كتابات | آراء

الإيمان ينبوع السعادة واليقين

الإيمان ينبوع السعادة واليقين

لأنه يربطك بالله العلي العظيم ويفتح لك ابواب الأمل في المستقبل ويصلك بقوة عظيمة هي قوة خالق الوجود كله ويزرع فيك الثقة ويمنحك الطمأنينة ويجعلك تسير في الحياة غير هياب

ولا وجل لأنك مؤمن بقضاء الله وقدره قد ارتضيت حكمه وسلمت امرك اليه وعملت قدر استطاعتك بما امرك الله به.
ما أجمل الإيمان إنه يزرع في نفوسنا شعور واحساس عميق في الوجدان فيمنحنا الرضى بالقليل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل فالآخرة خير وأبقى قال تعالى "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواب وخير امل" نعم إنه الإيمان ينعش النفس في قتامة الحياة ويبعث السرور في عمق المأساة.
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
إن السلامة فيها ترك ما فيها
ثم أن خير الإيمان ما أتى عن طريق القلب وصدقه العمل ولم تغره الأماني فخداع الأماني في الحياة يقود الى نتائج خاطئة واحباطات متواصلة وينتهي بصاحبه الى الأمراض النفسية من قلق وتوتر وشك في الحياة والأحياء وتعاسة وشقاء, فتجاربنا في الحياة تدلنا على ان الإيمان بالله مصدر من اعذب مصادر السعادة لأنه يعطي للنفس قوة وسلوى وعزاء ويبعث قوى الخير الكامنة ويثيرهم الإنسان ويجدد عزيمة الإنسان على العمل والتضحية والصمود في الحياة.
إنه الإيمان يسع الجميع وملجأ البشر خير علاج للقلوب والأمراض ومشاكل الحياة وآلامها قال رسول الله: "من اصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه يملك قوت يومه فكأنما حيزة الدنيا إلى جواره". ومن اجل ذلك نجد ان اشقى الناس في الحياة أكثرهم الحاداً.
لولا الدين ما كانت سعادة ولا كانت للحياة قيمة.. بل نحن نرى ان آباءنا كانوا اسعد منا بإيمانهم وشبابنا اشقى منهم بشكهم وعدم اكتراثهم فلو قارنت بين اسرتين اسرة اسست حياتها على الدين والتزمت به واسرة اضاعت الدين ولم تلفت اليه فأي الأسرتين اسعد؟.. إني اعتقد ان سبب شقاء بعض الأسر وجود ابناء وبنات فيها لا يرعون حق الله في تصرفهم وإنما يرعون هواهم وملذاتهم فهم يركبون رؤوسهم ويروون رغباتهم من غير وازع ديني يقيهم شر العواقب ومهالك السقوط.
إن اهم ركن في السعادة راحة البال.. والدين اكبر دعامة لراحة البال لأنه يزرع في النفوس الإعتماد على الله فإذا كانت النفوس لا تعتمد على الله قلقت واضطربت فليست السعادة في كثرة المال ولا في عظمة الجاه ولكن السعادة هي في انفسنا وداخل قلوبنا.
ولست ارى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
إنه الإيمان ينشر فينا الاخلاق الكريمة التي تجعل حياتنا الإجتماعية مشرقة وضاءة فتقوي روابط الود والصداقة والتعارف بين الجميع بدلاً من العداوة والحسد والبغضاء والإنكباب على النفس وانانيتها وجشعها, فالنفس طماعة وطمعها يسبب لها الشقاء والتعاسة.
لا تحرصن فالحرص ليس بزائد في
الرزق بل يشقى الحريص ويتعب
فالكرامة تحقق للإنسان السعادة فمن الكرامة نستمد الشجاعة في جميع المواقف وفي احرجها واشدها على الخصوص فلن تطيب الحياة لحظة واحدة لمن يحتقر نفسه وقد عودها ان تعيش بالكرامة وتحرص على البقاء من اجلها.
إنا وهبنا للحياة نفوسنا
سنموت او نحيا ونحن كرام
وكثيراً ما تكون كرامة المظاهر ورجع الصدى عملة زائفة او عملة رديئة فلن يغتبط احد يعرف الأقوال والأفعال بقيمتها الحقيقية اذا جمع ثروته من الثناء الزائف والكرامة المزجاة فإنه محتقر في عينيه نفسه ولن تغنيه الأقاويل شيئاً وهو محتقر داخل جوانحه.
وقد قال العالم الإسلامي ابن حزم: "من حقق النظر وراض نفسه الى السكون الى الحقائق وإن آلمته في اول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه اشد وأعظم من اغتباطه بمدحهم له". وايضاً قال الإمام علي كرم الله وجهه: "امحض اخاك النصيحة فإني لم أر جوعه اشد منها" لأن مدح الناس لك إن كان بحق وبلغ او وصل مدحهم اليك اوجد فيك العجب "الغرور بالنفس" فيفسدك لأن الغرور مقبرة المواهب وإن كان مدحهم لك بباطل فبلغك فسررت به فقد صرت مسروراً بالكذب وهذا نقص.
وما الفخر إلا بالفعال حميدة
وما كان يوماً نيل المجد امانيا
إنه الإيمان ينبوع السعادة دون مقدمات اورتوش لأنه يدعو الى دلائل الحق ويقوم على الحق ويؤمن به قال رسول الله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً او ليصمت".
لا يخدعكم هاتف ومصفق
في كل افق ظالم ومجازر
فالركون والسكون الى الحقائق هو الصح لأن الحق ابلج والباطل لجلج كما ان الضجيج عجيج.
فيا ليتنا نطوي الغواية والخداع ونريد وجه الله في كل الأمور ويضيء بالإيمان درب العور وينكشف الخداع وتسقط براقع الزيف من كل الوجوه لكي نفعل صح ونؤسس حياتنا على صح قال تعالى: فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
فالإيمان هو السعادة والسعادة هي الإيمان لأن المظاهر والأقوال الرنانة الطنانة لا تفيد إذا جد الجد وادلهمت الأمور كا انها تخدع صغار النشء وتنحرق بالشباب عن جادة الطريق, فالمطلوب ألا ننخدع بالأقوال المزركشة ولا بالمظاهر السطحية وأن نؤمن بما نعتقد ما نؤمن به وما نحسه في قلوبنا وقرارة عقولنا قال رسول الله: "البر ما اطمأنت إليه النفس وأحببت ان يطلع عليه الآخرون والإثم ما حاك في الصدر وكرهت ان يطلع عليه الآخرون وأن أفتاك الناس وأفتوك".
فالسعادة في الإيمان والإيمان في الإعتقاد والقناعة لأن الدينا فانية ومظاهرها خادعة وامانيها كاذبة كما يقول المثل اليمني الأمل طول والأجل عرض.. والإيمان عمل واعتقاد ونية يملأ حياتنا بالبهجة وصدورنا بالأنشراح واقوالنا وافعالنا بالفائدة.
قال رسول الله: "اعقلها وتوكل" وقال : " الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل وإن قوماً غرتهم الأماني وقالوا نحن نحسن الظن بالله.. كذبوا لو احسنوا الظن لأحسنوا العمل".
فالإيمان اكبر سلاح يواجه به المسلم الحياة ويستمد منه السعادة والسلوى كما انه اعظم حافز ومحرك للعمل وباني للهمم وما الحياة إلا عقيدة وكفاح:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدة وكفاح

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا