كتابات | آراء

النهوض بالقطاع الزراعي.. الفرص والتحديات

النهوض بالقطاع الزراعي.. الفرص والتحديات

تزامنا مع احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الـ14 من اكتوبر هناك مشاريع استراتيجية للنهوض بالقطاع الزراعي تسعى اللجنة الزراعية والسمكية العليا

إلى تنفيذها بالتنسيق مع وزارة الزراعة وكل الجهات ذات العلاقة لرفع أداء وتحسين القطاع الزراعي، والتي بدورها ستحدث نقلة نوعية كبيرة في النهوض بهذا القطاع الحيوي سعيا للوصول نحو الاكتفاء الذاتي وتخفيض فاتورة الاستيراد وصولا إلى الاستقلال التام فمن يملك قوته يملك قراره. وهناك توجه كبير للمضي قدما في رفد القطاع الزراعي بهذه المشاريع كونها تصب في خدمة وصالح المزارعين أولا، وسوف يلمس ثمارها المواطن بشكل عام، كما أنها تساهم في تحقيق الأمن الغذائي للوطن، وحماية الأمن القومي من التهديدات الخارجية كالضغوط السياسية والحصار الجائر المفروض على بلادنا منذ سبع سنوات.
ونحن على ثقة أن مثل هكذا مشاريع حيوية تغيض الأعداء وعملاءهم سواء في الداخل أو الخارج، فأي مشاريع وطنية أو قومية تسعى إلى التحرر لاشك أن أهل الباطل من قوى الاستكبار وعلى رأسهم أمريكا وأذنابها سيقفون صفا واحدا لمواجهتها؛ لأنها لا تتفق مع مصالحهم ولا تتماشى مع مشاريعهم الاستعمارية وبالتالي فإنها أصبحت اليوم تمثل لهم وجعاً وألماً فهي بمثابة صواريخ باليستية تقض مضاجعهم وتنغص حياتهم. وكل ذلك منذ قيام ثورة ٢١سبتمبر التي قصمت ظهر تلك القوى المتغطرسة ومرتزقتهم، كونها أوقفت مشاريعهم التدميرية، وأفشلت كل المخططات العبثية، وحررت الوطن من الوصاية الخارجية بعد أن قطعت يد العمالة الداخلية، لذلك ليس من المستغرب أن تنزعج وسائل العدوان الإعلامية وتهذي ليل نهار لتنال وتقدح في كل مشروع أو قرار وطني يصب في خدمة الشعب، وبالتزامن مع هذه الحملة نجد العملاء في الداخل يحاولون عرقلة أي مشروع استراتيجي من شأنه أن يحدث نقلة نوعية لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين سواء في القطاع الزراعي أو أي مشروع قومي في أي قطاع آخر..
وهاهي أبواق العدوان اليوم وأدواتهم تضج بشأن إنشاء شركة التلال للخدمات الزراعية محاولة النيل منها وتشويه سمعتها وصورتها وهي ما تزال في المخاض رغم خضوعها لكل الإجراءات القانونية بإشراف من الهيئة العامة للاستثمار وفق النظام المتبع منذ الخطوات الأولى للتأسيس إلى انتخاب الإدارة المعنية للشركة وتم إعداد برنامج عمل للشركة ونظام داخلي ينظم عمل هذه الشركة خاضع للرقابة من الجهات المختصة ويعد الهدف الرئيسي لإنشاء هذه الشركة هو تقديم كل الخدمات والمتطلبات الزراعية للمزارعين وتقديم يد المساعدة لصغار المزارعين لاستغلال أراضيهم وتسويق منتجاتهم عبر نظام الزراعة التعاقدية وما أحوج القطاع الزراعي في اليمن لمثل هذه الشركات الوطنية.. فما الذي يزعج قوى العدوان وعملاؤهم ويجعلهم يسعون لعرقلتها؟.. لاشك أن وجعهم كبير ومصابهم جلل بعد أن فقدوا نفوذهم وخسروا مصالحهم التي لطالما حرصوا على رعايتها والحفاظ عليها وجعلوها نصب أعينهم خلال خمسة عقود من الزمن على حساب مصالح الوطن والمواطن.
إن الرد القاسي على تلك الأفواه والأقلام المأجورة ليس في مجاراتهم والدخول معهم في مهاترات إعلامية.. بل سيكون الرد عمليا يتمثل في مواصلة السير قدما نحو الأمام وعدم الالتفات لنباحهم حتى لا تتعثر وتتأخر عجلة البناء التي باتت اليوم في أيدي قيادة مؤمنة ومتوكلة على الله وحده فقط ولا تدين بالولاء إلا له سبحانه وتعالى ولرسوله الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم.. ونقول لهم إن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر مستمرة وماضون بخطى ثابتة حتى يتخلص اليمن من كل العاهات، ويصبح نظيفا خاليا من الفساد والمفسدين.
ونؤكد للجميع بأنه مهما حاول الأعداء حجب النور وعرقلة مشاريعنا الوطنية ومحاصرتهم لشعبنا العظيم، فسوف ينبثق فجر الحرية يوما ليملأ الدنيا شعاع النصر والحرية والعدل والبناء والتنمية، لأن شعبنا العظيم بات أكثر ارتباطا وتمسكا بحبل الله الوثيق عبر المشروع القرآني العظيم الذي يرفض الخضوع إلا لله.
وفي المقابل يجب أن يرافق مثل هذه المشاريع توضيح إعلامي وتصريحات صحفيه تبين للعامة الأهداف والمكاسب التي سوف يحصل عليها المزارع اليمني والمواطن بشكل عام، من أجل إخراس الألسنة العاوية، وتفويت الفرص عليهم ونقول لهم: إن ما تروجون له من أكاذيب وأقاويل مجرد فقاعات وزوبعة في فنجان، وإن تجارتكم كاسدة، ورهاناتكم خاسرة، فابحثوا لكم عن سوق آخر تسوقون فيه بضاعتكم الفاسدة، أما الشعب اليمني فقد قال كلمته يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، ونفض عنه غبار الذل والهوان والارتهان للخارج، وتخلص من وصايتكم إلى الأبد، وهو اليوم- وقد شب عن الطوق- يشق طريقه من جديد ليرسم بدماء المجاهدين الزكية خريطة جديدة لليمن الجديد، تشمل كل شبر وذرة من تراب الجمهورية اليمنية، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى أقصاه دون تهاون أو تخلي أو بيع لأي شبر من تراب اليمن الجديد، ونراهن بذلك على الله وعلى حكمة وقيادة السيد القائد العلم سيدي عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله ورعاه- وعلى سواعد وتضحيات الأبطال من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية الذين صنعوا بتضحياتهم أروع صور البطولات التي أبهرت العالم بصمودهم وشجاعاتهم وانتصاراتهم التي يجني اليوم من خلالها شعبنا المكاسب العظيمة ومن أبرزها السعي للوصول نحو الاكتفاء الذاتي وتلبية احتياجات السوق بالمنتجات المحلية، من خلال المشاريع الاستراتيجية التي سيتم رفدها للقطاع الزراعي قريبا من شأنها المساهمة في تحقيق ذلك، فالغد مشرق والقادم أجمل بإذن الله ولا نامت أعين الجبناء!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا