المحلل العسكري العميد الماوري لـ" 26 سبتمبر ":القرصنة البحرية .. عمل مخابراتي أمريكي بامتياز

في خضم التحديات الأمنية والعسكرية وفي إطار القراءة المطلوبة للأحداث ودواعيها وتطوراتها وحساباتها ينبغي ان نعود الى استقراء هذه الأحداث

من خلال شخصيات أمنية وعسكرية تعيش لحظات التحدي وتوغل في بعض تفاصيلها .. في هذا الحوار السريع مع  العميد أنو ر الماوري المحلل العسكري نطل على مجريات عديدة من الأحداث والتحديات..

حاوره : العزي الزراعي
* من المفتتح من هذا الحوار دعنا العميد أنور الماوري نقرأ بعض المستجدات وتأثيراتها أمنيا وعسكرية وجيو سياسياً؟
** في البدء اسمحوا لنا ان نرفع التحايا والتقدير الى رمز هذه الأمة العظيمة ألا وهو السيد القائد الرمز السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائد الثورة قائد المسيرة القرآنية..وعنوان التحدي والصمود والواجهة ضد قوى الصهيونية الإقليمية والصهيونية العالمية.. ونبارك له صدق الثبات وصدق المقاصد الخيرة المباركة وهو يقود شعبنا اليمني المسلم المؤمن المكافح نحو مرافئ الأمن والأمان والعزة والكرامة ونود ان نعبر لهذا القائد الحكيم والعظيم عن مدى اعتزاز امتنا وشعبنا بقيادته رغم كل المصاعب والتحديات وكثير منها اصطنعها الأعداء والمغرضون والحاقدون.. أما عن قراءتي للأحداث والمستجدات فإن واقع الحال المعايش والمشاهد يوحي بالكثير.. فهو واقع تحديٍ.. دوافع مواجهة بين الحق وبين الباطل.. بين المؤمنين الصادقين المجاهدين وبين قوى الارتهان وقوى العمالة والخيانة وبإذن الله الحق منتصر, وتشهد بذلك جبهات القتال وميادين المرابطة والثبات فمثلاً: عاصمة العدوان والمؤامرات الرياض وكذا أبو ظبي قد سعت قدر جهدها وقدر أموالها القذرة ان تتبنى إطاراً سياسياً مشبوهاً -الذي اصطلح اطلاق مسمى عجيب المجلس القيادي السياسي- وانتدب إليه ثمانية من الأتباع الانبطاحيين المشهود لهم بالولاء المشبوه للنظامين السعودي والإماراتي وارتهانهم واضح وجلي وهم موضع سخرية وازدراء جاؤوا خلسة من الزمن وعلى حين غفلة وأعلن عن تسميته واسمه وأعلن إشهاره في ليل دامس وبعد دسائس عديدة وإزاحات وإبعاد وتهديدات وإجبار وإكراه حتى يظهر مثل هذا الكيان المشبوه وغير الشرعي وفي الوقت الضائع كما يقال..
والهدف من إنشائه.. أولاً إلقاء تبعات الحرب العدوانية واستمرارها على هذه المجلس المسخ المجلس (الثمن) أي عدد أعضائه ثمانية وهو مجلس حرب وأعضاؤه عناصر أمنية ومخابرات وقيادات مليشاوية.. إذن.. الأمور لا تبشر بخير إطلاقاً وإنما الأمور في غاية التعقيد.. أراد السعودي والإماراتي ان يدفعا بالأمور إلى مرحلة تأزيم جديدة ومن المؤسف أنهم اختاروا لها مرحلة تهدين اي صناعة هدنة هشة مليئة بالخروقات والأعمال الاستفزازية.. وهذا ما خلصت به فترة الشهرين المسماة هدنة..  مع أن القيادة الثورية والقيادة السياسية والقيادية العسكرية تعاملت مع هذه الهدنة بكثير من الرقي والاهتمام والصبر الاستراتيجي .. وتقبلت على مضض كل الخروقات من أجل إنجاح اي مسعى حقيقي للسلام والاستقرار من أجل هذا الشعب المؤمن المسلم المكافح المرابط في سبيل الله وفي سبيل دينه.. والوضع العسكري هادئ إلى حد ما.. ولكن يشوبه الحذر وتسوده الخروقات المتعمدة ضد الجيش واللجان وضد الشعب الصامد الثابت..
وما زال الحصار خانقاً.. ويكاد العدوان يخنق ميناء الحديدة وكل الموانئ التي يديرها المجلس السياسي الأعلى.. في حين سمح ببعض حركة في مطار صنعاء وهي حركة محدودة ومضغوط عليها..
في حين هناك احتيال واضح من قيادة العدوان بشأن هذا الملف الإنساني الشائك.. وفي الفترة القريبة المنصرمة أجرت دول العدوان ومتحالفوها أكبره مناورة عسكرية وأمنية على مرمى حجر من مياهنا الإقليمية..
* نود.. عميد  أنور الماوري أن تحدثونا عن الجريمة المنظمة.. وفي الألوية الإرهاب وتفريعه وتفريخة وعن دور العدوان في هذا المضمار؟
** الإرهاب والجريمة المنظمة وجرائم غسيل الأموال والتهريب وغيرها من الجرائم .. أهم داعميها ورعاتها قيادات وعناصر محسوبة على دول العدوان.. ولذلك المسؤولية تقع بشكل كامل على العدوان وعلى البيئة التي أوجدها العدوان وجعلها بيئة حاضنة للإرهاب وللجرائم المنظمة.. ومنها غسيل الأموال والتهريب والأضرار بالبيئة وبالموروث البيئي للساحل الغربي لليمن وبدءا من رأس العارة وعدن ووصولاً إلى ميدي وحيروت.. وتعلم مخابرات العدوان ما قامت وما تقوم به من تفريخ بيئات حاضنة للإرهاب والإهاربيين.. بل أن العناصر الإرهابية تسرح وتمرح تحت رعاية بعض الرموز القيادية العدوانية..
ويدرك ذلك السفير السعودي والسفير الإماراتي وهم يرعون ويدعمون المد الإرهابي ويساندون في الخفاء العناصر الإرهابية من القاعدة وداعش وهذه ليست من الأمور الخفية فهاهي معلومات المخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية على اطلاع كامل بهذا الملف وهي تدعم الإرهاب, ولكنها تدعي أنها تحارب الإرهاب.. وهذه إستراتيجية أمريكية وغربية لإيجاد الذرائع والمبررات لتدخلاتها العديدة والسافرة..
*هل صحيح ان الساحل الغربي لليمن وكذا الساحل الشرقي الافريقي هي المجال التي تنشط فيه ومن خلاله المنظمات الإرهابية؟
** بكل تأكيد.. فالملفات المخابراتية الأمريكية والبريطانية والصهيونية والفرنسية حافلة ومتخمة بهذه الأعمال وداعميها وأساليبها وتمويلها ...إلخ هذه القضايا وهي أوراق تلعب بها كيفما تشاء ومتى ما ارادته وحسب كل أجندة مطلوبة.. ودعني أؤكد لك هنا القاعدة وداعش صناعة أمريكية بريطانية فرنسية صهيونية بامتياز وتخدم سياسات هذه الدول والأنظمة والقيادة العسكرية الأمريكية هي من تسهل تنقلات هذه العناصر وهي من توفر لها الملاذات الآمنة وتسهل لها حركتها بين ضفتي البحر الأحمر وتحديداً في الجنوب ونعني جنوب البحر الأحمر..
* هل تعتقد ان القرصنة في البحر الأحمر عمل مسيس وتظهر عندما تؤشر الى ذلك المخابرات الأجنبية وتحديداً الأمريكية البريطانية والصهيونية؟
** القرصنة البحرية عمل معقد جداً ويرقى إلى ان يكون عملاً مخابراتياً بالدرجة الأولى.. والقيام بهذا العمل يحتاج إلى إمكانيات ويحتاج إلى معلومات استخباراتية عالية وواسعة وحركة السفن المستهدفة ودوافع إبحارها..
ولذلك القرصنة عمل اجرامي ارهابي خطير بحاجة إلى قدرات استثنائية جداً وهذا لا يتوفر إلا لوكالات استخباراتية عالية المهنية والقدرات اللوجستية الكبيرة والمتعددة ولذلك فإن القرصنة هي عمل استخباراتي امريكي بريطاني صهيوني لفرض معادلات معينة ولتدويل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.