كتابات | آراء

الانسحابات في أبين والتوجه نحو مناطق الاشتباكات مع الجيش واللجان الشعبية

الانسحابات في أبين والتوجه نحو مناطق الاشتباكات مع الجيش واللجان الشعبية

الحد الجنوبي مضطرب ما دفع قيادة الرياض لإيقاف المواجهة في أبين والدفع بالمليشيات إلى مواجهة وإشغال الجيش واللجان الشعبية
الشق العسكري من ما يسمى اتفاق الرياض بين الفرقاء المتصارعين في شرعية الفار هادي، وانتقالي الزبيدي كل الهاجس الذي يؤرق الجميع فظل عقدة شدة الحبل بينهما..

وظل كثير من المراقبين ينظرون إليه كواحدة من نقاط الخلاف والاختلاف بين "الرياض" و"أبو ظبي"، خاصة بعد أن بدأت القوات السعودية في كل من عدن، وفي سقطرى تتعرض للعديد من الاستفزازات من قوات الانتقالي, لاسيما بعد أن وجه الانتقالي المتقاعدين العسكريين إلى تنظيم اعتصام أمام مقر القوات السعودية في مدينة عدن الصغرى "البريقة" لفترة طويلة ثم تطور الاعتصام إلى محاولات اقتحام عدد كبير من العسكريين المتقاعدين لمعسكر القوة السعودية..
كل هذا أكد للقوات السعودية ولقيادتها في الرياض أنها تواجه إشكالاً حقيقياً ومؤثراً من الانتقالي وقواته العسكرية, ربما قد تتطور في المستقبل القريب إلى مواجهة عسكرية بالطبع لن تكون القوة العسكرية السعودية المتواجدة في عدن هي المنتصرة لأسباب عديدة.
ولذا فقد تأكد إن "الرياض" لا تريد لقوات الانتقالي البقاء في عدن أو في أبين القريبة من عدن وتريد الدفع بها إلى الضالع والى الصبيحة المحاذية لمحافظة تعز لمواجهة قوات الجيش واللجان الشعبية وقيادة صنعاء..
وقد رأيناها مؤخراً تخرج من عباءة الانتظار والمماطلة مع الانتقالي ومع شرعية الفار هادي إلى ممارسة أشد الضغوط عليهما لتنفيذ الشق العسكري لما يسمى اتفاق الرياض..
ولذلك بدأ المراقبون العسكريون يشاهدون التنفيذ الفعلي الميداني للشق العسكري بالانسحاب المتبادل من مناطق التماس وخطوط الاشتباك في محافظة أبين في كل من "الطرية" وفي منطقة الشيخ سالم على تخوم مدينتي جعار وزنجبار..
وبحسب مصادر عسكرية فقد سحبت القوات الإخوانية القبلية المحسوبة على الفار هادي وحداتها العسكرية وهي تتبع محور عتق من منطقة الطرية وسحبت ما يسمى قوات اللواء 15 صاعقة ومقاومة ردفان من منطقة الشيخ سالم وهي قوات تابعة لما يسمى الانتقالي.. وكل هذه الانسحابات تمت بإشراف المحتل السعودي من خلال ذراعه العسكري قواته العسكرية التي تتواجد بكثافة في عدن.. وانتقلت سرايا من تلك القوة السعودية إلى أبين للإشراف على الانسحابات المتبادلة بين الخصوم والفرقاء اليمنيين..
والى اليوم تكون القوات المتصارعة من قوات الفار هادي وقوات المرتهن الإماراتي عيدروس الزبيدي قد انسحبت لواءان من كل طرف حسب إشارة خبرية وكالة "الأناضول" التركية التي يبدو أنها قريبة من الجنرال العجوز علي محسن الأحمر..
وذكرت "الأناضول" أيضاً في تصريح لمصدر عسكري حكومي أن الألوية التابعة للفار هادي قد توجهت إلى منطقة قريبة من جبهة مكيراس,, "ثرة" في ترميز واضح إلى أن القوات المنسحبة سوف تتجه لقتال الجيش واللجان الشعبية في تلك الجبهة..
الضغط العسكري المتزايد الذي تقوده قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في صنعاء ضد المحتل السعودي ومرتزقته في مأرب وفي العديد من المناطق قد دفع إلى التفكير جدياً بإيقاف المواجهة بين الخصوم الفرقاء في أبين، والى توجيه قدراتهم لمواجهة الجيش واللجان في خطوط المواجهة.. ولاسيما بعد أن دك صاروخ باليستي مؤخراً غرفة العمليات المشتركة في مأرب ومصرع ثمانية ضباط سعوديين في معسكر تداوين في مأرب التي تذكر المعلومات المتداولة أسماءهم العقيد طيار سعيد حمدان الاسمري، والعقيد عبدالله عايض البقمي، والرائد محمد سعد المبارك، والنقيب عبدالله صالح الغامدي، والرقيب خالد عزيز العتيبي، ومشاري مساعد اللحياني..
وبعد هذه الضربة الصاروخية المزلزلة سارعت قيادة التحالف السعودي إلى سحب قواتها وآلياتها من معسكر تداوين والتوجه إلى الوديعة باتجاه الأراضي السعودية..
وبالتأكيد من أن مثل هذه العملية القوية التي نفذتها قيادة صنعاء الوطنية, قد أجبرت قيادة الرياض إلى الضغط على الفار هادي والمرتهن الإماراتي عيدروس الزبيدي الى إيقاف المواجهة بينهما في أبين للتفرغ للمواجهة مع الجيش واللجان الشعبية ونأت القيادة السعودية بقواتها عن أية خسائر قد تطالها سواء في مأرب أو في الحد الجنوبي للمملكة التي تفاقمت مؤخراً منها خسائرها..
وتدفع إلى أن تكون المواجهة يمنية- يمنية إلى ما تسميه قيادة العدوان مواجهة "الحوثيين"!!.
هذا في الوقت الذي تشهد فيه المحافظات الجنوبية المحتلة انفلاتاً أمنياً مريعاً يهدد بأن يتفاقم الوضع المتردي فيها ويصل بأثره السلبي إلى القوات السعودية في عدن.. ومثال على ذلك أوضح تقرير إحصائي أعده المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية المحتلة الحالة الأمنية المتهتكة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين أن أكثر من 212 جريمة عصفت بهذه المحافظات وتنوعت ما بين السطو على الأموال والممتلكات وقطع الطرقات والاغتيالات كان من هذه الجرائم 32جريمة اغتيال أي أنها جاءت في المرتبة الأولى من الجرائم وكان نصيب القيادات العسكرية المستهدفة بالاغتيال 15عملية اغتيال وحازت المعتقلات المليشياوية في هذه المحافظات على 13عملية اعتقال و11 سطو مسلح على أراضي وممتلكات المواطنين..
اما الأمر الأبرز في الاخلالات والاضطرابات فقد شهدت سبع هبات شعبية احتجاجية, تصرفت المليشيات الانتقالية بكثير من الفظاظة والإفراط في استخدام القوة لفضها وإخمادها.. وسجلت الإحصائيات 23جريمة اعتداء وإطلاق نار واحتجاز خارج القانون.. ونخلص أن مثل هذا الانفلات الأمني توقع من تصاعده الخبراء انه سيفضي إلى فقدان السيطرة على المجتمع وسوف يفتح الباب لانفلات الأمر من أيدي المحتلين السعوديين.. لاسيما وان القيادة السعودية تتهيأ لان توسع من تواجدها وسيطرتها على المهرة شرق اليمن لاعتبارات اقتصادية ورغبة وهدف سعودي يوفر لها فرصة الإطلالة على البحر العربي للخلاص من عقدة مضيق هرمز والتحديات الإيرانية الواضحة التي بدأت تشخص بتبعات وتطورات شديدة التعقيد أمام قيادة العدوان في الرياض ..
وتجلى الاهتمام السعودي الأمريكي بمحافظة المهرة من خلال زيارة السفير الأمريكي إلى الغيظة رغماً عن قيادة الفنادق في الرياض وحكومة المنفى الاضطراري التي رأت أن تحافظ على ما تبقى من ماء الوجه- كما يقولون وأصدرت على لسان مصدر مسؤول في الخارجية اليمنية الذي قال بإن قيام السفير الأمريكي بزيارة المهرة دون إبلاغ وزارة الخارجية وهادي يعتبر تحدياً واضحاً لاستقلالية القرار اليمني ومخالفة فاضحة للبروتوكولات الدولية.. مع أن القرار اليمني الممثل بشرعية الفنادق قد تعرض للانتهاك السافر من اللحظات الأولى التي استدعت تلك الشرعية المزعومة الأعراب الأجلاف لمساندتها ودعمها التي تحولت من أول وهلة إلى احتلال والى انتهاك واضح لكل سيادة مزعومة للفار هادي وحلفائه المتطرفين من إخوان اليمن ومن لف لفهم..
وإزاء ذلك الانتهاك الذي قام به السفير الأمريكي أصدرت قبائل المهرة البيان رقم(1) بشأن زيارة السفير الأمريكي لمحافظة المهرة التي رأت أن هذه الزيارة تضع تساؤلات كثيرة في ظل ما تشهده المهرة من مؤامرة كبيرة من النظام السعودي.. ولم يكتف البيان تلك الحدة بل صعد من خطابه الناري, مؤكداً بان قبائل المهرة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الممارسات المشبوهة وسوف تفشل المؤامرات التي تحاك ضد المهرة وأبنائها..
ووصل الأمر إلى حدته الكبيرة بالتأكيد المهري على أن الكفاح المسلح هو الحل الناجع الذي لا يمكن الحياد عنه من اجل إخراج المحتلين وإفشال مشاريعهم وأهدافهم التي تقام على ارض المهرة برضا وموافقة الحكومة الشرعية..
ومما عقد مثل هذا الموقف أن القوات الامريكية في تزامن مشبوه قد سارعت إلى اجراء تدريبات جوية بطائرات حربية في سماء بحر العرب قبالة السواحل المهرية.. وفي تحد واضح وسافر أصدرت القيادة المركزية في منشور بيان نشرته في موقعها على تويتر قالت فيه أن القوات البحرية الامريكية تعمل بحراً وجواً في أي مكان يسمح به القانون الدولي حسب تعبيرها..
وكانت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس فيمتز" وحاملة طائرات الجناح الجوي 17 أجرتا عمليات طيران في بحر العرب في 27 نوفمبر الفائت..
ومع أن مثل هذه المناورات لها أكثر من هدف وأكثر من رسالة لعل أهمها التهديد الواضح للقيادة الإيرانية بعد اغتيال العالم النووي الايراني فخري زادة, إلا أنها لا تخلو من خدمة عسكرية للقيادة السعودية ودعمها التواجد في المهرة وتحقيق أهدافها الخفية والمعلنة في هذه المنطقة..

الآثار والنتائج
رغم أن قراءة الآثار والنتائج لهذه الانسحابات, إلا أن الملامح الأولى لها تتضح بتحديد تموضع القوات والوحدات والمليشيات المنسحبة من المواجهات في أبين مما يتوجب أن تدرك قيادة الجيش واللجان أن الضغوط عليهم سوف يتصاعد لأن العدوان السعودي يسعى بقضه وقضيضه إلى الدفع بالوحدات العسكرية والمليشيات في المحافظات الجنوبية المحتلة لتكون رأس حربة في المواجهة مع الجيش واللجان في مكيراس, وفي الضالع ومريس وفي اتجاه الحجرية- كرش, وربما تستحدث جبهات أخرى لاشغال الجيش واللجان وتخفيف الضغط المتعاظم في جبهات ما وراء الحدود التي اصبحت ثقيلة على القيادة السعودية وعلى قيمتها سواء في مناطق الحد الجنوبي او لدى البعثات الدبلوماسية التي تتابع عن كثب تطورات الموقف العسكري والقتالي في الحد الجنوبي.. الذي هو حدنا الشمالي المحتل من النظام السعودي..
لكن يبقى مهماً وضرورياً انتظار حقائق مثل هذا الموقف لتكون الرؤية أعمق وأوضح..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا