كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(16)

تاريخ اليمن الحديث بول دريش جامعة أكسفورد(16)

الدولة الحاكمة
تركت الدولة القاسمية أو الدولة في الشمال صورة للنظام السياسي  وخلال مائة عام من 1750-1650اتخذت اشكالا حقيقية من نظام الحكم الحديث

مع التزام الامام بأداء صلاة الجمعة بين قوات الجيش ومسؤولي المحكمة والحكومة وكانت الوثائق  مختومة بختم الحاكم والتي استمر الكثير منها حتى وقت متأخر أو تم إحياؤها مرة اخرى ثم تم استلهام بعض طرق الحكم التركية بعد الحرب العالمية الأولى وبالتالي أصبح الحكام العرب ملوكا علي الطريقة التركية على الرغم من أن القرآن الكريم يقول  ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) يُمنح ملوك هذا العصر لقب جلالة الملك فلان وفلان حيث يجد الأشخاص ذوو الذوق الرفيع هذا اللقب  مزعجًا وغير لائق في اضافة الجلالة لأسم الملك لذلك تجنبت في كتابي استخدام لقب جلالة إمام اليمن حيث كان هو نفسه يرفض استخدام لفظ الجلالة وإضافتها إلى اللقب  فقد كان يعتبر ذلك مخالفة للتقوى العالية والعلم والالتزام بأخلاق الجد رسول رب المرسلين صلى الله عليه وسلم .
 باستثناء ما وجدته في المعاهدة مع إيطاليا (1926) والتي نسختها بالضبط لقد كنت راضيًا عن استخدام العنوان الذي يستخدمه هو نفسه  وهو لقب أجداده أئمة اليمن - أمير المؤمنين لقد حدث في كثير من الأحيان أن الأئمة خلفهم أبناؤهم ويدعى ولي العهد ولكن يتم تسميته على أسس التعلم والاستقامة وليس النسب في العصر القاسمي ، وفي حوالي عام 1800بدأ ظهور الأئمة الأبناء ولاة العهد لكنهم كانوا يفتقرون إلى الصفات الأساسية للتعلم الورع  وبالتالي تم اصدار نظام  ضمن حدود واسعة وهو أن يتم اختيار ولي العهد حسب صفات محددة من البر والتقوى والعلم طبعا لم يقبل الجميع بهذا النظام الجديد واعترض عليه البعض .
وفي عام 1924تقدم بعض العلماء بالتماس وتزكية لأحمد بان يكون ولي العهد حيث اظهر علامات تدل على الرجولة والعلم وهم يدركون أنهم يشكلون عقيدة قد تتماشى مع الدول الأخرى ولكن ربما ليس بنفس الوضوح خصوصا مع دولة مثل اليمن بميراثها الثقافي والعقائدي والتزامهم بأحاديث النبي التي تذكر اطاعة الامام ومن يتمرد على الامام  يموت ميتة الجاهلية ومن الشخصيات الرئيسية في تقديم هذا الالتماس القاضي حسين العمري شيخ المشايخ الذين أكد الإمام يحيى مناصبهم في العهد التركي مرات عدة  قد نتذكر أن الإمام يحيى كان قد درس معه ذات مرة  وهو من تلاميذ الشوكاني الرجل الذي منه تستمد جميع النظريات عن الدولة أما إبن الحسين  عبد الله العمري فقد أصبح رئيس الديوان وهو مايعادل رئيس الوزراء في النظام السياسي واستبعدت الخلافة عائلات السيد الأخرى  ولا سيما آل الوزير الذين قام أعضاؤهم الكبار بإخضاع وإدارة منطقة اليمن السفلي لفترة طويلة لكن حكم أحمد لم يكن مؤكدا ويبدو أنه من المحتمل أن تتم المطالبة بولاية العهد من بعض إخوته لعدة اسباب بالطبع منها ان الحسين الذي اشتهر أنه الأكثر علمًا من أبناء يحيى وكان بالتأكيد من بين الأفضل كما تحدث آخرون مع المطالبين المحتملين خارج الأسرة حتى الإمام يحيى نفسه قدم دعمًا متناقضًا لأحمد على مدار سنوات عديدة  حتى أنه شجع في عام 1927 محمد بن عقيل من حضرموت  على المطالبة بولاية العهد أيضا مما بعث برسائل متناقضة إلى الإمام احمد وبقية المرشحين وكان أحد المطالبين المحتمل بولاية العهد هو علي حميد شرف الدين  الذي كان والده إمام سابق لليمن العليا وقد تمت المناورة به ايضا على ولاية العهد من خلال المطالبة بحصوله على توقيعات من اثنين آخرين من الوزراء القياديين من اجل اعتماده كأحد المرشحين في وقت متأخر من عام 1936 وعندما فشل في تحقيق النجاح الكامل فقد منصبه كحاكم للحديدة  وبالطبع لم يوقع أحد من الوزراء على طلبه  فقد تجنب العديد من العلماء القيام بذلك وترشيح احد الأشخاص لولاية العهد او تزكية احد الأمراء و من غير الواضح ما إذا كان محمد الحريّة من صعدّة قد سعى إلى الإمامة على الإطلاق لكنه أتُهم بالرغبة في ذلك وألقي به في السجن .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا