كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(31)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(31)

في الشمال لم يحصل أي إصلاح زراعي ولم تستصلح الأراضي الزراعية كان محافظ الحديدة والذي تم تعيينه من قبل الحكومة ممتعظ من بطء عمليات الإصلاح

وفي عام 1968 بدأ الناس بالعودة من عدن أو من الجيش نحو شمال اليمن بدأت بوادر الإصلاح الزراعي وتأميم الإقطاع حول تعز وإب..
في بعض الأماكن تم اعتقال وحبس ملاك الأراضي من الإقطاعيين ولكن تم إطلاق سراحهم بعد فترة لم يكن للحكومة في الشمال أي انجازات تذكر وكان انجازهم الأكبر حسب قادتهم هو الإطاحة بنظام بيت حميد الدين  كان المصطلح السائد في ذلك الوقت هو القضاء على الحكم الفردي والتفرد بالسلطة وهذا المصطلح تم تداوله أيضاً في فترة حكم السلال، تأثرت البلاد بالتغييرات السياسية التي حصلت خلال هذه الفترة وشهدت موجات نزوح وتنقل بين الشمال والجنوب وفقد الكثير من التجار أعمالهم وأموالهم بتأثير الاشتراكية في الجنوب.
قام تجار مهمون بنقل عملياتهم من عدن إلى الحديدة بعد عام 1962 بقليل. الآن مع تطبيق السياسات الاشتراكية في الجنوب اضطر التجار الصغار أيضًا إلى الاستقرار في الحديدة الميناء الرئيسي الوحيد في الشمال ، حيث انضم إليهم العائدون من إفريقيا وعدن الذين فقدوا ممتلكاتهم  وأُجبر تجار الجملة الصنعانيين الأقدم على ترك أعمالهم في المقابل تشكلت طبقة تجارية من الشافعية  تركزت في تعز  وكان واضحًا وجود تحالف عملي معين مع المشايخ بينما كان الشمال مثل عبد الرحمن الإرياني  ومحمد علي عثمان وأحمد النعمان كانوا معارضين للحكم الاشتراكي في عدن وكان لهذه الظاهرة وجها آخر فكثير من القياديين البارزين في الجنوب امثال عبد الفتاح إسماعيل ومحمد سعيد عبد الله محسن كانوا أصلاً من الشمال وكانوا مسؤولين في امن الدولة في عدن التي تفتقر إلى الثوابت الريفية والقبلية لذلك فضلوا وجود جهاز حزبي قوي وطالبوا بالاتحاد اليمني بإلحاح أكثر من زملائهم من ابين أو حضرموت  موضوع الحدود والفصل المصطنع بين الشمال والجنوب وتقسيم الجماهير الشعبية اليمنية في قسمين والتقسيم بينهما جنوب اليمن وشمال اليمن اللذان حدثا أثناء الاحتلال البريطاني سيختفي حسب وجهة نظرهم
اتهم الجنوب الشمال بالخيانة  بموضوع ثورة أكتوبر (انقلاب عام 1962)  وكان الاتهام لا يشمل فقط النفوذ السعودي بل حتى التدخل الأمريكي والامبريالي لم يأخذ الشماليين هذه الاتهامات بجدية واعتبروها سخيفة وساذجة ولكن بحلول عام 1969 ، قبل حركة 22 يونيو التصحيحية قال وزير خارجية اليمن أننا ابعد عن الوحدة مما كنا عليه قبل سنوات.. وفي نفس العام ذهب 52 في المائة من صادرات الشمال إلى الجنوب وجاء ما يقرب من 30 في المائة من وارداته وبعد أربع سنوات ، انخفضت الأرقام إلى أقل من 7 في المائة ومن ثم إلى 6 في المائة وقع حصار صنعاء بين نوفمبر 1967 وفبراير 1968 ، وحدثت معركة حاسمة لتحديد نتيجة الحرب الأهلية في شمال اليمن مع الفشل النهائي للملكيين في استعادة المدينة ، حقق الجمهوريون انتصارًا تكتيكيًا بحكم الأمر الواقع في الحرب ، واحتفظوا بمقعد السلطة ، واكتسبوا تدريجياً اعترافًا دوليًا كحكومة شرعية في اليمن الشمالي.. في 5 نوفمبر / تشرين الثاني عام 1967م، قام منشقون يمنيون شماليون بدعم من رجال قبائل جمهوريين تم استدعاؤهم إلى صنعاء ، بنقل أربع دبابات إلى ساحات المدينة المتربة ، واستولوا على القصر الرئاسي وأعلنوا عبر الإذاعة الحكومية أنه تم إبعاد السلال "من جميع مواقع السلطة". نجح الانقلاب دون معارضة وفي بغداد طلب السلال اللجوء السياسي قائلا "على كل ثوري أن يتوقع العقبات والمواقف الصعبة  وكانت الحكومة الجمهورية الجديدة برئاسة القاضي عبد الرحمن الارياني وأحمد نعمان ومحمد علي عثمان ورئيس الوزراء محسن العيني  لكن نعمان بقي في بيروت  كان يشك في إحجام زملائه عن التفاوض مع عائلة بيت حميد الدين  مفضلاً طردها بدلاً من ذلك  في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) قدم استقالته وحل محله حسن العمري، المقاومة في حصار صنعاء أنقذت الحكومة الجمهورية تحت قيادة العمري وتم سحق اليسارين ولكن العمري أقيل من منصبه بعد مقتل مصور صنعاني وأعطيت أهمية أكبر لرئيس المجلس الرئاسي القاضي عبد الرحمن الإرياني الذي كان اسمياً رئيساً منذ أواخر عام 1967م وكان الإرياني جمهوريًا ولكنه نادرًا ما يكون راديكاليًا وقد احتفظ بالأخلاق الشخصية للنظام القديم يوصف بأنه رجل مثقف وأديب، شاعر ، كاتب خطابات سياسي عظيم ، لطيف المعشر راوية وشخص متواضع   لقد كان قادرًا من خلال سياسته الحكيمة على الإمساك بدفة السفينة وسط الأمواج القوية والعواصف الهائجة حتى يعم السلام.
في عام 1970 ، تم دمج الملكيين ، باستثناء عائلة الإمام ، في الجمهورية الجديدة وفي عام 1971 تم تشكيل مجلس الشورى وتم اختيار الشيخ عبد الله الأحمر رئيساً للمجلس وهو مجلس اقل تأثيرا من مجلس النواب لم يجتمع مجلس الشورى ولا مرة خلال هذه الفترة ولم يكن له أي نفوذ.
في شهر ديسمبر الجنوب غير اسمه إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولم يعد يذكر بجنوب اليمن فقط بما أن شمال اليمن أصبح يسمى الجمهورية العربية اليمنية.
أعطيت العديد من الوزارات في الجنوب إلى عبد الله الأصنج وهو زعيم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والذي كان يعتبر أن منظمته هي الوحيدة المسئولة عن المقاومة اليمنية وأن الجبهة الوطنية للتحرير هي مجرد تسمية تستخدمها الإدارة البريطانية من اجل إرباك وتقويض جهود نضال الشعب اليمني من أجل الاستقلال  عن طريق الإيحاء بوجود أكثر من جبهة واحدة ولكن لا يوجد سوى جبهة تحرير جنوب اليمن  ولا شيء آخر غير جبهة تحرير جنوب اليمن فقد صرح بأن جبهة تحرير جنوب اليمن تستخدم العنف لأن الحكومة البريطانية لم تفعل ما هو صواب واتبعت قرار الأمم المتحدة بدلاً من ذلك ليس لدى البريطانيين سياسة محددة تلبي المصلحة الوطنية كما يعتقد أن البريطانيين يجب أن يسلموا السلطة إلى جهاز يمثلهم حقًا بدلاً من السلاطين والشيوخ الفيدراليين وهو ما يتمناه وفي أواخر عام 1972 ، اندلعت حرب بين اليمنيين وكانت هناك شكوى واسعة النطاق داخل الشمال حول  نفوذ دولة أجنبية والمقصود بهذه الدولة  السعودية حيث أدت مصالحة عام 1970 إلى تقديم منحة سعودية إلى اليمن بقيمة عشرين مليون دولار واغلب هذه المنحة ذهبت إلى شيوخ قبائل في الشمال بعيدا عن الحكومة اليمنية المركزية من اجل تعزيز نفوذ بعض المشايخ وإضعاف الحكومة اليمنية الجمهورية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا