محليات

مدير الصحة في مديرية مجزر بمحافظة مارب لـ" 26 سبتمبر": ايجاد مستشفى ريفي يمثل أولوية للتخفيف من معاناة الأهالي

مدير الصحة في مديرية مجزر بمحافظة مارب لـ" 26 سبتمبر": ايجاد مستشفى ريفي يمثل أولوية للتخفيف من معاناة الأهالي

قال مدير فرع مكتب الصحة العامة والسكان في مديرية مجزر بمحافظة مأرب، الدكتور محسن الشريف: "إن أولويات الاحتياجات الصحية والطبية بالمديرية تكمن بإنشاء مستشفى ريفي

يخفف من معاناة المرضى، الذين يضطرون الانتقال إلى الجوف وصنعاء".
وأضاف الشريف أن مرتزقة التحالف نهبوا بعض المرافق الصحية وتركوها خاوية، أثناء عملية تحرير المديرية.. وتطرق الشريف إلى كارثة انتشار مخلفات قوى تحالف العدوان في مختلف المناطق بالمديرية، معتبراً إياها حرباً مفتوحة تهدد الأطفال والنساء على حد سواء.

لقاءات: محمد العلوي
* حدثنا عن واقع الصحة في مديرية مجزر بعد تحريرها من سيطرة مرتزقة التحالف؟
** قبل الحديث نرحب بصحيفة "26سبتمبر" ونشكرها في متابعة وإيلاء قضايا الصحة العامة الاهتمام الكبير في مختلف المحافظات ومنها المديريات المحررة في محافظة مارب.. باختصار شديد جدا، مديرية مجزر تم تحريرها في فبراير من العام 2020م، وكان الوضع الصحي شبه معدوم تماماً، لم نجد ثلاجة واحدة في المرافق الصحية لتقديم خدمة التحصين للأطفال، كان يضطر الأهالي نقل أبنائهم من أجل التحصين والتطعيم إلى محافظة الجوف، لعدم وجود هذه الخدمة في المديرية كاملة، وقس بقية الخدمات الصحية من ابسط الأشياء المقدمة للأطفال.. للأسف الشديد وجدنا بعض المرافق الصحية خاوية تمامًا، بسبب تعرضها للنهب بشكل كامل، لا يوجد فيها أبسط الأشياء، مستلزمات لتقديم الخدمات الصحية مثل وحدة درب الأشراف ووحدة ملاحاء تعرضتا لنهب محتوياتها بالتزامن مع فرار عناصر المرتزقة، وسيطرة الجيش واللجان الشعبية على مناطق من المديرية.

الرعاية الصحية
*ما الذي تم تنفيذه للتخفيف من معاناة المواطنين؟
** بفضل الله وتوفيقه استطعنا خلال السنتين الماضيتين توفير5 ثلاجات لعدد خمسة مرافق صحية تعمل بالمنظومة الشمسية وتوفير كامل اللقاحات بشكل مستمر، ساعد ذلك في انتظام وتحسين تقديم خدمات التحصين بالمديرية وتنفيذ 4 حملات للنشاط الايصالي التكاملي كل عام وتوفير اللقاحات الروتينية بالمرافق الصحية بشكل مستمر، وتغطية العزل والقرى البعيدة عن المرافق الصحية.
حيث تم تشغيل مركز السحاري، والوحدة الصحية في حصون آل حميضة خلال العام الماضي 2021، بتدخل من البنك الدولي، واستهداف المناطق البعيدة التي تنعدم فيها الخدمات الصحية عبر العيادة المتنقلة خلال العام نفسه بدعم من منظمة اليونيسف، اسهمت في تخفيف معاناة المواطنين والوصول إلى معظم القرى والمناطق البعيدة.. وخلال العام الجاري تدخلت المؤسسة الوطنية ضمن مشروع الاستجابة الطارئة بدعم من منظمة اليونيسف في مركز السحاري ووحدة الصلب، في مجال الصحة العامة والتغذية بالمديرية لا يزال المشروع مستمراً، بمتابعة وجهود حثيثة من الأخ مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور علي ناصر دعبوش، الذي يولي القطاع الصحي بالمديرية جل اهتمامه لتقديم الخدمة للمواطنين الذين هم بحاجة ماسة لها.

استقبال الحالات
* ما جاهزية المرافق الصحية لتقديم الخدمة الطبية والعلاجية للمرضى؟
** يوجد في المديرية مركز صحي وأربع وحدات صحية فقط، يغطيها 32 كادرًا من الكوادر، بينهم طبيب عام في مركز السحاري بالإضافة إلى فريق طبي متكامل يستقبل جميع الحالات المرضية، اما بقية الوحدات الصحية فهي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية في "صحة الطفل، التحصين، التغذية، صحة الأمهات"، وفق الإمكانات المتاحة، إلى جانب العيادة المتنقلة التي تغطي المستويات البعيدة للمرافق.. تم توفير بعض الأثاث والمستلزمات الطبية لبعض المرافق الصحية بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمرضى في مجال الرعاية الصحية الأولية، ومنها التدخل في مركز السحاري ووحدة الصلب بشكل كامل من ترميم وتأثيث وتوفير الكادر الصحي بالإضافة إلى الأدوية لجميع الحالات، وهناك وعود بتدخلات قادمة في وحدتين صحيتين إن شاء الله..

تقديم الخدمات
* كم عدد المستفيدين من خدمات الصحة العامة خلال العام الماضي؟
** استطاعت المرافق الصحية بعد سيطرة الجيش واللجان الشعبية على المديرية أن تقدم الخدمة الصحية الطبية والعلاجية للمواطنين لأكثر من 10243 مستفيدا من كافة فئات المجتمع، منهم ما يقارب 5695 مستفيداً من المترددين على المرافق الصحية بشكل عام، بالإضافة إلى عدد 2929طفلا وطفلة استفادوا من خدمات الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب حالات سوء التغذية للأطفال بعدد 1619 حالة، منها 590 حالة سوء التغذية حادة وشديدة "SAM"، خلال الفترة من يوليو 2021 ـ أكتوبر 2022م.

أمراض الطفولة
* ما الأمراض والأوبئة المنتشرة في المديرية وكيف يتم مواجهتها؟
** من أبرز الأمراض والأوبئة بمديرية مجزر في مقدمتها انتشار حالات سوء التغذية الوخيم والمتوسط بين الأطفال التي تم تسجيل عدد 1619 حالة، تليها الاسهالات المائية نتيجة تلوث المياه وانعدام مشاريع مياه الشرب، والأمراض المزمنة "السكر والضغط"، بالإضافة إلى الالتهابات التنفسية والملاريا والمسالك البولية والربو، يتم مواجهتها بحسب الإمكانات المتوفرة في المرافق الصحية.
عبء كبير
* ماذا عن توفير الادوية لمرضى الامراض المزمنة؟
** حقيقة نحن في إدارة الصحة بالمديرية نسعى جاهدين إلى توفير أقصى حد من الأدوية الخاصة بمرضى الأمراض المزمنة، وهناك عبء كبير يقع على عاتق وزارة الصحة مع استمرار الحصار المفروض على ميناء الحديدة، وتخفيض نسبة كبيرة من المساعدات الصحية الدولية، انعكس ذلك على أداء الخدمات الصحية في كافة المحافظات.
اما مستوى تغطية المديرية بأدوية الامراض المزمنة في الوقت الحالي تم تغطية علاج السكر للنوع الأول من فيلات الانسولين، اما ادوية الضغط لا يوجد ولم يتم توفيرها من المنظمات العاملة في المديرية أو من وزارة الصحة، للأسباب المذكورة.

مستشفى ريفي
* أين تكمن معاناة الأهالي في الوقت الراهن وما أبرز احتياجات الصحة بالمديرية؟
** طبعا مديرية مجزر مترامية الأطراف، تحتاج الكثير من الخدمات في القطاع الصحي يأتي في مقدمتها خلال المرحلة الراهنة إنشاء مستشفى ريفي متكامل بالمديرية لاستقبال الحالات الطارئة والحوادث بما يخفف من معاناة المرضى، الذين يضطرون الانتقال إلى الجوف وصنعاء، أحيانا كثيرة تبوء محاولاتهم في اسعاف المرضى بالفشل وسط الطريق، خصوصا وان مركز السحاري وبقية الوحدات الصحية، تقدم خدمات الرعاية الأولية، وسط انعدام سيارة إسعاف لنقل الحالات الحرجة.
كما تحتاج بعض المرافق الصحية للترميم والتأثيث والتدخلات العاجلة بسبب تعرضها كما ذكرنا آنفا للنهب وافتقار معظمها للمستلزمات والمعدات والأجهزة الطبية الأساسية، وتوفير الأدوية لا سيما أدوية الأمراض المزمنة، وتقديم الحوافز المالية للعاملين في المرافق الصحية يشكل ضمانا لاستمرار تقديم الخدمة.. كذلك تكمن الحاجة الضرورية لاستمرار العيادة المتنقلة لتغطية العجز في المرافق الصحية للمناطق البعيدة، مراعاة لظروف المواطن المعيشية جراء التنقل والمخاطر المحدقة بهم بسبب الانتشار الواسع لمخلفات قوى تحالف العدوان من الألغام والقنابل العنقودية وغيرها من القذائف التي تشكل تهديداً حقيقيًا لحياة المواطنين.

الحرب المجهولة
* على ذكر مخلفات قوى التحالف.. ما حجم التلوث في المديرية؟
** للأسف الشديد تمثل مخلفات مرتزقة التحالف في المديرية حربا مجهولة ومفتوحة على أبناء المديرية المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء من الرعاة وغيرهم، حيث حصدت تلك المخلفات عدداً من الضحايا في عدد من الأماكن أدت إلى مقتل 8 مواطنين بينهم أطفال، وتدمير سيارتين تابعة للأهالي.. هناك الكثير من المناطق الملوثة بالمخلفات من الألغام والقذائف وغيرها من الأجسام المتفجرة، في مناطق "محزام العطف، وادي ملاحاء، فرضة نهم، القويرة، تلبس"، وتم مناشدة الجهات ذات العلاقة بسرعة إرسال فرق لتطهير تلك المناطق حفاظًا على أرواح المدنيين من أبناء المديرية، لكن للأسف دون جدوى, وعبر صحيفتكم نجدد المناشدة براءة للذمة أمام الله انطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه أبناء المديرية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا