كتابات | آراء

الشفافية مطلب إنساني

الشفافية مطلب إنساني

كان بودي أن أكتب عن سيرة وحياة الراحل الفريق يحيى محمد الشامي أو اللواء
 عبد الملك السياني -رحمة الله- تغشاهما كوني على معرفة بجانب من حياتهما وعملت تحت امرتهما غير أني فضلت تأجيل ذلك إلى الايام القادمة

لأتناول في هذه السطور ما تنامى إلى سمعي ويسمعه الآخرون حول تتابع وفاة أعداد كبيرة من الشخصيات والأعلام المعروفة على مستوى الساحة اليمنية الذي غالباً ما يقال عنه أنه وفاة بالمرض العضال وحسب .
ذلك هوما جعل البعض يقع فريسة بلبلات التقولات حول ظاهرة تلك الوفاة المتتابعة ويلوك البعض أقاويل لا أساس لها من الصحة وخاصة لبعض الشخصيات المرموقة والكوادر العلمية والأكاديمية ..  وكنت أتمنى بدلاً من ذلك لو قمنا بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى وفاة الناس بهذه الأعداد المتتالية أكانوا من ذوي المكانة المرموقة في المجتمع أو من بين المواطنين العاديين تحاشياً لتوهمات لامعنى لها ..  
أولاً ..  ما ينبغي تناوله هل هي جائحة كورونا حطت رحالها في اليمن أم أنها لم تخترق حاجز اليمن ؟  بطبع هذا السؤال كان ينبغي أن تجيب عنه وزارة الصحة  لأنها الجهة المخولة بالتصريح عن دخول الجائحة  أو نفيها  وبعدم وصول هذه الجائحة اليمن وأن اليمن خارج الكون وأن تلك الجائحة استقرت في الأرض حقيقي لو كانت جائحة كورونا موجودة لماذا ما تٌعلن عنها  وزارة الصحة وتوعي المواطنين بما يجب عمله للوقاية  منها أو من الحد من انتشار هذا المرض المخيف في المجتمع ..
 ثانياً تقول الدراسات بأن معدل عمر الانسان في اليمن يصل إلى تقدير متدن جداً إذ كان يصل إلى 45عاماً ومعدل عمر الإنسان العربي إجمالاً هو54 عاماً بينما يصل في البلدان المتقدمة ما بين 70-90 عاماً .
وخاصة في البلدان الإسكندنافية . ومع ذلك فإن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى .
والسؤال الذي أود طرحه هو:   لماذا معدل عمر الإنسان اليمني مُتدن إلى هذا الحد؟  هنا يكون مجال البحث والدراسة , وتقصي مجمل الأوضاع التي تتعلق بحياة الإنسان.  الغذاء,  القلق , السكن , الرعاية الصحية , التغذية , الوعي الصحي , البيئة إلى آخره.
لست أدري لماذا لا تهتم  وزارة الصحة وتتعامل مع هذه الإشكالية بأذن من طين وأذن من عجين كما يقول المثل.. فهي  صامتة صمت أبي الهول .. لأننا  لم نسمع لها صدى أورد فعل  في جائحة كورونا الثانية وتخلت عن شعار الجائحة الأولى التي كان تقول لا تهويل, ولا تهوين .. ؟
السؤال الثالث ..  لست أدري لماذا تركنا أنظمة تهم الإنسان كان قد تم  إقرارها وممارستها في فترة من الفترات منها اهتمام الجهات المعنية بحياة الإنسان منذ الطفولة أي حين يمنح المواليد شهادة الميلاد يخضعون للتطعيم ومنذ إلتحاق الأطفال بالروضة أو المدرسة يخضعون للفحص الطبي ويفتح  لهم ملف ينتقل معهم في كل المراحل الدراسية (التعليمية) يحتوي بيانات ما ينتابهم من أمراض وما أجريت لهم من فحوصات أو علاجات والسؤل المرادف أيضاً لما ذا لا نهتم بالضمان الطبي والصحي .؟  
بالطبع الإجابة عن هذه الأسئلة المشروعة عند جميع وزارة الصحة حفظها الله .. ورب قائل من وزارة الصحة أن السبب هو الحرب والعدوان .. ونحن نتفق معهم أن الحرب والعدوان سبب رئيسي والحصار الظالم له أثره البالغ على معيشة الشعب اليمني بشكل عام بما في ذلك الصحة .. لكن واه من كلمة لكن ما دخل تلك الإجراءات التنظيمية, الروتينية  بالعدوان والحرب حتى نترك الحبل على الغارب ولا نقوم بأقل واجب ودور علينا مسؤولية ينبغي أن نسارع للقيام بها .. وعلى الأقل نبلغ الناس عن أسباب الوفاة ومن حق المجتمع أن يعرف أسباب وفيات العديد من الكفاءات والقيادات وفي المقدمة الكوادر الطبية , والقيادية من المستوى الأول على سبيل المثال المخترع اليمني البروفسور المخترع العالمي خالد نشوان , والبرفسور سيف العسلي  وخمسة وعشرون من كوادر جامعة صنعاء من حملة الدكتوراه وكذلك من القياديين الشاب المجاهد اللواء  زكريا يحيى الشامي وزير النقل ووالديه  أعني الفريق يحيى محمد الشامي مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة وزوجته , والفريق عبد الملك علي السياني  وزير الدفاع , ووزير النقل الأسبق., و مدير البحث الجنائي شاب لا يتجاوز عمره 30عاما تقريباً..  هذا مثال وإلا الوفيات كل يوم بالعشرات ولم نسمع تعقيباً لناطق وزارة الصحة أو توضيحاً   ولا إرشادات للمواطنين وخاصة ونحن مقبلون على عيد الفطر المبارك المولات والمتاجر ستزدحم  بالناس وكأن الأمر طبيعي  ..
لقد تركنا القطاع الطبي والصحي  في بلادنا للمتاجرة والسوق للمنافسة , والتي توحشت في سنوات الحرب الست وفي ظل حرية الاستغلال وأصبح الكثير من الأطباء يجدون العمل أكثر ربحية  في عياداتهم الخاصة أوفي المستشفيات الخاصة وترى الكثير منهم يتعاقد مع عدة مستوصفات أهلية ويهمل عمله والمكلف به في المستشفيات العامة ويوكله للمتدربين ولذا تحدث الكثير من المآسي والأخطاء التي يكون سببها المتدربون وعدم إشراف المكلفين من ذوي الخبرات  برغم الكثير منهم مسجلين في كشوفات.
ويحصلون على معونات "مرتبات" من جمعيات ومنظمات دولية  خارجية ومع ذلك لا يتواجدون في المستشفيات الحكومية  ويتقاعسون  عن أداء عملهم في الجانب  الحكومي وخاصة المستوصفات في الأرياف ما يكلف المواطن المغلوب على أمره في ظل  الغلاء الفاحش وصعوبة المعيشة  ينتقل بمريضه الى المدينة حيث يوجد العلاج في العيادات والمستوصفات الخاصة..
 رابعاً..  تطورت العلوم الطبية وأجهزتها من خلال البحث العلمي و الاختراع  في مختلف بلدان العالم .. إلا  في بلدنا أجهزة مستشفياتنا في بلادنا لم تتغير بل أن الكثير من أطبائنا لا يحاولون مواكبة التطورات العلمية الطبية والتشخيصية والعلاجية , وخاصة في مجال البحوث والدراسات والأدوية , بل حتى تبادل الخبرات في ما بينهم لا وجود لها .. والدليل بأنه لا توجد مجلة طبية تنشر الدراسات والموضوعات والبحوث الطبية , وتسهم في نشر الوعي الصحي وتشكل صلة بين الأطباء كما لا يوجد إطار نقابي فعال يحاسب الأخطاء الطبية التي يقع فيها الكثير من الأطباء وخاصة الأطباء الجراحين .
  خامساً ..  بعد تطور الاتصالات وخدمات الإنترنت يستطيع الأطباء متابعة المستجدات في مجال تخصصاتهم ..
لابأس لكل إنسان عقل ويكون فاعليته بقدر ما استوعب صاحبه من معارف وعلوم  ومتابعته للتطور فالعقول المبدعة أو ذات القدرة على الاختراع لا تأتي للإنسان إلا من خلال البحث والدراسة والمثابرة والعمل المستمر والتصميم على النجاح ولا  أعتقد أن عقل الإنسان اليمني يختلف عن الآخرين ولا حتى الأزمة والحرب والحصار التي يعيشها اليمن لا يمكن أن تحد أو تعيق الإنسان الذي يمتلك إرادة وتصميماً عن تحقيق الإنجاز ولدينا أهم دليل  البرفسور خالد نشوان -رحمة الله عليه- في مجال تخصصه خير مثال..
 كذلك رجال الصناعات العسكرية اليمنية في مجالهم جعلوا من الخيال ممكناً وحققوا إنجازات مبهرة ..
بالتأكيد انها أسئلة مهمة ومؤلمة وملحة أمام الجميع .. وينبغي أن نشمر السواعد ونشحذ الهمم لننطلق نحو الإنجازات ..
وأول الإنجازات الشفافية والصدق.. فهل نأمل يا وزارة الصحة ؟؟؟؟.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا