كلك نظر:منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967-1990م وأسرار تنشر لأول مرة (112)

في الجلسة الرابعة والأخيرة من اللقاء الثنائي بين العليين الذي عقد في مدينة تعز أواخر عام 1980م قال الرئيس علي عبدالله صالح لنظيره الرئيس علي ناصر محمد:

مطلوب منكم سحب عناصر الجبهة من المنطقة الوسطى بدون شروط.. وهذا الكلام الفض أغضب علي ناصر فرد عليه قائلا: يا علي يا علي يا علي قالها ثلاث مرات اسمع يا علي قبل ساعة قلت لي مطلوب تسليم قيادات كبيرة في الجبهة الوطنية والآن تقول لي مطلوب سحب الجبهة من المناطق الوسطى الطلب الأول مرفوض وقلت لك ثلاث مرات او اكثر انه مرفوض وطلبك الأخير مرفوض مرفوض.. أنا لست جندي مستجد انفذ اوامر قائد مستجد اشتد النقاش والجدل الحاد بين العليين الى حد المصايحة والمشاتمة.. قال الأستاذ فاروق مصطفى كاتب المحاضر: صلاتكم على النبي يا جماعة رد عليه علي صالح بفضاضة قائلاً: وأنته اكتب وأنت ساكت.. منهم القماعة قده عيب على اصحابك ما يبعدوا عننا قطاع الطرق ورد علي ناصر والله ما العيب إلا عليكم في سلطتكم وما قطاع الطرق إلا انتم..
ونهض غاضباً قائلاً لصالح خلاص الجلسة كملت ونقطتي النقاش كملت وهي مرفوضة هل باقي شيء يستحق النقاش؟.. رد علي صالح: ما فيش بس لو سمحت يا استاذ علي اجلس شويه نكمل النقطة بنقاش هادئ رد عليه وهل تعرفون النقاش الهادئ والحوار الراقي؟؟ لا اعتقد ذلك هم علي ناصر بالانصراف إلا إن علي عبدالله لحقه ورجم الشال بين قدميه قائلاً: له ذيه جاهي عليك يا فخامة الرئيس علي ناصر وبحق العيش والملح ارجع نكمل نقاش هذه النقطة بعد تردد رد عليه جاهك مقبول وهيا نكمل النقطة بنقاش هادئ اسألك بأي صفة اسحب عناصر الجبهة الوطنية قال صالح: بصفتكم المسؤولين عليها.. قال علي ناصر: لا لا لست المسؤول عليها لها قياداتها بعضهم كانوا ضباطاً وزملاءاً لكم في الستينات وتم اقصاؤهم في أحداث 21 أغسطس عام 1968م.. صدقني الجبهة الوطنية لها قياداتها الخاصة من الشطر الشمالي ومقاتليها من الشطر الشمالي بعضهم كانوا ضباط وافراد في الجيش والأمن عندكم.
رد عليه صالح قائلاً: البعض قالوا ان كثير من ضباط وجنود جيش الشطر الجنوبي يقاتلوا في صفوف الجبهة.. رد عليه علي ناصر لا تصدق "إذاعة قالوا" زور المناطق الوسطى وستعرف الواقع كما هو وبالمرة سترى مئات المنازل التي دمرها عساكركم.. وبعدين يا اخي لابد تسميتها بإسمها الناس لما يسمعوك تقول الجبهة فقط سيقولوا انك اعطيت لنفسك الحق بتوزيع صكوك الوطنية وما فيش داعي تقول مطلوب سحب عناصر الجبهة من المناطق الوسطى بدون قيد او شرط هذا لن نقبل ان نكون وسطاء لتنفيذ ذلك والجبهة الوطنية لن توافق وأضاف علي ناصر "إذا تريد ان تطاع اطلب ما يستطاع" قال علي عبدالله لنظيره بصراحة كلامك منطقي وقد حسيت الآن ان بعض عباراتي لم تكن مناسبة وهو اعتذار ضمني منه والآن أيش رأيك اقترح أي شيء وسأوافقك بالرأي قال علي ناصر: اقترح ان توافق شفوياً او تقدم رسالة رسمية إلينا تطلب فيها إجراء الحوار المباشر مع الأخوة في قيادة الجبهة الوطنية وسأطرح ذلك على أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي وقيادات الجبهة معظمهم أعضاء فيها ثم يتم الحوار المباشر مع الجبهة الوطنية وبعد ذلك ستكون مسألة الانسحاب من المناطق الوسطى مسألة ممكنة التحقيق كواحدة من شروط سلطتكم أما شروط الجبهة الوطنية المشروعة ستكون أسهل وممكنة التنفيذ وأي مطالب غير مشروعة لستم ملزمين بها وسنقف الى جانبكم.
وقال علي ناصر لنظيره قلت مقترحي أو رأيي أيش رأيك به؟
أجاب علي عبدالله صالح: رأي ممتاز ومقترحات ممتازة أشكرك عليها وعلى بركة الله أنا موافق على الحوار المباشر مع الجبهة وإذا تعذر انتم الوسطاء البركة فيكم.. قال علي ناصر حاضرين نبدأ بتنفيذ ما اتفقنا عليه من الغد.. وانتهى الاجتماع وعاد علي ناصر الى عدن.