محليات

رغم الاستهداف الممنهج لمرافقه الطبية وكوادره:المستشفى العسكري.. الإنجاز في زمن التحديات

رغم الاستهداف الممنهج لمرافقه الطبية وكوادره:المستشفى العسكري.. الإنجاز في زمن التحديات

العميد د. نجم الدين لـ« 26 سبتمبر »: نعمل بروح المسؤولية وكادرنا اثبت انه محل فخر واعتزاز للوطن
منهجية العطاء والبذل هدف سامي وغاية نبيلة لا تتحقق إلا على ايدي قادة عظماء وهبوا انفسهم لله اولاً ثم اوطانهم وابناء شعبهم

وبهذه المنهجية نالوا شرف الريادة في صنع المعجزات في زمن العدوان والحصار المفروض على بلادنا..
المستشفى العسكري العام بصنعاء صرح طبي شامخ وجامع خاض بإدارته الكفوءة وكادره الطبي غمار التحديات والمواجهة في ظل استهداف مباشر وقصف مركز على منشآته وطقومه الطبية وفرقه الميدانية وعياداته الخارجية التي استهدفها طيران العدوان ونسفها بشكل كلي الى عدوان آخر متزامن مع اول غارات للعدوان تمثل بسحب الكادر الطبي والتمريض الأجنبي والوطني لإخلاء المستشفى نهائياً واصابته بالشلل وهنا تظهر معجزات الله ونصره وتأييده فماهي إلا ساعات وفاض المستشفى بالكادر الصحي والتمريضي من شرفاء الوطن الصامدين لاستقبال جرحى الجيش واللجان الشعبية والمصابين من المدنيين..
ومع مرور 7 اعوام من العدوان شهد هذا الصرح الطبي زخماً متنامياً من العمل التمريضي والتحديث والتطوير والجانب الأكاديمي والتدريبي جميعها ناقشناها مع العميد دكتور عباس نجم الدين مدير عام المتستشفى العسكري العام بصنعاء الذي منحنا من وقته المزدحم فرصة للحوار كانت بدايته ما يلي:

حوار: مقدم نبيل السياغي
> العدوان والحصار أمعن في استهداف القطاع الطبي بشكل عام والقطاع الطبي العسكري بشكل خاص في هذا الجانب حدثونا عن ذلك؟
>> أولاً: الحمد لله والصلاة و السلام على منقذ البشرية من الظلمات إلى النور سيدنا محمد صلوات  الله عليه وعلى آله وأصحابه المنتجبين.
والحمد لله الذي أيدنا بنصره وأمدنا بجنده التي لا نراها ببصرنا ولكننا ندركها ببصيرتنا وبقلوبنا الواثقة بالله سبحانه وتعالى والذي سخر لنا جنوده في السماوات والأرض وأمدنا بالثقة والنصر وثبت قلوبنا في حرب وحشية ظالمة وضارية حرب من  أقوى حروب العصر حيث تكالبت أقوى منظومة للشر على بلد يصنف بانه من أفقر شعوب العالم اقتصادياً ولكنه أعظم الشعوب شموخاً وعزةً وإرادة فهيهات أن يهزموا شعباً مثل الشعب اليمني.
تكالبت على اليمنيين حكومات وجيوش عديمة الضمير وبائعو الإنسانية فرضوا حصاراً اقتصادياً وحرباً جوية وبحرية وبرية بالإضافة إلى الحرب الجرثومية واستخدموا في هذه الحروب احدث الأساليب وأحدث الأسلحة المتطورة.
وهنا تتجلى عظمة رحمة الله وقوة الله بنا في صمودنا وفي عزتنا وفي نصرنا فحمداً وشكراً لله أولاً ثم أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى سيدي ومولاي قائد المسيرة القرآنية السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظ الله ورعاه) وإلى قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأستاذ المشير/ مهدي المشاط رئيس الجمهورية
قائد القوات المسلحة وقيادة وزارة الدفاع ممثله بالأخ اللواء الركن/ محمد ناصر العاطفي ورئاسة هيئة الأركان ممثلة باللواء الركن/ محمد عبدالكريم الغماري لما يولونه من اهتمام بالجرحى واهتمام بالكادر العامل على خدمة الجرحى في جميع المستشفيات بصورة عامة والمستشفى العسكري بصورة خاصة .
وبالنسبة لسؤالكم عن تقييم الأداء في القطاع الصحي بشكل عام والعسكري بشكل خاص ومدى الأضرار التي لحقت به .... فيكمن القول أنه بمجرد ما بدأت الحرب على اليمن كانت متزامنة بحيث تزامنت الطلعات الجوية لطيران العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني مع حرب أخرى وجهت ضد القطاع الصحي بصورة عامة والعسكري بصورة خاصة تظهر في موقف بعض السفراء في اليمن والذي وجهوا انذاراَ صارماً ليس للأجانب الذين يعملون في المستشفيات العسكرية بسرعة تجهيز أنفسهم لمغادرة اليمن وإيقاف العمل بالمستشفيات كما قام وبدون سابق إنذار بسحب جميع العاملين من كادر تمريضـي وعملياتي في غضون نصف ساعة من المستشفيات العسكرية وذلك بهدف احداث إرباك وشلل تام للعمل الطبي في المستشفيات.
غير أن ثقة الشعب اليمني بالله وإيماننا المطلق بأن الله سبحانه وتعالى هو مرجعنا وملاذنا قد هيأ لنا الأسباب ولم تمض 24 ساعة إلا والمستشفيات العسكرية تفيض بالكادر الصحي من تمريض ومساعدي أطباء وتمريض عادي من كادر طبي من أبناء الشعب اليمني الصامد المناضل ،أليس هذا نصراً من الله تعالى؟
كذلك قامت قوى الشر والظلام وعبدة الشيطان بقصف المنشآت الطبية  المدنية في مناطق كثيرة منها مستشفى عبس ومستشفيات ومراكز تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود وكذلك مجمع العيادات الخارجية للمستشفى العسكري المركزي بصنعاء بالإضافة إلى  فرض حصار خانق ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والذي أدى إلى حدوث حالات وفاة لمرضى الفشل الكلوي بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة حجز هذه المواد في الموانئ من قبل قوى العدوان بالإضافة إلى نقص المشتقات النفطية من مادة البنزين والديزل والتي أثرت سلباً على العمل في القطاع الصحي العام في جميع المستشفيات حيث أدت إلى حدوث انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي نتيجة توقف مولدات الكهرباء التابعة لهذه المنشآت وهذا أثر سلباً على العمل الطبي وكانت له نتائج خطيرة تظهر في حدوث حالات الوفاة في الغسيل الكلوي وتوقف العمل في مراكز عديدة للغسيل الكلوي وخروج معظم العنايات المركزة وأقسام العمليات الجراحية عن العمل في معظم المنشآت الطبية.
كما ان الحصار الاقتصادي أدى إلى حدوث كارثة إنسانية أخرى حيث أن توقف وخروج بعض الأجهزة التشخيصية الهامة مثل:
الرنين المغناطيسـي وأجهزة الأشعة المقطعية وأجهزة تشخيصية أخرى بالإضافة إلى أجهزة حساسة بالعمليات الجراحية والعنايات المركزة وعدم القدرة على توفير قطع غيار لها بسبب الحصار الاقتصادي وهذا أثر بصورة كبيرة على العمل في المنشآت الطبية باليمن.
> دور المستشفى العسكري خلال فترة العدوان؟.. وما قدمه من خدمات طبية علاجية للمجاهدين المقاتلين من أبطال الجيش واللجان الشعبية وكذا المصابين المدنيين الأطفال والنساء جراء القصف الهمجي للعدوان؟
>> رداً على سؤالكم.. فقد عمل المستشفى العسكري المركزي للقوات المسلحة بصنعاء منذُ بداية العدوان على توحيد الصفوف في كادره العامل من أطباء وممرضين وفنيي عمليات وأشعة وتخدير وإداريين بحيث قام بتكثيف الورديات في العمل على استقبال الجرحى من مختلف الجبهات بالإضافة إلى الجرحى المدنيين أثر القصف العشوائي لطيران العدوان على الحارات وعلى التجمعات المدنية من أسواق وصالات عزاء ومدارس ومساكن.
أصبح المستشفى العسكري يعمل وكأنه خلية نحل بحيث تم تقسيم العمل على الجميع، وكان الجميع يعملون بروح المسؤولية وبروح الفريق الواحد وقد أثبت كادرنا أنه محل افتخار واعتزاز وأنا أقولها شهادة حق أن معظم الكادر الطبي والإداري بالمستشفى العسكري أثبتوا أنهم رجال موقف.
فكلمة شكر أوجهها لجميع أخواني واخواتي وزملائي العاملين في هذا الصرح الطبي الشامخ، كما لا يفوتني أن أنوه إلى أن المستشفى العسكري قد قام بتجهيز الفرق الطبية الميدانية على بعض جبهات القتال وسهام في تزويدهم بسيارات الإسعاف وأيضاً تدريب الكادر الطبي المشارك في القتال في مختلف الجبهات.
> ما الانجازات الطبية التي حققها المستشفى خلال فترة العدوان؟
>> يمكن القول أن المستشفى العسكري استقبل عدداً كبيراً من مختلف الجبهات وأيضاً من مناطق القصف العشوائي على المدنيين للتجمعات والحارات المدنية.
وبالنسبة للعمليات الجراحية التي أجريت للجرحى الواصلين للمستشفى العسكري خلال فترة  العدوان من 27/3/2015م وحتى 26/3/2022م فهي (32079) عملية كبرى و(8374) عملية صغرى.
> ندرة الأدوية والمعدات الطبية والأجهزة بسبب الحصار.. كيف استطاعت إدارة المستشفى التعامل معها؟
>> هناك متطلبات واحتياجات كثيرة جداً في المستشفى العسكري حالياً ينقصه أجهزة تشخيصية هامة جداً منها خروج جهاز الرنين المغناطيسـي عن الجاهزية وكذلك جهاز الأشعة المقطعية وهما جهازان هامان جداً يحتاجهما العمل الطبي وبصورة متواصلة وقد قامت إدارة المستشفى العسكري ولازالت بمتابعة إصلاحها والتواصل مع الجهات ذات العلاقة لإصلاح هذين الجهازين الهامين جداً عند استقبال الجرحى وفي عملية التشخيص والعلاج.
كذلك هناك أجهزة هامة قد خرجت عن الجاهزية ولم نستطع توفير قطع الغيار المناسبة لها بسبب الحصار الاقتصادي ونقص الإمكانيات ومنها (بعض أجهزة التخدير)، إضافة إلى ذلك تم انشاء قسم طوارئ جديد وقد راعينا اثناء انشائه توفير جميع المتطلبات من غرف عمليات صغرى وغرفة إنعاش قلبي رئوي وغرفة عزل  كما أننا بصدد تجهيز مكان خاص بجهاز أشعة مقطعية ملحق بقسم الطوارئ الجديد بالإضافة إلى قسم العناية المركزة خاصة للطوارئ، غير أننا إلى الأن لم نستطع توفير الآلات والمستلزمات الطبية لهذه المرافق الحيوية الهامة وحالياً نسعى جاهدين إلى توفير مثل هذه المتطلبات وعلى تواصل مستمر بالجهات المعنية.
بالنسبة للأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية فإن إدارة المستشفى تسعى جاهدة إلى توفيرها وبصورة دائمة وذلك من خلال الرفع إلى الجهات المعنية والتي هي بمثابة الأم المغذية لجميع المستشفيات العسكرية بجميع الاحتياجات، بالإضافة إلى ذلك فإن إدارة المستشفى العسكري تسعى لتوفير مثل هذه المتطلبات من خلال التواصل مع وزارة الصحة العامة والتي بدورها لم تبخل يوماً بتزويدنا بما تستطيع تقديمه لبعض الأدوية.
> "سؤال غفلنا عن ذكره وتريدون طرحه وتوضيحه والحديث عنه؟
""هناك أسئلة عديدة غير أن أهمها هو سؤال هام ربما لم يخطر على بالكم وهو بعدما استهدف طيران العدوان قصف مجمع العيادات الخارجية
> كيف استطعتم توفير مكان للعيادات الخارجية ؟
وأنا أجيب عن سؤالي هذا بالقول أنه وبالرغم من أننا اوجدنا مكاناً خاصاً صغيراً ومتواضعاً لبعض العيادات في مستشفى القوات الخاصة بالإضافة إلى فتح عيادات هنا في المستشفى العسكري إلا أنني أرى أن هذا لا يفي بالطلب من قيادة وزارة الدفاع ان يعيدوا بناء مجمع العيادات الخارجية بسعوان ليصبح صالحاً لتقديم خدماته للمرضى المترددين على المستشفى وبأعداد هائلة جداً أو محاولة إيجاد مكان للعيادات الخارجية للمستشفى العسكري
> "ما هي رؤيتكم وخططكم المستقبلية في تأهيل الكادر الطبي وتطوير المنظومة الطبية في المستشفى  ؟
""يوجد لدينا الجانب الأكاديمي يتبع الشؤون الأكاديمية و يعتبر المستشفى العسكري مركزاً تدريبياً رئيسـياً لأطباء البورد العربي والدكتوراه والماجستير وتدريب طلاب البكالوريوس للجامعات الطبية لأغلب المجالات والتخصصات الطبية ولدينا في المستشفى لجنة للتعليم الطبي المستمر وهي لجنة تتبع الشؤون الأكاديمية مهمتها مساعدة العاملين في المجال الطبي على الحفاظ على كفاءتهم ومعرفة المزيد عن المجالات  الجديدة والمتطورة في مجال عملهم وتطوير المهارات اللازمة لتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية متطورة للمرضى من خلال إقامة الدورات الطبية وورشات عمل عن طريق التدريس وطرق البحث العلمي والمؤتمرات الطبية وورش العمل وكذلك التدريب الطبي الفني للكادر الصحي كما تم انشاء مكتبة الكترونية تضم قواعد بيانات للتعليم الالكتروني، تهدف الشؤون الأكاديمية للتأكد ومتابعة الكادر الصحي للمستجدات في تخصصه وتمنية مهاراته بصورة مستمرة وتقديم نموذج متميز ورائد في تنفيذ البرامج التدريبية للتعليم الطبي المستمر من شأنه تطوير المعرفة الطبية بأسلوب تعليمي راقي.
"رسالتكم التي تريدون توجيهها عبر "26سبتمبر"؟
""أتقدم عبر صحيفتكم الموقرة بخالص الشكر والتقدير والعرفان إلى قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة المباركة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله ورعاه) وأقول له أن جميع العاملين في المستشفى العسكري للقوات المسلحة من كادر طبي وفني وتمريضـي وإداري ندين لهم بالشكر والتقدير والعرفان لما نلمسه منهم من اهتمام بنا وبمعاناتنا فنحن متأكدون وواثقون بأنهم قريبون منا، لذلك نقول لهم ثقوا بأننا جنودكم المخلصون في جميع الظروف.
كما أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى رئيس الجمهورية اليمنية ورئيس وزارء حكومة الإنقاذ لما يولون من اهتمام قضايا المستشفى العسكري المركزي بصنعاء، وكذلك قيادتنا في وزارة الدفاع ممثلة بالأخ اللواء الركن/ محمد ناصر العاطفي وكذلك رئاسة هيئة الأركان العامة ممثلة باللواء الركن/ محمد عبدالكريم الغماري ورئيس هيئة الإسناد ومدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية.
وفي الأخير أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى صحيفتكم الموقرة ورئيس تحريرها وجميع العاملين فيها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا