تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(30)
في حضرموت حيث تلاشت دولتي القعيطي والكثيري و لم يكن لدى المهرة دولة اساسا للتحدث عنها ويبدو أنه لم يكن هناك اي مقاومة للتغيرات
التي طرأت حديثا على الجنوب مما جعل الثورة الاشتراكية تتوسع وتعمل على تغيير العلاقات الاجتماعية القائمة بصورة كبيرة وبُذلت على الفور محاولة لإقامة "علاقات ثورية" وهذا ايضا كان رأي المبعوث السامي البريطاني قبل مغادرة القوات البريطانية عدن وفي محاولة لاقامة علاقات ثورية في المناطق النائية في عدن من اجل مقاومة المد الاشتراكي في الجنوب برزت شخصيتان رئيسيتان هما علي عنتر من قرية الخريبة في منطقة الضالع وسالم ربيع الملقب سالمين الذي وصف في كثير من الأحيان بالمقاتل من ردفان كان الأبرز الآن في منطقة منزلة الفضلي كان الاثنين لهما دور كبير في ثورة الجنوب .
تولى الرئيس قحطان الشعبي وهو أصله من الصبيحات بالقرب من لحج زمام الحكم مع انه لم يكن هو زعيم الثورة الفعلي وكان الزعيم الحقيقي هو عبد الفتاح إسماعيل وهو نفسه من الحجرية في الشمال وسرعان ما حل الخطاب الذي روج له عن الاشتراكية العلمية وحزب طليعي محل القومية البرجوازية. تم التركيز بشكل كبير على الجماهير الكادحة من العمال والفلاحين بقيادة المثقفين الثوريين هذه المكونات باستثناء الأخيرة كانت نادرة كانت بروليتاريا عدن الثورية قد بدأت بالانتقال الآن إلى شمال اليمن وخصوصا ان اعداد الطبقة العاملة في الجنوب لا يتجاوز بضعة آلاف وهي قليلة قياسا بالشمال اليمني, في هذه الأثناء يمكن العثور على فلاحين في حضرموت و في مناطق في الشمال منتجة للقطن و كان المزارعون من الجنوب المنادي بدعم الفلاحيين والعمال من مناطق مثل لحج وأبين ولكنهم يعملون في أماكن أخرى.
عقد المؤتمر الرابع لجبهة التحرير الوطني في زنجبار شرق عدن في مارس من عام 1968 واندلعت بعدها اعمال شغب كبيرة في عدن ومناطق مزارع القطن في جعار وقد اعتقل الجيش قادة اليسار فقط لمواجهة أعمال الشغب في عدن ومنطقة نفوذ الفضلي في مزارع القطن في جعار وغيّر قحطان الشعبي خططه بإعلان أنه سيتم إعادة توزيع ممتلكات الحكام المخلوعين على مقاتلي جبهة التحرير الوطني ولم يكن هذا كافيا حضرموت انفصلت في الواقع عن الجنوب واندلعت ثورة في مناطق جعار وزنجبار كلاهما من مناطق زراعة القطن في منطقة نفوذ سالمين بينما في نفس الوقت حدثت انتفاضات بدعم من المنفى في العولقي و ردفان وأماكن أخرى كان قحطان يفتقر إلى قاعدة شعبية وليس له قوة ثابتة على الارض ولذلك أُجبر على التنازل من منصب رئيس الوزراء في أبريل وفي يونيو عُزل من منصب الرئيس لصالح سالمين عام 1969م ويذكر ان صهر قحطان فيصل تولى المنصب لفترة انتقالية.
كانت "الحركة التصحيحية في 22 يونيو جزءًا من تحول ملحوظ وتم تعليق الخلافات القبلية بمرسوم في يناير من نفس العام وكانت البلاد تتعرض للهجوم من مكان آخر كان السعوديون قد استخدموا الشريعة كقاعدة ضد البريطانيين في الخمسينيات من القرن الماضي ، ولكن في نوفمبر 1969 اندلع قتال في الوديعة جنوب السعودية وساد جو من الحصار في جميع أنحاء جنوب اليمن وتم طرد المشايخ الصغار من قبل النشطاء المحليين الذين نددوا بهم على أنهم إقطاعيين وعملاء لقوى أجنبية
في عام 1970 صدر قانون الاصلاح الزراعي وفي عام 1972 ، في وقت انعقاد المؤتمر الخامس للحزب في عدن ، كانت عملية الاعداد للثورة مكثفة كانت عشرات الشاحنات معبأة بالعمال يرتدون ملابس العمل وشاحنات تقل اعداداً من البدو بشعر اسود طويل مجعد ومعاطف زرقاء اللون و الفلاحين مع شالات متعددة الألوان ملفوفة حول خصورهم والطلاب يرتدون قمصان طويله الأكمام والجنود يرتدون اللون الكاكي يتجمعون في الطرق والساحات العامة ويحملون لافتات كبيرة تندد بالامبرياليه وفي المؤتمر نفسه ، كما قيل لنا جرت المناقشات في جو مرعب ضمن المعايير الاشتراكية.