موقع اليمن الاستراتيجي .. واطماع المستعمرين الجدد
كانت اليمن ومازالت مطمعاً للدول الاستعمارية بقطبيها الامريكي والروسي والاقليمية المجاورة مثل السعودية والامارات وقطر ومحاولاتهم للسيطرة على اليمن أو أجزاء منها
بغرض تطويعها لخدمة مصالحها الاقتصادية وهو الأمر المستمر حتى اليوم، ولكن بذرائع ووسائل أخرى، بعيداً عن الاستعمار المباشر ..
والوقائع التاريخية تثبت أهمية جغرافية اليمن بالنسبة لدول الإقليم والعالم.. ومن هذه الذرائع التي تتخذها الدول الطامعة في اليمن والتي تتدخل اليوم عسكرياً بحجة تأمين خطوط الملاحة الدولية من عمليات التنظيمات الارهابية والقراصنة..لتبدي عكس ماتعلن وفق اجندتها التي اصبحت معروفة لجميع اليمنيين.
وموقع اليمن البحري يتميز باطلالته على مضيق باب المندب أحد المضائق المائية المهمة باعتباره عنق الزجاجة بالنسبة للبحر الأحمر، والذي يتحكم بالطرق التجارية بين الشرق والغرب. ويفصلُ قارة آسيا من ناحية الشرق وإفريقيا من ناحية الغرب، ويربط المحيط الهندي وبحر العرب بالبحر الأبيض المتوسط،
ويمر عبر باب المندب يومياً حوالى ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف برميل نفط، بما نسبته 4 بالمئة من الطلب العالمي على النفط، وتمر عبره إحدى وعشرون ألف سفينة سنوياً، أي أن الشحنات التجارية التي تمر عبر الممر تعادل عشرة بالمئة من الشحنات التجارية العالمية..كما ان مضيق باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يومياً، مما زاد أهميته الاستراتيجية، وزاد من قيمته الاقتصادية..
كما قامت الدول الكبرى ودول الاقليم بممارسة دور سياسي وأمني وعسكري في اليابسة اليمنية، بالتدخل الواضح في أزمات البلاد وتوجيه مساراتها، تأجيجاً أو تجميداً، اتساقاً مع مصالح تلك الدول منفردة أو متحالفة، وهو الأمر المنعكس في الصراع الإقليمي داخل اليمن والمتجلي في الحضور الإقليمي وارتباطه دولياً وهكذا بدلاً من أن يستفيد اليمن من تنوع هذه الجغرافية في النهوض والتطور نجدها حولت اليمن الى وطن يجب ان يكون تحت السيطرة ووطن بجزي تداذبتت وصراعات للقوى السياسية المستدرجة من الدول الاقليمية المجاورة او الربط المباشر مع الدول العظمى لكي تكون اليمن مقيدة واسيرة لمصالح الدول الكبرى والاقليمية وزرع الصراعات فيما بين القوي السياسية لتظل مصالح هذه الدول في مأمن ولا بأس من ان تعيش اليمن صراعاً سياسياً وعدم استقرار بشكل مستمر.. وهذا ماهو حادث منذ سنوات الى اليوم.. لكن بالامكان التقاء مصالح القوى السياسية وانهاء الصراعات والعمل على مصلحة اليمن وتطمين الدول الكبرى بعدم مس مصالحها من الجميع.. فلا يعقل ان تظل الاوضاع في اليمن متوترة وفي صراع دائم.. يجب تغليب المصلحة الوطنية لليمن للخروج باليمن من دوامة العنف وسيطرة الدول الكبرى والاقليم المجاور.
عندما نعود للتاريخ ونقرأ احداثه ونحلل الاطماع التي سعت العديد من الدول لاحتلال اليمن واخضاعها لمصالحها بكل ثروتها وموقعها الاستراتيجي والمهم نفسر هذا الاهتمام الكبير باليمن من خلال الدول العظمى والدول الاقليمية السائرة بفلكها مثل النظام السعودي والاماراتي اللذين الى اليوم يعتمدان على حماية اننظمة حكمهما بتواجد القواعد العسكرية الامريكية والبريطانية والصرف عليها وشراء اسلحة من امريكا وبريطانيا بعقود سنوية مع خبراء للاشراف على هذه الاسلحة بكل اسف.
ويجب على جميع الفرقاء السياسيين تغليب مصلحة اليمن والانتماء الفعلي لليمن ويجب ان نكون عملاء للجمهورية اليمنية الارض والانسان وهي ستعطينا كل مانحتاجه.. وكقاية دمار ومواجهات عسكرية ولنتفق على تقاسم السلطة والحكم الفيدرالي لكل محافظات الجمهورية والعمل باخلاص وتحديد من هو عدو اليمن ومن هو المتطمع بثرواتها والتعامل معه بحذر وان يتنازل اليمنيون لبعضهم ونبدأ ببناء الدولة اليمنية الحديثة التي تعتمد على الادارة الحديثة في ادارة جميع شؤونها وان يكون المنصب للاجدر..وان تحكم علاقاتنا بجميع الدول مبدأ المصالح المشتركة.
ونرجو من الله ان يكون العام السابع هو عام السلام المشرف والعادل.. واحباط اجندة هذه الدول التي تتدخل في بلادنا بطرق متعددة..