كتابات | آراء

بوح اليراع: دفع صهيوني قوي لإفشال الاتفاق النووي

بوح اليراع: دفع صهيوني قوي لإفشال الاتفاق النووي

لأن دولة "الكيان الصهيوني" قد غرست نبتة شيطانية على حين غفلة من الأمة الإسلامية، ولأن بقاءها وتمددها على حساب دول الجوار مرتبط بالتناقضات والحروب لا تريد أن يُخمد لها أوار،

فليس من مصلحتها أن يسود المنطقة العربية والإسلامية أي نوع من الاستقرار.
ولأن الاتفاق الذي أبرم -عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"- بين أمريكا وعدد من الدول الأوروبية والأطراف الدولية من ناحية وإيران من ناحية ثانية وبما يضمن سلمية برنامج "طهران" النووي قد مثل خطوة مبدئية لتوفير ما تحتاجه دول وشعوب المنطقة من مناخات الاستقرار وحسن الجوار التي تُعَرِّي لا منطقية قيام هذا الكيان على فكر "توراتي" عنصري، فقد غالت "دولة الكيان" في نقده وحشدت التحالفات ضده، وما إن تبوأ المعتوه "ترمب" منصب رئاسة كبرى دول الغرب حتى سارع هذا الكيان إلى إغرائه بالانسحاب من الاتفاق والعودة بالوضع إلى مربع التسابُق والاستباق، وقد حقق "الكيان الصهيوني" -بالفعل- ما أراد من التخاصم والتشاحُن، فسرعان ما انسحب "ترمب" بصلفٍ شائن واضعًا المنطقة -من جديد- على صفيحٍ ساخن.
ومع ظهور أولى مؤشرات فوز "بايُدن" في الانتخابات وتوقع العالم بمن فيه "كيان آل صهيون" حرصه على الإيفاء بكل ما يتوجب على أمريكا من التزامات بما فيها الرجوع السوي إلى بنود ذلك الاتفاق النووي، سارع "الكيان الصهيوني" مع بعض حلفائه من مطبعي الأعراب إلى المطالبة بإشراكهم بشكل دائم في أيِّ اتفاق قادم، فقد (ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية -في 21 ديسمبر من عام 2020 المنصرم- أن بعضًا من "أشد المعارضين" للاتفاق النووي مع إيران في المنطقة يحثون الرئيس الأميركي المنتخب "جو بايُدن" على السماح لهم بأن يكون لهم رأي أو مقعد على طاولة المفاوضات في أيَّة مباحثات مستقبلية مع طهران).
وقالت الصحيفة: (إن ممثلي دول خليجية وإسرائيل يثيرون هذه المسألة خلال أحاديث خاصة أو علنية قبيل تولي الرئيس "بايُدن" إدارة البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل).
ثم إن "دولة الكيان" قد استغلت الثلاثة الأشهر من ولاية "بايُدن" بممارسة أعمال استفزازية ضد "إيران" لتوسيع الهوَّة الحاصلة بينها وبين الأمريكان قدر الإمكان لما من شأنه ضرب كل فرص الوفاق المفضية إلى استئناف الاتفاق.
وإذ لم ينجح "الكيان الصهيوني" وحلفاؤه من فسطاط النفاق في تحقيق الحدِّ الأدنى من مسار العودة إلى إحياء الاتفاق الذي عُقدت أولى جولات مشاورات استئناف إحيائه مساء الثلاثاء في العاصمة النمساوية "فيينا"، فقد عمد إلى تنفيذ أعمال عدائية بهدف إفشال تلك المشاوارت وثني الأطراف عن تقديم ما قد تقدمه -في سبيل إنجاح المشاورات- من تنازلات.
فبالتزامُن مع (إعلان واشنطن -عشية انطلاق محادثات فيينا- أنّها مستعدّة لإعادة النظر بقسم من العقوبات المفروضة على إيران إذا ما التزمت الأخيرة بنص اتفاق 2015)، وبالتزامُن مع ترحيب الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بمفاوضات "فيينا" واعتبارها بداية فصلٍ جديد، يظهر رئيس الوزراء الكيان الصهيوني المكلف "بنيامين نتنياهو" -في اجتماع لكتلة حزب "الليكود" في "الكنيست"- (محذرًا من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن إسرائيل سوف تدافع عن نفسها في مواجهة النظام الإيراني).
وقد تُرجم هذا الخطاب الانفعالي بشكل عملي -مساء الثلاثاء تزامنًا مع انعقاد جلسات "فيينا"- باستهداف (السفينة الإيرانية "سافيز" التي كانت تتمركز في جنوب البحر الأحمر لدعم القوات الإيرانية المكلفة بمهام مرافقة السفن التجارية لحمايتها من القرصنة -بحسب مصادر متطابقة- بعبوَّةٍ بحريةٍ لاصقة).
وفي محاولة من نظام دولة "الكيان" لإشراك حلفائه "الأمريكان" في هذا العمل العدائي الجبان ألصق بالسفينة الضحية شبهة القيام بمهام عسكرية مخالفة للأعراف الدولية، (فقد أشارت مصادر صهيونية إلى أن تلك السفينة الإيرانية بمثابة قاعدة عائمة للقوة العسكرية الإيرانية قبالة السواحل اليمنية).
بيد أن الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتعامل مع الكيان -إلى الآن- بشيء من الحذر- قد تحاشت الوقوع في هذا المنزلق المستند إلى مبرر مختلق، إذ سارعت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى التصريح (أن الوزارة على علم بالتقارير الإعلامية التي تحدثت عن حادثة سفينة "ساويز" الإيرانية في البحر الأحمر، نافيةً نفيًا قاطعًا صِلتها بالحادثة).
ومن جانب آخر (أكد مسؤولون أميركيون لـ"رويترز" أن الولايات المتحدة لم تنفذ هجومًا على السفينة الإيرانية في البحر الأحمر، ولم تشترك في التدبير له مع أيَّة دولة).
وفي ضوء ما تقدَّم لا يمكن لنا إلا أنْ نجزم أنَّ إدارة "بايُدن" عازمة على المضي في إحياء اتفاق الملف النووي الإيراني متجاوزةً رغبة الكيان الصهيوني الساعي بكل وسائله لإفشاله. 

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا