محليات

محافظ ذمار لـ «26سبتمبر»: لن نقبل بالتدخل الخارجي في القضايا التي تمس الوحدة اليمنية

محافظ ذمار لـ «26سبتمبر»: لن نقبل بالتدخل الخارجي في القضايا التي تمس الوحدة اليمنية

قال محافظ محافظة ذمار، محمد ناصر البخيتي، " إن تحقيق الوحدة. اليمنية لم تكن بدوافع سياسية وانما بدوافع شعبية بين أبناء الشعب اليمني"،

مؤكدا أن تواجد القوات الأمريكية في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن بهدف الاستحواذ على حقول الثروات والهيمنة على الممرات البحرية بالسيطرة على الجزر الهامة.
وأضاف البخيتي أن أمريكا وبريطانيا تسعى لإبقاء اليمن في مرحلة اللا حرب واللا سلم، مبينا أن صنعاء لن تقبل باستمرار تلك المرحلة إلى ما لا نهاية وستجبر السعودية والإمارات على تحقيق السلام.
وأشار إلى أن محاولة تقديم السعودية نفسها كوسيط للتنصل من المسؤولية الأخلاقية في الحرب على اليمن، ولتضمن استمرار تدخلها في القرار السياسي لليمن.
وتطرق البخيتي إلى عدد من القضايا الوطنية، في الحوار التالي:

حوار : فهد عبدالعزيز
< دعنا نبدأ الحديث عن دور دول التحالف في اعاقة تحقيق السلام باليمن بعد عام من التوقيع على الهدنة؟
<< شروط تحقيق السلام معروفة متمثلة بإنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وانسحاب القوات الأجنبية من المحافظات المحتلة بالإضافة ايضا إلى تعويض اليمنيين عما لحقهم من أضرار نتيجة العدوان الوحشي الذي لم يكن له أي مبرر.
الشعب اليمني تعرض لجرائم الابادة الجماعية للنساء والاطفال، والتدمير للبنية التحتية طيلة 8 سنوات أمام ومرأى العالم، وعملية تحقيق السلام يجب أن تلبي تطلعات الشعب اليمني المشروعة ولن يتم التنازل عنها، لأنها استحقاقات ضحى من اجلها الآلاف وقدموا ارواحهم من أجل العزة والكرامة والتحرر من الوصاية وتحقيق والاستقلال من الهيمنة الخارجية على بلادنا.
المجتمع الدولي يعرف ويدرك جيدا شروط تحقيق السلام في اليمن ولن نقبل الالتفاف عليها مهما كان الثمن ستظل مواقفنا ثابتة لا حياد عنها، لأن الشعب اليمني يمتلك قضية عادلة وتعرض لمظلومية وسط تخاذل وصمت كل دول العالم وتواطؤ أممي مع من أفرطوا بالقتل والتدمير.
نحن دعاة للسلام ونسعى لتحقيق السلام في اليمن ينعكس على الارض والإنسان، وليس تحقيق السلام على الطريقة التي يريد أن يفرضها الامريكي والبريطاني والفرنسي علينا، لأننا احرار ولن نقبل أن يكون قرارنا السياسي السيادي مرتهنا لأحد.

استمرار التدخلات
< لماذا تحاول السعودية تقديم نفسها كوسيط وهي طرفا رئيسيا في الحرب على اليمن؟
<< هناك العديد من الأسباب، منها محاولة تنصل السعودية من المسؤولية الأخلاقية في العدوان المباشر على اليمن والعالم يعرف ذلك، من العيب أن تقدم نفسها وسيطا بعدما ارتكبت أبشع الجرائم الجماعية بحق المدنيين ودمرت مئات المنازل على رؤوس ساكنيها جلهم من النساء والأطفال، وفرضت إلى جانب الدول المشاركة في الحرب الحصار الجائر على الشعب اليمني، واسهمت في خلق أسوأ كارثة إنسانية بالعالم ونفذت مخطط تدمير الاقتصاد الوطني ونهب الثروات الوطنية وتحويل عائداتها إلى البنوك السعودية وغيرها من التآمرات التي لا زالت تحاك اليمن ارضا وانسانا.
لهذا محاولة تقديم السعودية نفسها كوسيط من جهة ثانية ضمان لها استمرار التدخل في القرار اليمني التي فقدت دورها كوسيط منذ أن إعلان الحرب على اليمن بلسان وزير خارجيتها عادل الجبير باللغة الإنجليزية من العاصمة الأمريكية واشنطن.
الحقيقة التي نؤكد عليها أن اليمن أصبح لديه القدرات المختلفة للرد على العدوان للسنة التاسعة، وبالتالي السعودية طرف في الحرب ولا يمكن التوصل إلى حل طالما أحد أطراف الصراع يدعي أنه ليس طرفا فيها وكأنه لا يعرف من أين كانت تنطلق الطائرات التي قتلت ابناء الشعب اليمني ودمرت مؤسساته.
مواقفنا ثابته وشروط تحقيق السلام واضحة وجلية، ولن يتحقق إلا السلام المشرف الذي يلبي طموح الحاضر ومستقبل اليمن.

التدخلات الأمريكية
< ما الذي تحمله التصريحات الأمريكية البريطانية الأخيرة وانعكاسها على السلام في اليمن؟
<< التصريحات الامريكية الأخيرة تهدف إلى التنصل من المسؤولية المباشرة في شن الحرب على اليمن التي لم تكن مجرد حربا يمنية داخلية على الإطلاق، إنما هي حربا إقليمية ودولية على الشعب اليمني وليس كما يدعون ويسوقون مصطلحاتهم أنها حربا داخلية، هذا الشيء غير صحيح لأننا في مرحلة ما بعد الحوار الوطني كنا نحن اليمنيين على وشك التوصل إلى حل بعد أن أدركت القوى والمكونات والأحزاب السياسية اليمنية لا يمكن لأي طرف حسم المعركة السياسية أو العسكرية لصالحه وهذه القناعة كانت موجودة بعد ثورة 2011م، إلا أن التدخل الخارجي بقيادة أمريكا وبريطانيا وادواتها بالمنطقة دفع بعض الأطراف الداخلية الرهان والاستقواء بالخارج لقلب الموازين لصالحه لأقصاء الأطراف الأخرى.
وبالتالي مشاكل الأزمة في اليمن وكذلك في الإقليم لم تعد تعبر عن أزمة يمنية داخلية ولا عن أزمة إقليمية بقدر ما هي تعبير عن أزمة دولية سببها الرئيسي التدخلات الأمريكية التي تسعى لإضعاف الدول العربية والإسلامية لاستمرار الكيان الصهيوني، وعليه نؤكد أنه بمجرد أن ينتهي الدور الأمريكي ستحل كل المشاكل ليس في اليمن فحسب، بل في كل الدول العربية والإسلامية.

الاستحواذ على الثروات
< ما دلالة التصريحات مع التحركات الأمريكية البريطانية في جنوب وشرق اليمن؟
<< قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، كان الأمريكيين موجودين كقوات عسكرية في العاصمة صنعاء وقاعدة العند بلحج وعدن، وكان حينها السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لليمن في تلك المرحلة، ولكن بعد ثورة 21 سبتمبر، تم طرد القوات الأمريكية من صنعاء وبقية المناطق اليمنية بعد أن أيقنوا وأدركوا عدم امكانهم التواجد في اليمن.
ولكن بعد الحرب على بلادنا في 26 مارس 2015، عادت بعض القوات الأمريكية إلى المحافظات المحتلة لتعزيز تواجدها بهدف الحصول على مناطق نفوذ عسكرية كما هو حاصل في سوريا من أجل التحكم بالقرار اليمني واستمرار استحواذ دول تحالف العدوان على حقول النفط والغاز والهيمنة على المنافذ البرية والبحرية المهمة والسيطرة على الجزر والممرات المائية أيضا.
من خلال الزيارات الأمريكية المعلنة أمام وسائل الإعلام بصحبة بعض المسؤولين في السلطات المحلية التابعة للتحالف هناك لتطويع الشعب اليمني على ثقافة القبول بالأمريكيين كأصحاب قرار ووجود عسكري يرضون به في الواقع.
وعليه نوكد أن الوضع في اليمن يختلف تماما، ولن نسمح بالبقاء لأي قوات أجنبية في بلادنا سواء كانت امريكية أو سعودية وامارتية وبريطانية، وهذا هدف وحق مشروع للشعب اليمني لتحرير أراضيه واستعادة سيادته الوطنية على المحافظات المحتلة من الهيمنة الأجنبية وتحقيق الاستقلال الكامل والشامل.

وحدة واستقلال اليمن
< هل هناك علاقة بين مشروع تقسيم اليمن مع ظهور عدد من القضايا في جنوب وشرق اليمن؟
<< ما يجب أن يدركه الجميع أن تحقيق الوحدة اليمنية لم تكن بدوافع سياسية وإنما بتوجهات ودوافع شعبية بين أبناء اليمن، حتى أنه عندما بدء الحراك الجنوبي وكانت هناك مطالبات بـ"الانفصال" بعد 2011، توحد الشعب اليمني تحت عنوان تغيير النظام.
كانت التظاهرات في عدن أقوى من صنعاء وتعز ووصل عدد القتلى في عدن قرابة 20 قتيلا، بينما لم يتجاوز القتلى في تلك المرحلة بصنعاء وتعز عدد الأصابع، وتخلى أبناء المحافظات الجنوبية عن ما يسمى استعادة الدولة ورفعوا شعار تغيير النظام.
وهنا تجلى وعي الشعب اليمني بإدراكه أن المشكلة ليست في مفهوم وقضية الوحدة كقيمة دينية وحضارية، بل كانت المشكلة مع النظام القائم على البلاد.
وكما حصلت تجاوزات في عام 1994م أيضا تكررت التجاوزات بعد ثورة 2011م، بعد أن عمل الخارج والنظام السابق على الالتفاف على الثورة والمبادرة الخليجية التي عطلت كل شيء واعادت تقاسم السلطة والثروة بين أركان النظام السابق، وبالتالي كان هناك رد فعل تجاه الوحدة لأن التجاوزات التي ارتكبها "الانتقالي الجنوبي" وهو من يحمل شعار "الانفصال" أكدت للجميع بأن الوحدة ضرورة، اليوم معظم المحافظات الجنوبية والشرقية اليوم تقف إلى جانب الوحدة.
نحن نحترم مطالب أي مكون سياسي يمني من حقة طرحها على طاولة الحوار، وبالمقابل لن نقبل بأي تدخل خارجي في أي قضية من القضايا التي تمس وحدة اليمن واستقلاله ونوكد ان تحركات "الانتقالي" أوجدت قناعات لدى الكثير على ضرورة الوحدة الوطنية واهميتها بالرغم أن هناك من يرفع شعار "الانفصال".

التحرك الفاعل
< أمام ما يحدث.. كيف تقيم مستوى الوعي العام لدى أبناء الشعب اليمني وما الذي يجب؟
<< أدركت دول تحالف العدوان أنه لا يمكن تحقيق مصالحها في المحافظات الشمالية من اليمن، الذين باتوا يدركون خطورة الدور السعودي والإماراتي ومن يقف خلفها أمريكا وبريطانيا، واتساع حالة الوعي الشعبي بتلك المشاريع التي اصبح الجميع يدرك خطورتها بعد 8 سنوات من الحرب والحصار لاسيما الاخوة في المحافظات الجنوبية بعد ذهاب دول العدوان السيطرة على جزيرة سقطرى وغيرها من الجزر وإغلاق مطاري الغيضة في المهرة والريان في حضرموت شرقي اليمن وتحويلها لقواعد عسكرية أمريكية بريطانية واسرائيلية، وتفخيخ تلك المناطق بالمليشيات والفصائل المسلحة متعددة الولاءات.
المطلوب في الوقت الراهن هو التحرك الفاعل والواعي من أجل توحيد جهود الشعب اليمني لاستعادة سيادته واستقلالية قراره السياسي.

نار تحت الرماد
< ما التوقعات للصراع الإماراتي السعودي في جنوب وشرق اليمن؟
<< ليس غريبا أن يظهر صراع المصالح بين السعودية والإمارات في المحافظات المحتلة، لأن تحالفهم في الحرب على اليمن كانت لحاجة لحظية، ولم يكن بدوافع أخلاقية كما يدعون، بهدف السيطرة والاستحواذ لتحقيق رغبات جهات خارجية.
حقيقة نحن نتوقع مثل هذا الصراع والوصف الدقيق للوضع الراهن، هناك نار تحت الرماد وسياتي اليوم الذي يظهر فيه هذا الصراع للعلن خصوصا وأن هناك صراع تاريخي بين السعودية والامارات، كما هو معروف اقتطاع السعودية أراضي واسعة من الإمارات عبر اتفاقية جدة في العام 1974، حصلت الإمارات على الاعتراف بها كدولة، مقابل استحواذ النظام السعودي على مساحة كبيرة من الأراضي الغنية بالنفط في المنطقة الحدودية بين البلدين.
حتى بعض الاتفاقات لم يتم تنفيذها بشكل كامل من قبل السعودية فيما يتعلق بتقاسم بعض حقول النفط، أضف إلى ذلك أن هناك توجهات جادة لدى السعودية لإيجاد بدائل محلية للمنطقة الحرة في دبي، خصوصا أن الاقتصاد الإماراتي يعتمد على السوق السعودي ويعتبر من أهم الأسواق له، ولذلك تسعى السعودية إيجاد مناطق حرة وسياحية تنافس الامارات، لكن نحن ما يهمنا هو استعادة سيادة واستقلال اليمن وخروج القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية أي كان جنسيتها وعدم تدخلها في اليمن وهذا ما يهمنا في هذه المرحلة.

مشاريع تآمرية
< على ماذا يراهن العدو في المرحلة الراهنة؟
<< العدو الخارجي استغل من بعض المشاكل والقضايا الداخلية في تحقيق أطماعه ودفع البعض في الداخل على تنفيذ مشاريعه التآمرية تحت مصطلحات ومسميات مخادعة، فهو يراهن على استمرار العداء بين أبناء الشعب اليمني وتغذيتها تحت مسميات مختلفة الهدف منها تقسيم اليمن وتمزيقه إلى كانتونات صغيرة لتحقيق مصالحه الاقتصادية والعسكرية، وهذا لن يحدث اطلاقا وهناك رفض شعبي كبير في تلك المناطق، تجلى من خلال المقاطعة لما يسمى مشاورات "الانتقالي" التي عقدت في عدن، وما يحدث من تحركات للمكونات الحضرمية التابعة للسعودية.
تظل مواقفنا وايدينا ممدودة بجدية من أجل العمل على حل مشاكلنا الداخلية جميعا، ونحن منفتحين على الحلول التي ترضي جميع الأطراف تحت سقف الثوابت التي تم التأكيد عليها في سيادة واستقلال اليمن ووحدة أراضيه.

مجرد أدوات
< كيف تتوقع حال المكونات السياسية المؤيدة للعدوان من الذكرى الـ33 للوحدة اليمنية؟
<< قرار المكونات السياسية التي ايدت العدوان على اليمن ليس بيدها شيء، مجرد أدوات لا يوجد لديها امتدادات وحاضنات شعبية مثل حزب الإصلاح وبقية الأحزاب، بالإضافة إلى الانتقالي لتبدو هي في الحلقة الأضعف لأن القرار بيد الخارج، فما بلك بالمدعو رشاد العليمي الذي ليس له امتداد شعبي.
جميعنا يدرك ويعرف جيدا أن العليمي تم تعيينه من قبل محمد بن سلمان، مع ذلك يدعون بأنه "لرئيس الشرعي"، ومع ذلك هناك قناعة لدى الجميع بأنه لا يمثل أي رقم، مجرد صورة وهذا ما نشاهده على أرض الواقع مجرد من ابسط الصلاحيات في عدن الذي سبق وأن اعترف بأن مجلسه لا يمتلك سوى غرفتين بالإيجار جوار قصر معاشيق، سبق وأن تم طرده أكثر من مرة، وبالتالي نحن ليس بحاجة لمنعه من الاحتفال بالوحدة في عدن من أجل أن يدرك أبناء الشعب اليمني بأنه لاشرعية لأولئك، ولا يمتلكون أي سلطة وهذا الشيء معروف للجميع.

الخروج من الورطة
< هل تتوقع تحقيق السلام في اليمن؟
<< طبعا دول تحالف العدوان تختلف في توجهاتها نحو تحقيق السلام في اليمن، حيث اصبحت السعودية والإمارات تدركان جيدا أن شن الحرب على اليمن لم يكن في صالحهما اطلاقا، وهي تعمل على الخروج من الورطة، لكن المشكلة أن أمريكا وبريطانيا لا تزال تعتقد بأن تحقيق السلام ليس في صالحهم.
 لذلك تحقيق السلام في اليمن، أصبح مصلحة يمنية سعودية امارتية وللمنطقة بشكل عام، واستمرار الحرب لم تعد تمثل مصلحة سعودية امارتية ولا حتى لأمريكا وبريطانيا، لذلك تعتبر أمريكا وأن قبلت الهدنة استمرار الحرب في هذه الظروف لم تكن في صالحها ولا تعتبر السلام ليس في صالحها، لذلك فهي تدفع إلى ما يسمى اللا حرب واللا سلم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا