كتابات | آراء

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن1967-1990م وأسرار تنشر لأول مرة(الحلق رقم 117)

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن1967-1990م وأسرار تنشر لأول مرة(الحلق رقم 117)

لمزيد من التمهيد العلني لشن الحرب العاشرة على المنطقة الوسطى طبعت العديد من النشرات بورق مقاس إي فور

وصفت الجبهة الوطنية بإزداء مفردات اللغة وبتوجيه من الرئيس صالح.
ملاحظة: الإساءة العلنية والسرية للمعارضين السياسيين لم تنفرد بها السلطة الرجعية في صنعاء حينذاك بل سمة عامة شملت كل الدول العربية الجمهورية والملكية معاً حيث يوصف المعارض السياسي العربي بـ:"الخائن" "الخارج عن القانون" "الموتور" "المخرب" ...الخ.. من التوصيفات السيئة وهذا هو سبب ما تعانيه الدول العربية الآن من حالات التشظي والاقتتال وحالات انحطاط لم يشهد له التاريخ مثيل.
عودة إلى الموضوع: لمزيد من التمهيد العلني لشن الحرب العاشرة على المنطقة الوسطى شكلت السلطة في صنعاء لجنة وزارية للنزول الى ألوية- يقصد محافظات- اب والبيضاء وتعز المقترح لتشكيل اللجنة الوزارية كان في أوائل مارس 1981م وتأخر إلى 18/3/عام 1981م وقد جاء في نص التقرير الذي أرسله مندوب وزارة أمن الدولة في عدن من العاصمة صنعاء ما يلي: "التاريخ 19/3/1981م –سري-شكلت سلطة صنعاء لجنة وزارية يوم أمس من عدد من كبار المسؤولين للنزول إلى مناطق إب والبيضاء وتعز.. وقالت مصادر موثوقة أن مهمة اللجنة ظاهرياً زيارة بعض المناطق للاستماع إلى آرائهم وتلمس احتياجاتهم من المشاريع التنموية الخ.. بينما الهدف الباطن لبعض المسؤولين هو الدعاية والتحريض ضد الجبهة الوطنية الديمقراطية في مناطق تواجدها".
ملاحظة: التقارير التي كانت ترسل من صنعاء إلى عدن وتخص معظم المعلومات السياسية والعسكرية وبعض محاضر الاجتماعات الهامة.. لم تكن وليدة أوائل عام 1981م بل لقد تواجدت مخابرات الشطر الجنوبي في عاصمة الشطر الشمالي من الوطن من أوائل سبتمبر عام 1969م إلى أوائل مايو عام 1990م وكان عدد قوامها يزيد وينقص وفقاً للظروف السياسية والعسكرية المستجدة أما عناصرها هم من الضباط المهرة.
عودة إلى الموضوع: في نفس يوم 19مارس عام 1981م وهو اليوم الذي تم فيه إرسال التقرير المذكور أعلاه من صنعاء إلى عدن بواسطة المورس"درادد" من جهاز 906 سوفيتي الصنع اجتمعت قيادة الجبهة بمكتبها في عدن اجتماع استثنائي وتم استدعاء عاجل لعدد ثلاثون شخص من قيادة الصف الثاني والصف الثالث للجبهة الوطنية من بينهم عشرة ضباط مهرة كما تم استدعاء ستون شخص من فرق الحاضرين السياسيين من بينهم عشرون ضابط من الذين كنا نسميهم بـ"النواب السياسيين في الوحدات والوحدات الفرعية العسكرية".
إجمالي العدد تسعين شخص وفي نفس اليوم تم تزويدهم بما يلزم من المعلومات وما يلزم من المال والعدة والعتاد وأسندت المهمة لخمسين شخص بالتوجه إلى محافظة اب مناطق تواجد الجبهة الوطنية لتعزيز قوة زملائهم في محافظة اب وبنفس المهمة والغرض توجه خمسة وعشرين شخص إلى محافظة البيضاء وبنفس المهمة والغرض توجه خمسة عشر شخص إلى محافظة تعز.. ولم يأتي ظهر اليوم التالي- أي ظهر يوم 20 مارس عام 1981م إلا وجميع الأشخاص التسعين في المناطق المحددة لهم.
وقد كان الجميع من عناصر الجبهة الواصلين إلى المناطق المحددة في اب والبيضاء وتعز أو قيادات الجبهة الوطنية مكتب عدن كان الجميع يتوقعون ان تصل اللجنة الوزارية من صنعاء في نفس يوم 20مارس 1981م أو يوم 21مارس 1981م لكن لم تصل.. مما دفع الرفاق من عناصر الجبهة القادمين من عدن إلى محافظات: اب والبيضاء وتعز يبرقون إلى قيادة الجبهة الوطنية في مكتب عدن ثلاث برقيات من ثلاث محافظات لكنها بصيغة واحدة هذا نصها:"إلى الآن لم تصل اللجنة "الاستطلاعية" يقصدوا اللجنة الوزارية من صنعاء.. ونحن قد بدأنا من ظهر أمس العمل الدعائي والتحريضي ضد الرجعية السعودية وربيبتها والسلطة العملية في صنعاء.. عملنا يجري على قدماً وساق ومواطني المحافظات الثلاث يشيدون به.. نحن مستعدين لتنفيذ أي مهام أخرى إذا تأمرون بتنفيذها.وشكراً".
وقد استمر عمل التسعين المعززين للقوة السابقة بنشاط كبير وفي مساء  يوم 30مارس 1981م وصلت إلى وزارة أمن الدولة في عدن برقية من مندوبيهم في صنعاء هذا نصها:"عقدت اللجنة الوزارية في صنعاء اجتماعها الأول برئاسة رئيس مجلس الوزراء بحضور جميع أعضاء اللجنة..- وذكر أسمائهم ومناصبهم كما ذكر المهام المحددة والمناطق المزمع النزول إليها في محافظات اب والبيضاء وتعز.. وقد نزلت اللجنة في أوائل شهر إبريل من عام 1981م إلى المناطق المحدد".
وفي تقارير أخرى حللت ما قامت به اللجنة وان بعض أعضائها اشرفوا على توزيع المطويات التي تفند الجبهة.. كما ذكرت التقارير الأمنية للجبهة في المناطق ما تم طرحه من المواطنين ومطالبتهم من الدولة: والمتمثل في وجود مسؤولين قادرين ونزيهين وإنهاء الفساد وبناء المشاريع الخدمية الخ..
ملاحظة: قارنت- بضم التاء التقارير الأمنية لمندوبي أمن الدولة المرسلة من صنعاء وما كتب- بضم الكاف- من تقارير أمنية من الشعبة الأمنية حول اللجنة الوزارية ومهامها مارس ابريل1981م قارنت ذلك بما جاء في كتاب:"من مذكراتي" – العمل في المناطق الوسطى- المحور الأوسط- محافظة اب 1981-1982م لمؤلفه اللواء الركن علي محمد صلاح وتحديداً من صفحة 45إلى صفحة 47والذي تم طباعته عام 2017م ووجدت ما جاء في التقارير وما جاء في الكتاب شبه متطابق باستثناء التوصيفات السلبية المتبادلة.. لكن لو نترك الثلاثة التقارير والثلاث صفحات ونستند إلى ثلاثة سطور فقط وهي السطرين الأخيرين من ص46والسطر الأول من ص47من كتاب الفندم علي صلاح بصفته عضو اللجنة الوزارية عام 1981م وكان حينذاك برتبة مقدم نائباً لرئيس الأركان للشؤون العسكرية والذي قال فيها أن مطالب المواطنين:"تلخصت في المطالبة بالمشاريع الخدمية الضرورية ومعالجة انتشار الفساد والرشوة والمجاملة وفرض الغرامات والفصل في القضايا والمشاكل التي تعاني منها المنطقة وتغيير بعض المسؤولين إلى مناطق أخرى.."- كان مفترض تقديمهم للمحاكمة لو كان فيه دولة نظام وقانون وليس نقلهم إلى المناطق الأخرى.. عودة إلى الموضوع: بعد عودة اللجنة الوزارية إلى صنعاء كان المواطنين في المناطق الوسطى ينتظرون من الدولة البدء في مشاريع خدمية ضرورية لكن الدولة بدأت بمشروع الحرب العاشرة ضد المناطق الوسطى الذي استمر إلى أواخر عام 1982م.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا