كتابات | آراء

كفكف الدمع يا قدسنا وأقصانا الشريف..!!

كفكف الدمع يا قدسنا وأقصانا الشريف..!!

فلسطين مهد الديانات، ملتقى الأنبياء والحضارات، منبع الثقافات، تنام على رمالها وشواطئها وعرصاتها أروع التضحيات وأعظم البطولات وأنبل وأسمى صور الفداء والتضحية قال تعالى:

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً"..
علينا أن ندرك أن لا نجاة، ولا ملجأ، ولا منقذ لأمة الإسلام اليوم مما هي فيه من ذل وهوان واضطهاد وتفرق واختلاف وصراع إلا بالعودة الصادقة وصفاء القلوب والنوايا الحسنة إلى جوهر الإسلام وشريعته الغراء.. فلا بد من الاعتصام بحبل الله المتين وأتباع هدي نبيه الأمين ففيهما النجاة والعصمة من الضلال والأمن والسلامة من الانحراف..
الأمة العربية والإسلامية اليوم معنية أكثر من أي وقت مضى بما يدور في القدس وحول الأقصى الشريف من هجمة شرسة ممنهجة من قبل أبناء القردة والخنازير اليهود الذين يحاولون تدنيس صرح وصوح أعتاب المسجد الأقصى الشريف بأقدامهم النجسة القذرة.
المؤسف المشين أن هناك أعراباً يدعون الإسلام، والإسلام منهم بريء كل البراءة.. أقوالهم تخالف أفعالهم، وأفعالهم عكس أقوالهم يوالون اليهود والنصارى ويوادونهم في السراء ويشاطرونهم في الضراء ونسوا أو تناسوا قوله تبارك وتعالى:"بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً" سورة النساء -"138-139".
للأسف الشديد معظم حكام العرب والمسلمين يلوذون بالصمت المطبق عما يحدث في بيت المقدس والأقصى الشريف، وكأن على رؤوسهم الطير.
المشين في الأمر أن هناك مؤسسات واتحادات إسلامية وجامعة الدول العربية كلها غثاء كغثاء السيل نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.. شجب وتنديد ليس إلا وهناك دول عربية لا أقول إسلامية لأنها اتخذت اليهود أولياء من دون المؤمنين عليها لعنة الله والناس أجمعين فالأوطان لا ترتبط بأشخاص ولا فئات أو أسر ذات حسب ونسب وجاه، بل القرار أولاً وأخيراً للشعوب والأمم المناضلة والمنافحة والمكافحة ضد أعدائها أياً كانوا.
فلسطين اليوم محتاجة إلى ترميم البيت الداخلي وصونه عن أية تأثيرات حزبية أو فكرية أو أيديولوجية لا داعي أن نرمي باللوم على طرف دون الآخر، فكلنا من أجل فلسطين فداء، فالأحداث تتسارع والمواقف تزداد كل يوم تأزماً وتفاقماً والعدو عينه على مقدساتنا لطمس هويتنا وعروبتنا وصحوتنا الإسلامية، لذا علينا أن ننأى عن خلافاتنا البينية وصراعاتنا الفكرية، وغلونا الأيديولوجي الذي يخدم العدو قبل أن يفرقنا فلا داعي لإيقاظ الفتن النائمة وإشعال النيران تحت الركام طالما قضيتنا واحدة ومصيرنا واحد.. وهدفنا واحد.
ستظل القدس عاصمة فلسطين السياسية والتاريخية والحضارية والدينية شاء من شاء وأبى من أبى بالرغم من كل التحديات والعقبات التي يضعها المتآمرون والمنافقون من الأعراب ومن على شاكلتهم من المطبلين والمزمرين الذين باعوا أعراضهم وشرفهم بثمن نجس دراهم معدودة إرضاء لكبرائهم وساداتهم.
لا داعي لخلط الأوراق وتزييف الحقائق، فأهداف العدو واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار والمقاومة الفلسطينية المسلحة ستظل رأس الحربة في خاصرة الكيان الإسرائيلي والعدو مهما تنكر أو تنمر فرشقات القسام والمقاومة ستظل لهم بالمرصاد في حلهم وترحالهم..
فالمشروع الجيوسياسي الأمريكي- الإسرائيلي- البريطاني يظل قائماً طالما هناك أطماع في منطقة الشرق الأوسط لذا فلا بد من توحيد الرؤية السياسية والإدارة العربية الموحدة خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الأمة من المحيط إلى الخليج فأي انفصال سياسي.. أو غياب رؤية عربية موحدة سيؤدي إلى نشوء أزمات هوجاء، وصراعات شعواء سيدفع الجميع ثمنها باهظاً ومضاعفاً..

•كلمات مضيئة
السؤال الحاضر الغائب الذي يفرض نفسه بقوة المنطق والعقل والحكمة: يا ترى هل حان الوقت للأشقاء الفلسطينيين أن يخطفوا الومضة البارقة، والفرصة السانحة، واللحظة المواتية لرأب الصدع وترميم البيت الفلسطيني من الداخل لتفويت الفرصة على العدو.. وأن يتناسوا كل الخلافات أياً كانت من أجل فلسطين أرضاً وإنساناً ووحدة وهوية وانتماء فلنجند كل إمكاناتنا وقدراتنا تجاه العدو الحقيقي الذي يتربص بنا الدوائر فهو أوهن من بيت العنكبوت، عندما يراكم في خندق واحد ومترس واحد وعلى قلب رجل واحد؟!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا