محليات

المحلل العسكري العميد الركن علي غالب الحرازي لـ" 26 سبتمبر ": اليمن بقيادتها وجيشها ولجانها هي الرقم الأهم والأقوى

المحلل العسكري العميد الركن علي غالب الحرازي لـ" 26 سبتمبر ": اليمن بقيادتها وجيشها ولجانها هي الرقم الأهم والأقوى

عن قضايا عسكرية ذات بعد جيوستراتيجي جاء هذا الحوار السريع مع أحد أبرز القادة العسكريين.. وهو محلل  عسكري يرصد ويتابع ويقرأ أبعاد ما يجري في ميادين القتال والمواجهة..

هذا الحوار أجريناه مع العميد الركن علي غالب الحرازي حول مستجدات وتطورات الموقف العسكري.. فجاءت هذه الخلاصة:

حوار : العزي الجماعي
> بداية.. نود أن تحدثونا عن تطورات الموقف العسكري بعد هذه الهدنة؟
>> القوات المسلحة واللجان الشعبية قد أثبتوا جدارة في المرابطة والصمود في تحقيق الانجازات العسكرية وعندما شعر العدوان أن الانكسارات والهزائم تحيط بهم من كل جانب ولذلك لجأوا الى طلب الهدنة وقد تفهمت القيادة الثورية والقيادة السياسية للمطلب الإنساني لأبناء شعبنا اليمني ونزولاً عند الرغبة الشعبية في مواجهة العديد من الاستحقاقات الإنسانية رغم أن الهدنة استقلت من قيادة تحالف العدوان لرد النفس والى إعادة تنظيم صفوفهم المبعثرة التي انهارت تحت ضربات قواتنا في العديد من المواقع والجبهات القتالية.. ولهذا من المؤكد أن القيادة العسكرية الكفؤة والمقتدرة ممثلة بوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان القائد اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري قد اتخذت الإجراءات والتدابير اللازمة التي تهيئ القوات المسلحة للقيام بدورها على ردع العدوان وكسر شوكته وتدمير إمكاناته..
وما أود أن أشير هنا إليه أن الهدنة ينبغي أن تكون لها مردود شعبي ونتائج لمصلحة الوطن والشعب.. لأن استمرار الحصار الخانق ومحاولات فرض واقعاً مزرياً على مطاراتنا وموانئنا وعلى اقتصادنا الوطني مسألة يجب عدم السكوت عليها ويجب الضغط للخروج بما يفيد الشعب والوطن..
> كيف تقرأون المراوغات العدوانية التي يقوم بها نظاما الرياض وأبو ظبي تجاه الوطن والشعب اليمني؟
>> نظاما بني سعود وبني نهيان وكيلان للصهاينة ومن يدور في فلكهم، ولهذا فإنه لا ينتظر منهما خير وإنما هما صانعا أزمات ومراوغات ومؤامرات فهم من أنتج ما يسمى المجلس الرئاسي، وهما من يجريان هيكلة لما يسمى المجلس الانتقالي، وهما من يبقيان الأوضاع في وضع هلامي ليتسنى لهما الانفراد بحضرموت والمهرة وسقطرى.. وهما من يقودا حملات شعواء وعداء سافر في الجوف ومأرب.. وفي ذات الوقت هذان النظامان يوجهان كل عبثهما الى "تعز" المحافظة التي كانت منتجة للتقانة والإبداع التي تحولت جراء هذه المناورات والمؤامرات الى بؤرة لكل المشكلات بما فيها مشكلات القتل العبثي والمجاني واشغالها بدوامة من الفوضى المنظمة والمنفلتة.. هذه واحدة من مراوغات العدوان الذي له أهداف مريبة ذات بعد قريب وذات بعد بعيد ومستقبلي.. وندعو الجميع الى تفويت فرصة العبث بالمقدرات اليمنية الوطنية ذات البعد الجيوسياسي والإستراتيجي..
> كيف ينبغي أن تفرض معادلة عسكرية يمنية لكسر العدوان والحصار؟
>> هذه الحرب العدوانية والعبثية والقومية لها معادلة واحدة قوية ومؤثرة.. هي معادلة الردع القوي والفاعل.. الردع الذي يحول دون توحش هذه القيادة العدوانية المأفونة التي تمادت وتتمادى في تخادم غريب مع الصهاينة.. بل أنها قيادة مندفعة الى التصهين أكثر من الصهاينة أنفسهم، ولا يجد أي محلل عسكري تفسيراً لها غير أنها قيادة فاقدة لأي آهلية، وتعرضت للإنهاك الذاتي أخلاقياً وقيمياً وهي تعوض عن هذه الحالة النفسية المريضة بالبحث عن "زعامات" تخدم الصهاينة وتنصاع لهم كل الأنصياع ولذلك فإن الصواريخ الباليستية الدقيقة هي المعادلة العسكرية الأكثر أهمية لإجبار قيادة تحالف العدوان على القبول بما تمليه عليهم القيادة الثورية والقيادة السياسية.. ولهذا الصواريخ الباليستية أهدافها في العمق من بلدان وعواصم دول العدوان.. كما أن الطيران المسيّر الذي يشهد تطورات مهمة مهيأ للعب دور عسكري قتالي مؤثر لاسيما وأن انكشف العجز الفاضح للسياسة الدفاعية للنظامين السعودي والإماراتي.. وعجز الداعم الأمريكي الذي أصبح يقف في موقف عجز فاضح أمام ضربات قواتنا الصاروخية وطيراننا المسيّر..
> زيارة بايدن الى جدة.. فشلت عسكرياً.. وتعدت... أوهام تشكيل "ناتو عربي".. كيف تقرأ ذلك؟
>> زيارة بايدن.. عانت من الفشل المبكر.. ولأول مرة تظهر الإدارة الأمريكية بهذا المستوى من الضعف والهشاشة ومن التردد والاضطراب.. وهذه الزيارة بدأت بوادر فشلها بصورة مبكرة قبل أن تبدأ.. ثم جاءت بتلك الصورة المتردية.. لأسباب عديدة أولى هذه الأسباب أن محور المقاومة وعلى رأسها قيادة صنعاء.. قيادة ثورة البناء والتغيير والاستقلال إرادة وقراراً ومواقف كان هذا المحور في أقوى موقف واستعصى على الاختراق الذي كانت تسعى إليه واشنطن وتل أبيب ولندن ومعهم الأعراب الأذيال من نظامي الرياض وأبو ظبي.. وذهبت زيارة بايدن في أدراج الرياح.. وترسخ مفهوم الانتصار الحقيقي.. انتصار الإرادة الحرة.. إرادة المواجهة والقرار الوطني السيادي بدءاً من الأقليم وانتهاءً بالمحليات الوطنية..
اليمن كانت العنوان الأبرز في هذه المنطقة الجغرافية التي وضعت هي معادلة جديدة يصعب على دول وعواصم العدوان ان تتجاوزها..
> كلمة أخيرة نختتم بها هذا اللقاء السريع؟
>> نقف إجلالاً وتقديراً لأرواح الشهداء ونقرأ على أرواحهم الطاهرة الفاتحة وندعو الله أن يجزيهم خير الجزاء وأن ينصر المجاهدين الأبطال من أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية والأمن والمخابرات.. إنه سميع مجيب.. وأن يدعم الرجال المؤمنين بالنصر والتمكين.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا