محليات

الفنان المعطري لـ " 26 سبتمبر " : رفع علم الوحدة حبس الأنفاس وأسال الدموع فرحا

الفنان المعطري لـ " 26 سبتمبر " : رفع علم الوحدة حبس الأنفاس وأسال الدموع فرحا

وأنت تقرأ هذا اللقاء القصير مع الهامة الفنية الإعلامي اللغوية والأدبية الأستاذ والعميد أحمد المعطري، تجد نفسك في لحظات تحبس الانفاس،

يتخلل ذلك عينان تذرفان الدمع لتذكرك تلك الأيام، مع أحرف حكاها من عاش تلك اللحظة بل تربص بها شهرا كاملا لكي يعزف مقطوعته الغنائية والفنية برفقة علم الوحدة الذي ارتفع لأول مرة في عصرية يوم 22 مايو 1990، ذلك اليوم الذي نعيشه عيدا وطنيا كل سنة نحن في عيده الثالث والثلاثين.
وأنا في حواري القصير هذا والذي حكت فيه مؤامرة على الفنان أحمد المعطري، من خلال بضع اسئلة جعلتها محصورة على ذلك اليوم فقط الذي استعد له شهرا كاملا كما أوضح، بروفات تتلوها أخرى ليعلوا نشيده الوطني الوحدوي "يا يمني لسنا يمنين"، وانت تمر بهذه الأحرف التي حرصت على أن لا تطول، لأجل تقرأها كاملة، وعيناك شاخصتان ترقبان ذلك اليوم، الوحدوي، الذي أتى ليبقى عيدا ما بقت الأرض والإنسان.. في ثنايا اللقاء ستدهشك حقيقة الوحدة، وكم قدم لها، وتدرك وتستهجن في الآن نفسه، دون أن تبدي له، من يدعوا لأن لا تستمر.
الوحدة اليمنية هي إشارة أو تنبيه وربما تكون ذلك الحافز الكبير، الذي تتبعه الوحدة العربية الشاملة، هذا الاحرف ستؤكد مدى حقيقة هذا القول.. فيما يلي نص الحوار :-

لقاء: هلال جزيلان
* في البداية كيف واكبتم هذا الحدث الوطني المفصلي إعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 90م كفنان وملحن وشاعر له أرثه الطويل منذ أكثر من خمسين سنة؟
** لقد واكبنا إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، وإعلان الجمهورية اليمنية، بأغاني واناشيد وطنية لمجموعة من الفنانين، وضمن أولئك الفنانين كنت أنا والفنان يحيى العرومة، اللذين كلفنا بإعداد نشيدين وطنيين وحدويين يذاعان عند ارتفاع علم الوحدة في عدن، لمواكبة يوم إعلان إعادة تحقيق الوحدة 22 مايو، التي نحن نعيش ذكراها الثالثة والثلاثين.

شهر كامل من الإعداد
* ماذا عن تجهيز تلك الأغنية والإعداد لها؟
** بدورنا تجهزنا وعرضنا النصوص، في صنعاء، وتم الموافقة عليها، وبعد ذلك توجهنا إلى عدن أنا والأخ الفنان يحيى العرومة، قبل إعلان تحقيق الوحدة في 22 مايو بحوالي شهر واحد، وبدأنا في حينه نجري البروفات على الأعمال الفنية الوحدوية الأولى تلو الأخرى، حتى انجزناها تماما، إلى يوم 22 مايو، وتم بث الأغنية أو النشيد الذي كان من أدائي والحاني، ومن كلمات الشاعر محمد الرقاص، وبالتحديد في عصر ذلك اليوم، لأن إذاعة بيان الوحدة كان في هذا الوقت، وقد كانت كلمات هذه الأغنية الوطنية كما توضحها الأبيات التالية التي ستخلد ما خلد الوطن والإنسان:
مرحى بالوحدة مرحى بالوحدة مرحى
يا يمني لسنا يمنيين
يمن واحد لسنا اثنين
ابدا لا لسنا شعبين ابدا لا لسنا شطرين ابدا لا لسنا يمنيين
فلتحيا فلتحيا الوحدة ...مرحى بالوحدة ..مرحى بالوحدة
قسما لن نتراجع عن مبدأنا يا خير وطن
لن نخضع للتشطير لن تتفرق صنعاء وعدن
سيظل اليمن واحد.. واحد والتاريخ شاهد
وسيبقي الجيل الصاعد يشدو بلسان واحد
ابدا لا لسنا يمنيين .
ابدا لا لسنا شطرين
فلتحيا تحيا الوحدة ..مرحي بالوحدة مرحى بالوحدة
هي هذه أول أغنية كانت مع ارتفاع علم الوحدة اليمنية لأول مرة، في عدن وكنا حينها في استيديو تلفزيون وإذاعة عدن، وعندما ارتفع العلم، برفقة تلك الأغنية الوطنية، المذيعين والمخرجين في إذاعة وقناة عدن بكوا من الفرح، اختلطت دموع أعينهم بقهقهة الفرحة، بذلك اليوم الذي لا يمكن أن يضاهيه أي يوم، ومن أولئك الإعلاميين الأستاذ القدير محمد رشيد وهو مخرج كبير في تلفزيون عدن، وهو الذي تولى إخراج أناشيد الوحدة أو أغانيها.

كأي شخص
* ما الشعور الذي عشته سيادة العميد في تلك اللحظات بينما علم الوحدة لأول مرة يرتفع وأغنيتك الوطنية ترافقه؟
** شعوري شعور، كأي شخص يمني وحدوي، ولا يختلف شعوري عن أي شخص وحدوي ولو كنت صاحب الأغنية تلك المصاحبة لإعلان إعادة تحقيق الوحدة، لأن الناس جميعا كانوا في قمة الفرحة، والبهجة والسرور، فبربك من الذي لم يفرح بهذا المنجز الذي انتظره اليمنيون طويلا.

لدي الكثير
* هل لديك أناشيد وحدوية أخرى غير هذا الذي رافق إعادة إعلان تحقيق الوحدة؟
** لدي أكثر أناشيد وأغاني وطنية عن الوحدة بعد قيامها، أي أن هذا النشيد الوحدوي المصاحب لإعلان الوحدة وارتفاع علمها، ليس الأول ولم يكن الأخير، فضلا عن الأغاني المختلفة عن الوحدة التي غنيتها، أيضا كتبت كثيرا عن الوحدة، ومما كتبته عن الوحدة بعد تلك اللحظات شعرا كالتالي:-
يا وحدة الشعب نحو العلا
تسيرُ بكل شموخ إلى
ذرا المجد خلف الرجال الأولى
هبوا لليمن حبهم والولاء
فتلك الرجال وإلا فلا
ونشيد آخر:
أيا ارض بلقيس هيا اطربي
ويا ارض كل الدنا رحبي
لوحدة شعب عريق أبي
هو مهد كل فتى عربي ..إلخ
فيا وحدة النصر والظفر
أيا وحدة المنجزات اشمخي
فداك دمي وأبي وأخي
ومن قطرات الدم
أرخي لكل غيور عليك أبي
وكل فتى وحد الوطن
بعزم الشباب الذي آمن
بوحدة شعب عريق أبي ..إلخ

* هناك يقال بأن مقابلة أجريت معك في تلفزيون عدن في نفس اليوم الوحدوي ماذا عنها؟
** ومن المفارقات يضيف الفنان بأن المذيعة الأستاذة القديرة أمل جلهوم أجرت معه لقاء لقناة عدن في نفس يوم 22 مايو، يوم إعادة تحقيق الوحدة، وفي نفس المقابلة أظهرت القناة نفس النشيد الذي أذيع مع بيان إعلان الوحدة.

أغاني وطنية عدة
* هل لك أناشيد أخرى تخص الوحدة؟
** لدي أغاني أو اناشيد وطنية الوحدة ضمنها، وليست تعني الوحدة فقط، كما أن لي أناشيد وأغاني وطنية كتبتها وإلى الآن لم تسجل.
* بما أنك صاحب تلك الأغنية التي أذيعت مع إعادة إعلان تحقيق الوحدة ونحن نعيش عيدها الـ33 ما الذي يستوقفك قوله؟
** الآن عادت بي الذكرى إلى سنة 1990، عندما أعلن إعادة تحقيق الوحدة، والجدير ذكره في هذه المناسبة أن هناك اناشيد، كان قد سبقت قيام الوحدة، لأن الفن والأدب هو السباق وهو من يطالب السياسيين، بأي شيء في صالح الوطن، وهو من يشحذ الهمم، فمثلا الوحدة مصير وقدر الشعب، وهي هدف من أهداف ثورة الـ26سبتمبر، وهي أيضا هدف من أهداف الحزب الاشتراكي اليمني، ومن تلك الأغاني التي سبقت قيام الوحدة هي النشيد الوطني حاليا، وأيضا أغنية أيوب وتوحدنا شمالا وجنوبا، هذه غنيت قبل الوحدة، وأغنية لعلي الأنسي، أي الفن سبق السياسيين، في المطالبة بالوحدة، وإن كان قد بدأت المطالبات في اجتماعات عام 1970، في عدد من عواصم عربية، أي أن الوحدة لم تكن سهلة ولم تأت من قرار واحد، أي أنها تحققت بناء على محادثات، ولقاءات وحوارات مستمرة، وكانت من المفترض ان تتحقق في 1976 لكن هضمت، وكان المعدان لها في حينه إبراهيم الحمدي، وسالم ربيع علي.
رسالة الفن كبيرة، لأن الفن يعبر عن لسان حال الشعب، فما يريده الشعب، يعبر عنه الشاعر بالقصيدة والفنان بالأداء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا