كتابات | آراء

الشائعات والمرجفون

الشائعات والمرجفون

في مختلف مراحل التاريخ .. وفي صفحات الشعوب لا تخلو من الشائعات ومن المرجفين .. ومن الذين لا يترددون في تثبيط الهمم وفي زرع الاقاويل وبثها بين الناس والمجتمعات.

في هذه السطور نتناول ظاهرة خطيرة من الظواهر التي تصيب المجتمعات في السلم والحرب ألا وهي ظاهرة الشائعات, والتي بدأت تستشري في أوساط المجتمع وتزداد هذه الأيام هنا وهناك. فالشائعات تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص, فكم هدمت الشائعات من وشائج، وكم تسببت في جرائم، وكم فككت من علاقات وصداقات، و لهذا يقول الخبراء ان الشائعة  تهزم جيشاً ، وكم أخرت الشائعات  في تقدم أمم وشعوب وأوطان .
إن المستقرئ للتأريخ الإنساني يجد أن الشائعات وُجدت حيث وُجد الإنسان، بل إنها عاشت وتكاثرت في أحضان كل الحضارات، ولما جاء الإسلام اتخذ موقفاً حازماً من الشائعات وأصحابها لِما لنشرها وبثها بين أفراد المجتمع من آثار سلبية، على تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لُحْمته، بل لقد عدّ الإسلام إطلاق الشائعة وترويجها سلوكاً منافياً للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء من الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء ونبذ الشقاق والخلاف ودعا إلى توحيد الصف.
كما حذر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان والنميمة بين الناس، وأمر بحفظ اللسان، وأبان خطورة الكلمة، وحرّم القذف والإفك، وتوعّد محبّي رواج الإشاعات والشائعات بالعذاب الأليم: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ) [النور:19]. هذا هو الحكم الأخروي، وبالنسبة للحكم المترتب على الإشاعة الكاذبة فهو حد القذف، وإلا فالتعزير. وقال تعالى: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَاَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّك بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَك فِيهَا إلا قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) [الأحزاب:60،61]. قال القرطبي: (لَنُغْرِيَنَّك بِهِمْ: لسلطناك عليهم فتستأصلهم بالقتل). والإرجاف حسب تفسير الفقهاء هو: التماس الفتنة، وإشاعة الكذب والباطل للاغتمام به. والإرجاف في شرع الله حرام، وتركه واجب؛ وفاعله يستحق التعزير وبلغ رسول الله أن ناساً من المنافقين يثبطون الناس عنه في غزوة تبوك، فبعث إليهم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه، وأمرهم أن يحرقوا عليهم البيت، ففعل طلحة ذلك.
كما حـث الإسلام على التثبت والتبيّن في نقل الأخبـار، يقـول سبحانـه: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَـٰدِمِينَ) [الحجرات:6] . وأخبر سبحانه وتعالى أن الإنسان مسئول أمام الله- عز وجل -ومحاسب عن كل ما يتفوه به صغيرا أو كبيرا قال تعالى: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:18]،وقال جل وعلا:  (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَووَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36]. كما نهى الإسلام أتباعه عن أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويُلغوا عقولهم عند كل إشاعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويُصدّقوا قول كل دَعيٍّ مارق. أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدثَّ بكل ما سمع))، وفي رواية: ((كفى بالمرء إثماً)).
والسيرة العطرة لرسول الهدى- صلى الله عليه وعلى اله وسلم- تبينّ لنا كم رُميت دعوته المباركة بالشائعات منذ بزوغها، فرُمي بالسحر والجنون والكذب والكهانة، وتفنن الكفار والمنافقون في صُنع الأراجيف الكاذبة، والاتهامات الباطلة ضد دعوته ، ولعل من أشهرها قصة الإفك المبين، تلك الحادثة التي كشفت عن شناعة الشائعات، وهي تتناول بيت النبوة الطاهر، وتتعرّض لِعرض أكرم الخلق على الله صلى الله عليه واله وسلم .
تعتبر الشائعات في معظم القوانين جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته، وقد يكون المرجف ومروج الشائعات  أشد خطراً من العدو في الجبهة المقابلة.. لأنه يستهدف المعنويات ووحدة الصف لذا فانه أخطر وأعتى, فاحذروا أن تكونوا من المروجين للشائعات. فإذا ما سمع أحدنا بخبر ما أو شاهده من قناة معادية ، أو قرأه وكان لا يسر، فعليه أن يشكك به ويحتفظ به لنفسه، ولا ينقله لغيره، ولا يصدق  أي خبر حتى يثبت بالبرهان والدليل .فالمسلم لا ينبغي أن يكون أذناً لكل ناعق، بل عليه التحقق والتبيّن، وطلب البراهين والأدلّة والشواهد ، وليكن منهجه عند سماعه لأي خبر قول الله عز وجل: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَـٰدِمِينَ) [الحجرات:6] وبذلك القرآن الكريم  يُسدّ الطريق أمام المرجفين ، الذين يعملون خلف الستور، ويلوكون بألسنتهم كل بهتان وزور وبخاصة ونحن في زمن حرب وتحالف دولي قذر لا يتورع عن استخدم كل الوسائل في حربه ضد شعبنا ووطننا هذه لينال من معنوياتنا والحمد لله أن  هذه اساليب لا تنطلي على الشعب .. فقد ظهر كل شيء وقد هوى وانهار بنيان العدوان وعملائه المتآمرين والحاقدين بعد الضربات القوية الموجعة المباركة لجيشنا واللجان التي وجهتها لرؤوس الارتزاق والعمالة من العناصر العميلة- الحاقدة المتمردة وبعد سحقهم في مديريات محافظة الجوف ومديريات نهم ومدغل و صرواح وغيرها.. ومطاردتهم حتى مشارف مدينة مأرب وقتل وأسر عدد من قادتهم المجرمين العملاء ..     ها هم هذه الأيام يطلقون المبادرات من دول العدوان الملغومة , والوساطات والمبادرات الأممية والدولية المختلفة .. و الصيحات والتوسل لأسيادهم ونراهم يذرفون دموع التماسيح بعد أن ضاق الخناق عليهم داخل مدينة مأرب فلم يبق لديهم إلا أكاذيبهم وأباطيلهم والتي كانوا على الدوام يغررون بها على البسطاء من أبناء شعبنا بادعائهم لانتصارات وهمية ليس لها مكان إلا في إعلامهم الكاذب و عقولهم المتخلفة وأحلامهم المريضة وفي نفوس من يروج لهم من الحاقدين في بث الشائعات والأكاذيب التي يتصورون من خلالها أنهم سيفتون من عضد البوا سل  رجال الرجال من أبناء الجيش و اللجان الشعبية  في محاولة يائسة لا يقاف الا ند فاع البطولي للمجاهدين وصولاتهم الجسورة وهجومهم الماحق الكاسح الذي يباركه كل أبناء شعبنا الأحرار بكل شرائحهم  وفئاتهم  وطبقاتهم بعد أن بلغ السيل الزبى واستنفدت مع هذه الفئة العميلة كل الوسائل السلمية لتسليم مارب بعملية سلمية تمكنهم من حقن  الدماء والخروج من مأرب بماء الوجه لكنهم استمروا في غيهم فها هم يتهاوون وتندحر فلولهم وتملأ أشلاء قتلاهم الوديان والتبت الحمراء , وتبت المصار يه  والمشجح والكسارة والبلق وسائلة ذنة وغيرها من المواقع..
 وهاهم المرتزقة يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام زحف قواتنا الباسلة ليلاقوا الخاتمة السوداء التي أرادوها لأنفسهم والتي هي خاتمة كل إرهابي وخائن ومجرم وعميل.. وليتم اجتثاثهم والى الأبد من أرضنا الطاهرة ,
 حتى يبقى أبناء شعبنا ينعمون بحياة الأمن والاستقرار وتمضي مسيرة النهوض الحضاري اليمني صوب المستقبل الزاهر الجميل .
ألا فلنتق الله ولنقم بواجبنا تجاه ديننا ووطننا على أحسن ما يكون .. والواقعية والمصداقية الوطنية تدعو الجميع إلى أن يقفوا صفاً واحداً في وجه أعداء الله , واعداء الأمة واعداء الوطن والاسلام ، وانها لدعوة صادقة للتلاحم مع قيادتنا الرشيدة الحكيمة  أمام كل ما يهدد سيادة الشعب وأمنه واستقراره ،مما يعني ان يتحلى الجميع باليقظة والوعي لنبذ الشائعات المعادية ولا نسمع الشائعات المعادية التي تروجها وسائل مخابرات الصهيونية  واذنابهم اعراب الخليج وأقوال المثبطين والوشاة المغرضين العملاء في الداخل .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا