محليات

فقيد.. بروح شهيد !

فقيد.. بروح شهيد !

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.. آه وأي بدر فقدناه لتُظلم ليالينا بظلام سرمدي.. فالعظماء قدر لهم ان يرحلوا بصمت لكن تبقى ارواحهم كنجوم تضئ سمائنا وعطائهم سحب غيث مدرارة

وابداعهم ينبوع لا ينضب وتاريخهم صفحات كتب تقرأ ورمزيتهم كشعلة متوهجة ومجدهم دروسا للأجيال القادمة .
لم يكن الصحفي والأديب والشاعر يحيى حسين السُدمي أخ وزميل وصديق بل كان معلما لنا فتاريخه العظيم في خدمة صاحبة الجلالة منذ ثلاثين عاما كفارس يصول ويجول بقلمه في مهنيه واحترافيه وخدمة للقضايا الوطنية وانحيازه لهموم المواطنين فأقام بذلك إمبراطورية إعلامية وطنية  لخدمة وطنه وشرف لمهنته وإيمانه بمبادئ وقيم عظيمة تدفقت كنهر جار لتحول صحاري عقولنا وظمأ افكارنا إلى واحة خضراء من المعرفة الصحيحة والإدراك السليم للعمل الصحفي  لنقدس مهنة الصحافة ونؤمن بخدمة الأوطان ونحطم اسوار الطغيان ونشيد صرحا إعلاميا شامخا .
خمسة عشر عاما منذ عرفناك بساحة معركتك المقدسة ورسالتك الإعلامية العظيمة  فكانت فاجعة موتك قد اوقفت عجلة الزمن وفتحت لنا صندوق تلك السنوات الماضية فتطايرت اوراقا لنقرها ونستلهم منها تاريخك المشرف لنجعل منه قبساً لنا وطريقاً نحو مواصلة مسيرتك الخالدة.. رحلت وبقلبك الصغير هم وطن كبير كنت تعتبره أسرتك اخذك الموت جسداً وتركك روحك فينا كاسمك فرغم أن الألم اعتصر أفئدة فارقتها وأبكي قلوباً غمرتها بحبك المتدفق وإنسانيتك الكبيرة وعيون غابت عنها ابتسامتك المشرقة وآذاننا مازالت كلماتك العطرة لها صدى لم تتلاش.
ثلاثون عاماً.. وشلالات اعمالك هادرة ونهر عطائك متدفق, وبحر ابداعاتك كأمواج متلاطمة  وصولات قلمك وكتاباتك وانتصاراتك للقضايا الإنسانية في العديد من الصحف محلية وخارجية ومواقع اخبارية تشهد بدورك وشرف مهنتك، فقد رفعت رايتك على ريشة قلمك بشعارها- قلم يخدم وطنا- فكان مداد  قلمك ليست سطوراً تكتب على صفحات بل كقائد يفتح ابواب قلاع خيم على اهلها الظلم والجور والحرمان، وعشعش في سماء لياليها دهوراً من الجهل والتضليل والتزوير.
هذا عطاؤك ورصيد اعمالك الصحفية والابداعية والشعرية وجوهر حقيقتك وتاريخك الوطني المشرف بذلته طيلة ثلاثة عقود في زمن الهرولة والانبطاح والتزلف والارتزاق ونيل المراتب والمناصب فنأيت بنفسك صاعداً إلى قمة المبادئ والاخلاق وكرست حياتك لخدمة وطنك وابناء شعب كل ذلك كان على حساب أسرتك وعمرك وصحتك، وقفت شامخاً رغم العواصف رحلت كشجرة تأبى الانكسار والانحاء فجذورها ثابتة بأعماق تاريخ الوطن  حتي وهي تذبل ظلت شجرتك تعطى ثمارها وتمد بظلالها للمجتمع حتي رحلت اليوم فهذا هو تاريخك العظيم كعظمة روحك وشموخ مجدك واعتزازك بمبادئك، هذا تاريخك نذرته لخدمة وطنك فصار وسام تفخر به اسرتك وقدوة لنا لنستلهم منه كل معاني الوطنية وصور التضحية وعمق الولاء وحب المهنة والاخلاص لها رحلت وإلى آخر يوم من عمرك وانت كقائد بميدان معركة يصنع الانتصارات ويسطر أروع ملاحم البطولات ترجلت عن جوادك كفارس مغوار وغادرت عظيما منتصراً شامخاً مكافحاً سموحاً صبوراً عزيزاً ومعلماً. فقد رحلت فقيداً لكن -  بروح شهيد - فمثلك وتكريم لك وتخليد سيرتك ووفاء لدورك في مهنة الصحافة وخدمة قضايا الوطن إعلامياً ولتاريخك الوطني المشرف لابد أن تولى الدولة الرعايا والاهتمام بأسرتك وتمنحك حقوقك التي لم تنلها بحياتك ومنحك وسام وطنياً يليق بما قدمته فقد رحلت ونذرت نفسك لوطنك.. فالوطنيون هم اكثر الناس عرضة بحياتهم للغبن والجور والتهميش.. فالرحمة تغشاك.. ولروحك الخلود والبقاء والى جنات الخلد..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا