كتابات | آراء

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن1967-1990م واسمرار تنشر لأول مرة (الحلقة رقم (11)

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن1967-1990م واسمرار تنشر لأول مرة (الحلقة رقم (11)

في الاجتماع السري قبل الأخير الذي عقده الرئيس علي عبدالله صالح أواخر عام 1980م مع مستشاريه وبعض القادة والمشايخ لمناقشة موضوع الحوار المباشر مع الجبهة الوطنية

بغية انسحابها من المناطق الوسطى والتي اشترطته بتلبية الدولة لثلاثة من مطالبها- ذكرتها في عدد سابق- وبعد نقاش مستفيض حول الحوار المباشر مع الجبهة.. قال الرئيس اليوم هذا وفي هذا الاجتماع لابد من حسم الموضوع بالموافقة أو الرفض كل واحد مننا لابد يقول رأيه بصراحة ووضوح.. الذي يوافق يقول أنا أوافق على الحوار المباشر مع الجبهة.. ومن حقه توضيح الأسباب والذي هو رافض يقول غير موافق ومن حقه توضيح الأسباب ومن حقه أيضاً عدم توضيحها لكن يتوجب عليه طرح البدائل المنطقية.. لابد من الاقتراع العلني.. وقال الرئيس صالح أن أبدأ بنفسي أنا موافق على إجراء حوار مباشر مع الجبهة.. لأسباب كثيرة أهمها ضرورة تجنيب شعبنا ويلات الحروب التي كانت مازالت تجني أو تسفك الكثير من الأرواح وتهدر الإمكانيات المادية ومازالت توجد الكثير من الشروخ بين صفوف مواطنينا وقال عبارات جميلة أخرى تتعلق بضرورات استتباب السكينة والأمن في ربوع الوطن اليمني والانصراف إلى خلق تنمية تضمن حياة كريمة لأبناء شعبنا اليمني المكافح في الشمال والجنوب ثم قال للمجتمعين: الذي يوافق على الحوار مع الجبهة.. يرفع يده وافقوا خمسة أشخاص- احتفظ بأسمائهم- ولم يوافق تسعة أشخاص- احتفظ بأسمائهم- وسأذكرهم في الكتاب القادم إذا وافقوا على ذكر أسماءهم وبالذات المتبقي منهم على قيد الحياة..
الخمسة الموافقين على الحوار مع الجبهة كل واحد منهم قال أنا موافق على الحوار مع الجبهة والأسباب هي التي وضحها الأخ رئيس الجمهورية بالإضافة إلى قولهم المتضمن ما معناه: إن مطالب الجبهة الوطنية مشروعة وأوردوا ثلاثة أمثلة من الثلاثة المطالب وهي:
• الإفراج عن السجناء أو محاكمتهم محاكمة عادلة قالوا هذا مطلب مشروع وعودة الموظفين إلى أعمالهم وبالذات الذين تم إقصائهم ظلماً واضح ومحدد وفيما يخص عودة أعضاء الجبهة إلى قراهم دون مضايقة فهو مطلب واضح ومشروع لأي مواطن.
ثم وقع الموافقين على الحوار أمام أسمائهم وهم: ثلاثة برتبة مقدم وواحد بدرجة دكتور وواحد بدرجة أستاذ وجميعهم كلامهم مدون بمحضر الجلسة ومسجل في شريط مسجلة..
أما المعارضين التسعة فقد تدون كلامهم بمحضر الجلسة وشريط مسجلة وشهد بعض العبارات الغير مهذبة أو المتشنجة التي لم يوقفها غير عبارات الرئيس الزاجرة هم على النحو التالي:
• الشيخ الكبير: فلان الفلاني قال: هذه المرة "يا ذيه" أنا مش معك أنا والمشايخ الموجودين هنا"وخبرتي" الذي خارج سور "الرياسة" لن يكونوا مع رأيك قاطعه الرئيس علي عبدالله صالح قائلاً أنا رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة ولست "ذيه" تكلم عن نفسك وقول رأيك.. قال الشيخ أنا غير موافق على أي حوار لا مباشر ولا غير مباشر مع الجبهة والسبب أنهم مجرمين وقطاع طرق- حسب تعبيره.. والبديل الذي سماه منطقي هو حشد اكبر قوة عسكرية ومن الجيش الشعبي للقضاء عليهم في المنطقة الوسطى خلال شهرين أو ثلاثة.
• الشيخ الثاني وهو شيخ كبير لكنه اصغر من سابقه: قال:نرفض الحوار مع الجبهة وبدأ يشرح وينظر لكن الرئيس صالح نهره قائلاً: "مشو" وقت الشرح هات من الآخر.. استهاب وقال: لست مع الحوار مع الجبهة للأسباب التي وضحها الشيخ فلان- يقصد الذي سبقه في الحديث والذي تحدث أول واحد من الرافضين.
• الشيخ الثالث: وهو شيخ عيار متوسط من خولان قال: أرفض الحوار للأسباب والبدائل التي طرحها الشيخ فلان.
• الشيخ الرابع: المقدم "فلان" قال: أنا غير موافق على الحوار مع أصحاب الجبهة كونهم "مخربين"- حسب قوله- والبديل هو مضاعفة الجهود وتجهيز حملة بقوة كبيرة لدحر الجبهة من المناطق الوسطى خلال شهر واحد أو شهر ونصف على الأكثر وأضاف: ولتعزيز قوة الحملة التي يتوجب أن تنطلق قريباً إلى المنطقة الوسطى لتعزيز الحملة اقترح بأن يتم التعويل والدعم المادي والمعنوي للعناصر التي خرجت من الجبهة الوطنية وانضمت إلى الدولة أمثال صالح السالمي والنقيب ناجي الظليمي وغيرهم.
ملاحظة: أعرف السالمي والظليمي جيداً كونهم من منطقتي مخلاف عمار لذلك أود تصحيح المعلومة الواردة في محضر رسمي كُتب- بضم الكاف- أواخر عام 1980م من التدوين المنافي للصدق لأسباب"كلك نظر" إلى الواقع الماثل للعيان والحقيقة كالتالي:
• بالنسبة للمرحوم صالح السالمي: انشق من منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين عام 1976م وقُتل- بضم القاف- عام 1978 أي قبل المحضر المذكور.
• أما بالنسبة للأخ/ ناجي الظليمي فقد انشق من منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين عام 1976م- أي قبل تأسيس الجبهة الوطنية الديمقراطية بعامين تقريباً وأنا مازلت أذكر أنه بعد عودتي من الشطر الجنوبي من الوطن إلى المنطقة الوسطى في أوائل عام 1977م وبقيت فيها أكثر من سنتين كنت أشاهد المواجهات المسلحة بين المجموعة المنشقة الذي كان يقودها ناجي الظليمي ومجموعة منظمة المقاومين في عمار التي كان يقودها ميدانياً الرفيق المناضل صالح محمد الهمزة-1-.
وقد كان ناجي الظليمي نداً قوياً لرفيقه السابق وأبن خالته صالح الهمزة.
• سأكتب في حلقات لاحقة وبحيادية مادتين موسعتين للاثنين.
عودة إلى الموضوع: بقية الرافضين الخمسة للحوار المباشر مع الجبهة زكوا ما قاله زميلهم الشخص الرابع ووقعوا عليه وبذلك فإن النتيجة أفضت إلى تسعة أشخاص رافضين للحوار وخمسة أشخاص موافقين..
يتبع في عدد قادم

الهوامش:
• المناضل/ صالح محمد عبدالغني الهمزة: هو العميد صالح محمد عبدالغني الهمزة المولود في قرية ذو الغرابين م/إب عام 1954م يعتبر من أشجع وأفضل القادة الميدانيين.
• من أوائل المؤسسين لمنظمة المقاومين الثوريين اليمنيين عام 1969م ومن أوائل مؤسسي الجبهة الوطنية الديمقراطية وذلك عام 1978م.
• رحمة الله تغشاه توفي يوم 6/9/2019م.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا