محليات

على هامش اليوم العالمي للمرأة .. !!

على هامش اليوم العالمي للمرأة .. !!

واقع المرأة اليوم بصفة عامة واقع مؤلم ومأساوي.. خاصة في تلك المجتمعات التي تدعي التحرر والحضارة والرقي.. حيث أصبحت المرأة سلعة تباع وتشترى بأبخس الأثمان

عبر شركات الدعاية والإعلانات والأفلام الماجنة.. فاختفت مظاهر الترابط الأسري .. وتلاشت روح القيم والمبادئ والأخلاق السامية في تلك المجتمعات المتحضرة .. علماً بأن الإسلام لم يأت للعرب فقط ، بل جاء للبشرية جمعاء.. لأن رسالته عالمية مصداقاً لقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)  ..أي لكل البشر على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم ومواطنهم.. لإ مكان للعنصرية .. ولا للعرقية . والمذهبية .. والإقليمية فالكل سواء في مقياس الإنسانية، والمقياس الحقيقي عند الله هو قوله تبارك وتعالى: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
لقد استطاع الإنسان باتجاهه العالمي.. ورسالته للبشرية جمعاء أن يكون إطارا ومحتوى لمفهوم حضارة وثقافة عالمية ، وشاملة لكل النشاطات والفعاليات الإنسانية والاجتماعية التي يحتاجها الآنسان في هذه الحياة .. لان الله الذي خلق هذا الإنسان ، وكل هذه المخلوقات والكائنات عالم باحتياجاتهم ، ومتطلباتهم، وما يدور بخلدهم مصداقاً لقولة تبارك وتعالى :( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً  إن الله لذو فضل على الناس  ولكن أكثر الناس لا يشكرون ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله إلا هو فأنى تؤفكون ) غافر ( 60-61)..
فكل شئ في هذا الكون الشاسع الواسع خلقه على قدر موزون مصدقاً لقوله عز وجل: (وكل شيء خلقناه بقدر)..
لقد كرم الإسلام إنسانيه الإنسان ذكراً كان أم أنثى ورفعهما إلى أسمى الدرجات ولم بفرق بين رجل وامرأة ولا بين شريف أو وضيع.. يل جعل الإنسان محور هذا الكون مصداقا لقوله عز وجل) :وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال أني اعلم ما لا تعلمون) البقرة(30).
ولم يكتف الله جل جلاله بخلافة الإنسان في الأرض بل أمر ملائكته بالسجود له تكريماً ، فسجدوا له إلا إبليس أبى واستكبر.. فكان من الكافرين.
كم تدرك هنا عظمة الرسالة الإسلامية .. وما تطمح إليه هو الوصول إلى واحديه وتوحيد خالق هذا الكون بكل مافيه من تناقضات، لكي يسير وفق المشيئة الإلهية.. ويقول الله عز وجل : (ولقد كرمنا بني ادم) الإسراء (70) .. ولم يقل: ولقد كرمنا الرجل..
إذن الإسلام يساوى بين الرجل والمرأة في الإنسانية والتكريم واعمال العبادات كلها.. مصداقا لقوله تبارك وتعالى: (ومن يعمل الصالحات من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )النساء -123..
فالإسلام حث على إعلاء شأن المرأة واحترامها وتقديرها لمكانتها ودورها الفاعل والعظيم في الحياة.. فهي الأم والأخت والزوجة.. أليس هو القائل عليه الصلاة والسلام فيما معنى الحديث (أوصيكم بالنساء فإنهن عوان ) أي أسيرات.. ورسولنا الأعظم كان هو القدوة في التعامل مع أهل بيته حيث قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).. وقد شدد عليه الصلاة والسلام على احترام المرأة وصونها وإعطائها حقوقها مصداقا لقوله تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا)  ..النساء –(7)..
كما جعل الإسلام للذكر والأنثى حقوقاً متساوية، كالولاية على مالها.. وإدارة شؤون أعمالها المالية.. وفي مباشرة العقود على اختلاف انواعها.. ومن العدل ان نقر بأن الإسلام أنصف المرأة، وأعطاها حقوقاً لم تعطها لها الحضارات السابقة ولا حتى الحضارات اللاحقة..
وهناك ملاحظة سابقة لا ينبغي أن نقبل بكل تغيير بدون تبصر وبصيرة.. خاصة في ظل الشعارات الفضفاضة والرايات البراقة التي تنادي بها تلك الحضارات المادية للارتقاء بشأن المرأة المسلمة.. ظاهرها الرحمة.. وفي باطنها العذاب الشديد.. ولذا يجب أن توضح صيغ ورؤى للتغيير الاجتماعي في ضوء التعاليم النابعة من عقيدتنا ومنهجنا الإسلامي.. ولا يمكن السماح باستمرار عملية التغيير دون انتفاء وانتقاء.. ولابد من تحديد موقفنا من هذه التغييرات.. وتلك الشعارات الزائفة وفق الرؤية الإسلامية..
أوصى رسولنا الكريم بالمرأة أختاً وزوجاً وبنتاً، وجعل الجنة كلها تحت أقدام الأمهات.. ولقد شدد على احترام الأم وحسن معاملتها وخاصة عند الكبر حيث قال عزوجل"وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلاَّ إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيراً" الإسراء "23-24".

كلمات مضيئة:
من نافلة القول: أن الجمود الحضاري يتعارض مع روح الإسلام وشريعته الغراء، وفلسفته الطموحة المثوبتة.. فروح الإسلام في المجتمع العربي الذي استطاع بسرعة خارقة ان يغير مجتمع بدوي رعوي الى مجتمع رائد في حركة التقدم البشري  إنساناً  واجتماعياً  وثقافياً  وحضارياً بل على صعيد الانجازات المادية والإبداعية فهو جدير بأن يسود وأن يغزو العالم قاطبة شاء من شاء وأبى من أبى..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا