كتابات | آراء

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين?!.. ( 72 )

اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين?!.. ( 72 )

وفي الوقت الذي يتطلع فيه الجميع هنا في اليمن إلى تحقيق السلام الشامل وقبول الأطراف السياسية في البلاد بمصالحة وطنية وانهاء مأساة شعب عانى الكثير

بعد ان تسكت المدافع وعلى اثر إطفاء الحريق المستمر وإخماد نيران الحرب المستعرة على اليمن منذ أكثر من ست سنوات من قبل تحالف دول العدوان المدعوم أمريكيا بقيادة السعودية, يرتفع بين الفينة والأخرى صوت من هنا أو هناك للمطالبة بإنهاء الحرب في اليمن وضرورة البدء والشروع في عملية سياسية سلمية يشترك فيها المحيط العربي والإقليمي والدولي.
ومن هذه الأصوات الداعية لإنهاء مأساة اليمن الحالية صوت صاحبه ليس بالغريب ولا الجديد على المشهد اليمني وتفاصيله.
وقد شغل المعني بما ذكرنا هنا منصب المبعوث الخاص إلى اليمن بين عامي 2011- 2015م, ومنصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون منع النزاعات.
هذا المسؤول الدولي الذي نعنيه هو المغربي جمال بن عمر والذي أكد في أحدث مقال له بخصوص اليمن كتبه في وقت سابق من الشهر الجاري على ضرورة انهاء الحرب في اليمن والشروع في عملية سلمية شاملة لا تستثني أحدا من أطراف الصراع والمعنيين بتأجيجه واستمراره على هذا النحو الغير مقبول.
وشدد بن عمر في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيويورك" الأمريكية مؤخرا بعنوان:   عودة الدبلوماسية إلى اليمن.. ماذا بعد? على أهمية الدور الأمريكي المفترض والمتوجب على ادارة الرئيس الجديد بايدن القيام به لإنهاء الحرب على اليمن بإعتبار واشنطن شريكة أساسية في جريمة الحرب على الشعب اليمني.
ويمثل مقال جمال بن عمر هذا الخاص باليمن ضربة موجعة لشرعية حكومة هادي المزعومة, وذلك إثر تقرير خبراء الأمم المتحدة المتصل بالأوضاع في اليمن.
 وكشف بن عمر الأسباب الرئيسية في اندلاع الحرب وقرار مجلس الأمن 2216.
وقد استهل المسؤول الدولي مقاله الذي يشبه التقرير بالقول: "أنه بعد مقتل نحو ربع مليون يمني، وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين آخرين أو اضطرار نزوحهم، وبعدما تفشت جرائم الحرب على نطاق واسع، وضاع أكثر من نصف عقد في صراع بدون طائل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ”عودة الدبلوماسية إلى اليمن".
وأضاف بن عمر: "من البديهي أن يكون هذا الإعلان موضع ترحيب، إلا أن وقعه في صنعاء وعدن سيكون حتما مختلفا عن صداه في واشنطن عندما نتذكر أن عددا من كبار مستشاري السياسية الخارجية للرئيس بايدن شغلوا قبل ست سنوات  مناصب مماثلة في إدارة الرئيس باراك أوباما، وقدموا الدعم للحرب التي تقودها السعودية على اليمن".
وحول طبيعة مهمته الدولية في اليمن قبل اندلاع الحرب الأخيرة يقول بن عمر :"بصفتي مبعوثا خاصا للأمم المتحدة إلي اليمن، كنت في ذلك الوقت في صنعاء مُكِبـا على تيسير مفاوضات معقدة تهدف إلى صياغة اتفاق لتقاسم السلطة يضع حدا لاستيلاء الحوثيين على مفاصل الدولة، ويمنع نشوب حرب أهلية لا تُبقي ولا تذر. وبعد عشرة أسابيع عصيبة، تم التوصل إلى حل وسط يعكس توافق الأطراف على شكل السلطتين التنفيذية والتشريعية، والترتيبات الأمنية، والجدول الزمني للعملية الانتقالية".
وأوضح أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه قبل شن الحرب كان مطروحا على الطاولة، وأنه أطلع ُ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حينه على تفاصيله .. مشيرا إلى أنه  كان يجري آنذاك مناقشات مع كبار المسؤولين السعوديين حول المكان الذي يفترض أن يحتضن حفل التوقيع.
وقال بن عمر. :" بعد يومين على عودتي من الرياض، وبدون سابق إنذار، بدأت الغارات الجوية. ومن نافذة الفندق بصنعاء حيث كان يقيم فريق الأمم المتحدة، تابعت بمرارة حجم التدمير الذي كانت تتعرض له إحدى أقدم المدن في العالم " .
وأردف المبعوث الأممي السابق لليمن قائلا :" للأسف ، وفر قرار مجلس الأمن 2216 غطاء للفظاعات التي تلت بعد ذلك. قرار صاغه السعوديون، وحملته بسرعة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس يفترض أنه معني بضمان الأمن والسلم الدوليين. لقد كان حليفهم الخليجي في حاجة إلى ترضية بعد إبرام الاتفاق النووي مع إيران في غفلة منه. لابد أنها بدت مقايضةً ديبلوماسية عادلة لهم. غير أن الطرف الغربي في المقايضة كان يعرف كذلك أن مطالبة الحوثيين، المسيطرين على الأرض والمتقدمين ميدانيا، بالاستسلام لحكومة تعيش في منفى فندقي أنيق في الرياض لم يكن أمرا واقعيا أو مقبولا. لكن ذلك لم يكن ذا أهمية كبيرة بالنسبة لهم لأنهم كانوا موقنين بأن الروس سيعرقلون القرار. لكنهم اخطأوا
 التقدير! فموسكو التي شعرت بوجود فرصة لها كذلك للإفادة من الصفقات التجارية مع المملكة العربية السعودية، امتنعت عن التصويت مزيحة العقبة الوحيدة أمام تبني القرار. وللسخرية، فإن هذا القرار غير العملي لا يزال يشكل إلى اليوم إطارا لجميع عمليات الوساطة التي تشرف عليها الأمم المتحدة وساطة فاشلة بشهادة السنوات الست من عمر هذه الحرب " .
وطالب بن عمر واشنطن بتبني موقف جديد من الحرب على اليمن والتكفير عن سيئاتها وجرم اشتراكها في جريمة كهذه .
وقال :" يبدو ضروريا للديبلوماسية الأمريكية اليوم أن تجعل مهمتها الأولى تغيير. الإطار القائم,  ينبغي لواشنطن أن تروج لقرار جديد في مجلس الأمن يوفر إطارا مختلفا لعملية تفاوضية واسعة وشاملة تضمن مقعدا لكل الأطراف اليمنية بما فيها الفعاليات المدنية التي نأت بنفسها عن الإقتتال.
وحث واشنطن على اشراك الحوثيين في أية عملية سلام قادمة والتوقف عن مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية ودول العدوان الأخرى كضمانة لإنجاح اية مبادرة سلام دولية وعملية تسوية في اليمن على المدى القريب أو البعيد! .
...... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا