك اننا نقر بأن السعودية دولة وهي ليست كذلك ونعطيها حجما اكبر من حجمها وأهمية ومكانة لا تستحقها لأن السعودية أساسا وكل المنظومة التي يتشكل منها ما يعرف بمجلس التعاون الخليجي - اذا ما استثنينا سلطنة عمان كدولة حقيقية وشعب وقيادة – هم عبارة عن اقطاعيات تديرها أمريكا وحكامها لا يعدو كونهم تجار نفط وليس لهم من الحكم شيئا بل ولا يملكون حتى أمرهم .. وهو ما يذكرني بقول القائد الليبي الراحل معمر القذافي عندما التقى في العاصمة الفرنسية باريس بالمثقفين وإلاعلاميين الفرنسيين في الربع الأول من عقد السبيعنيات من القرن الماضي عندما سألوه عن دور الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز وتأثيره على السياسة العربية فرد عليهم قائلا : انه مجرد تاجر نفط وليس له أهمية اكثر من ذلك .. وقد اعترف امير قطر الأسبق بهذه الحقيقة عندما زارقطر رئيس الوزراء اليمني الأسبق الدكتور حسن محمد مكي عام 1974م ووجد في مكتبه مجموعة من الخبراء الأجانب فقال اميرقطر حينها : نحن لا نحكم وانما نوقع على الاتفاقيات .
 اذا من يقول ان السعودية هي التي تقود الحرب ضد اليمن وتقرر مصيرها فإنما يغالط نفسه ويحاول ان يعطي للنظام السعودي أهمية هو غير جدير بها بدليل ان اعلان الحرب على اليمن يوم 26 مارس  2015 م جاء على لسان السفير السعودي انذاك عادل الجبير من واشنطن وليس من الرياض .. والسفير الأمريكي لدى اليمن هو من عطل مفاوضات جنيف ومنع اليمنيين من التوصل الى حل سياسي خشية من ان يخرجواعن الارادة الأمريكية .. وقد أثبتت الأحداث خلال سنوات العدوان الماضية التي لم تتوقف الحرب خلالها على اليمن وشعبها العظيم حتى ساعة واحدة بأن السعودية والامارات العربية ومن يتحالف معهم ارضاء لأمريكا مجرد أدوات لتنفيذ الرغبة الأمريكية في قتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية انتقاما لموقفه الوطني وبهدف تركيعه وإعادته الى بيت الطاعة من جديد كما كان عليه الحال قبل قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م  حيث كان السفير الأمريكي وربيبه السعودي هما المتحكمان في القرار السياسي اليمني ولم يكن يقطع أي حاكم يمني سابق أمرا الا بعد مشاورتهما ورضاهما عن طبيعة القرار الذي سيتم اصداره خاصة في عهد العميل المنحوس عبد ربه منصورهادي الذي فتح الباب على مصراعيه امام التدخل الأمريكي والسعودي في الشأن الداخلي اليمني وجعل من السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لليمن والسفير السعودي مندوبا ساميا يشرف على التنفيذ وقد كافؤوه على ذلك بأن حجزوا له غرفة في أحد فنادق الرياض ليقطن فيها وليجعلوا منه جسرعبور لتحقيق اهداف العدوان على اليمن . وعندما اصطدمت سياسة الادارة الأمريكية بارادة الشعب اليمني بعد قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية التي كان من أهم أهدافها انهاء الوصاية الخارجية وتحرير القرار السياسي اليمني من الارتهان والتوجه الجاد نحو بناء دولة وطنية حديثة كان اليمنيون ممنوعين من بنائها منذ اكثر من خمسة عقود طار صواب امريكا والسعودية فلم يكن امام الادارة الأمريكية بعد ان سدت كل السبل في وجه سفيرها للتدخل في الشأن اليمني الا ان أوعزت الى أدواتها في المنطقة لتشكيل تحالف شرير للقيام بشن عدوان على اليمن وشعبه العظيم بهدف القضاء على الثورة الشعبية وعودة الأمور الى طبيعتها السابقة وذلك بعد ان مهدت لعدوانها بشن حملة اعلامية شرسة أوحت من خلالها للبلهاء بأن ايران اصبحت هي التي تحكم اليمن وان اليمن صار يشكل خطرا على دول المنطقة وعلى الأمن القومي العربي ليجد هذا الخطاب أذنا صاغية حتى في أروقة الجامعة العربية بفضل شراء الذمم والضمائر بالأموال السعودية والخليجية.. وخلال مايقارب ستة أعوام من الصمود والتصدي للعدوان عراهم الشعب اليمني وكشفهم على حقيقتهم وعرف العالم كله من هو اليمن بفضل قيادته الجكيمة التي تسيربه نحو طريق الإنتصار بإذن الله تعالى .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا