محليات

مدير جمعية النبراس الصحية الدكتور عبدالحق الأشول لـ « 26 سبتمبر»:ارتفاع الحاجة إلى إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات إلى 120 ألف عملية خلال 2022م

مدير جمعية النبراس الصحية الدكتور عبدالحق الأشول لـ « 26 سبتمبر»:ارتفاع الحاجة إلى إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات إلى 120 ألف عملية خلال 2022م

  أوضح الدكتور عبد الحق سعد صالح الاشول مدير عام جمعية النبراس الصحية

أن مشكلة العمى في اليمن من المشكلات المؤرقة، وذلك بحسب الاحصاءات والبيانات التي توضح حجم الاحتياج لا جراء عمليات إزالة المياه البيضاء.
 وأشار الدكتور الاشول إلى أن بلادنا بحاجة خلال العام الحالي 2022م  إلى إجراء نحو 120 ألف عملية ازالة المياه البيضاء وزراعة عدسات، بالإضافة إلى عمليات لأمراض أخرى تصيب العيون.
  وتطرق مدير عام جمعية النبراس الصحية إلى جهود الجمعية في مكافحة العمى من خلال اقامة العديد من المخيمات الطبية  المجانية لمساعدة شرائح الفقراء والمحتاجين على إجراء العمليات وتقديم الادوية المجانية للمرضى الفقراء غير القادرين على الوصول إلى خدمات طب العيون سواءً في المستشفيات الحكومية أو في مراكز القطاع الخاص.
 وأضاف أن لدى الجمعية خطة استراتيجية لإنشاء مناطق صحية نموذجية في عدد من المحافظات لتقديم الخدمات الجراحية والعلاجية ضمن نطاق تلك المناطق، ولكن وبسبب الظروف التي تعاني منها البلاد لم تتمكن الجمعية من الاستمرار في تنفيذ تلك الاستراتيجية.
لقاء: عبدالحميد الحجازي
> هل لكم أن تعطوا القارئ الكريم على نبذة عن جمعية النبراس الصحية والحاجة التي دعت لإنشائها؟
>> النبراس أول جمعية صحية متخصصة بمكافحة العمى ورعاية البصر في الجمهورية اليمنية، تم انشاؤها في شهر رمضان المبارك عام 1999م ، وتسعى الجمعية جاهدة إلى تنفيذ العديد من الأهداف منها مكافحة العمى ورعاية البصر والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشرائح المجتمعية غير القادرة على إجراء الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية الخاصة بأمراض العيون.
واستطاعت الجمعية ومن خلال مسيرتها خلال العشرين عاماً الماضية انجاز مسحين طبيين الاول لتحليل طب العيون في العام 2004م والمسح الطبي الثاني في العام 2014م، وكانت نتائجه محل اهتمام من القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
كما يعد العمي في اليمن  من المشكلات الصحية المؤرقة وذلك بحسب الاحصاءات والبيانات التي تم جمعها في آخر مسح أجرته الجمعية في العام 2014م بتمويل من مؤسسة التواصل للتنمية الانسانية وإشراف وزارة الصحة العامة والسكان.. حيث أظهرت تلك البيانات أننا في اليمن بحاجة ماسة لإجراء 75 ألف عملية جراحية في العام الواحد لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بالإضافة إلى العمليات الخاصة بالأمراض الاخرى التي تصاب بها العيون كالمياه الزرقاء والقرنية والشبكية وغيرها.
وبالرغم من الاحتياج الكبير لإجراء عمليات ازالة المياه البيضاء إلا أن ما يتم في الواقع من هذه العمليات لا يتجاوز 6 آلاف عملية تشترك في تنفيذها أكثر من جهة سواءً أكان القطاع  الحكومي بكل مكوناته أو القطاع الخاص ومؤسساته، وبالتالي ستتضاعف وتتراكم أعداد المحتاجين لعمليات ازالة المياه البيضاء، وقد نصل إلى مرحلة حرجة تهدد عدداً كبيراً من اليمنيين بالإصابة بالعمى.

تضاعفت المعاناة
> لكن.. كيف تقيمون واقع خدمات طب العيون باليمن في المرحلة الراهنة؟
>> اليوم ومع تدهور الأوضاع الصحية في بلادنا وقلة الخدمات، وهجرة العديد من أطباء العيون والكوادر الصحية إلى الخارج، تضاعفت معاناة مرضى العيون كثيراً ، فبحسب آخر البيانات التي جمعناها فإن اليمن بأمس الحاجة في العام 2022م إلى إجراء أكثر من 120 ألف عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء ، وهو يعنى أن العدد تضاعف عما كان عليه في العام 2014م مما يلقي بظلال انتشار العمى على المجتمع سواءً من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية وتحمل المواطن أعباء مالية كبيرة لإزالة هذه المياه البيضاء.
ومع ذلك تبذل الجمعية قصارى جهودها بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الخيرية سواءً التي في داخل اليمن أو خارجها، لتنفيذ أكبر قدر ممكن من عمليات المياه البيضاء وزراعة العدسات، حيث تمكنا في العام الحالي 2022م من تنفيذ مخيمين طبيين جراحيين بواقع 1200 عملية جراحية، بالإضافة إلى العمليات الفردية والحالات التي تأتي الى الجمعية وتُقدم لها المساعدات اللازمة والتسهيلات، حيث تتحمل الجمعية تكاليف أدوات العملية وتوفير الكادر الطبي المتخصص لإجراء العمليات.

مراكز جراحية
> كان لديكم في جمعية النبراس خطة استراتيجية لتوسيع نطاق خدمات طب العيون في عدد من المحافظات.. ما مصير تلك الاستراتيجية؟
>> بالفعل لدينا في الجمعية خطة استراتيجية طموحة كنا قد بدأنا في تنفيذها بإنشاء مركز لطب وجراحة العيون في محافظة عدن، وللأسف لم يستمر العمل في المركز بسبب الظروف والمضايقات التي تعرض لها الكادر الصحي في العام 2014م فاضطررنا للتوقف، علماً بأننا ومن خلال المخيمات الطبية التي كنا قد دشنها في عدن لإجراء العمليات الجراحية شبه المجانية، لم يكن يدفع المريض سوى  10 آلاف ريال من تكاليف العملية وتتحمل الجمعية بقية التكاليف، ولكن وبسبب قلة الوعي داخل المجتمع تعرضنا للمضايقات اضطررنا للتوقف.
 وبسبب الظروف التي تعاني منها بلادنا لم نتمكن من الاستمرار في تنفيذ الاستراتيجية المتمثلة في إنشاء مناطق صحية نموذجية لتقديم خدمات طب العيون في عدداً من المحافظات والمناطق، بحيث تغطي كل منطقة من هذه المناطق الصحية عدداً من المحافظات.
ولكن سنسعى إن شاء الله جاهدين مع تحسن الظروف واستقرار الأوضاع على تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجمعية بالتعاون مع شركاء الجمعية من رجال المال والاعمال والمنظمات والمؤسسات ذات الاهتمام لإنشاء المراكز الصحية المتخصصة في مكافحة العمى.
ونسعى أيضاً إلى انشاء مركز طبي جراحي في الحديدة يغطي كل من محافظات الحديدة وحجة وريمة، والمركز الاخر سيكون ان شاء الله في محافظة تعز ليغطي محافظتي إب وتعز، كما سنعود لإعادة تشغيل المركز الطبي الجراحي في عدن والذي يغطي محافظات أبين ولحج وعدن والضالع.. وسنعمل ضمن خطتنا الاستراتيجية على ترسيخ هذا العمل الطبي الجراحي للعيون حتى نتمكن بعون الله تعالى وبالتعاون مع الخيريين داخل المجتمع على ايجاد مؤسسات ومراكز طبية نموذجية للاهتمام بمرضى العيون غير القادرين على الوصول للخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية والمراكز الطبية للقطاع الخاص.

 عبئ كبير
> وماذا عن الكادر الطبي الجراحي في مجال طب العيون؟
>> بلادنا تعاني من شحة في عدد المتخصصين والجراحين من أطباء العيون،  حيث لا يتجاوز عدد أطباء جراحة العيون المتواجدين داخل الجمهورية اليمنية 100 جراح بمعدل طبيب واحد لكل 100 ألف مريض، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة وعبئ غير عادي، كما أن هناك العديد من المستشفيات الحكومية التي تخلو من خدمات وجراحة العيون، لذا فإننا ندعو دائماً في جمعية النبراس الصحية إلى تأهيل الكادر الطبي المتخصص في طب وجراحة العيون.
وفي جانب التدريب والتأهيل تمكنت الجمعية في العام 2018م من تأهيل نحو 70 طبيباً من أطباء البورد من خلال دورة تدريبية اشركنا فيها الكادر المحلي المتميز من أطباء العيون.
وبالنظر إلى خريطة الجمهورية اليمنية في العام 2014م هناك بعض المناطق التي تكاد تخلو تماماً من أي مستشفيات أو عيادات لطب العيون، مثل محافظات المهرة وسقطرى والجوف وريمة مارب، وحالياً لاشك أنه حدث نوع من اعادة التوزيع للخدمات ولكن لازلنا بأمس الحاجة لزيادة الاهتمام بطب وجراحة العيون كونه من المجالات المهمة جداً، وبسبب الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن ان تحدث للمجتمع ولمن يصاب بالعمى، فمن يصاب لا قدر الله بالعمى فسيترك عمله مما يحدث فجوة في الانتاج المحلي ويزيد من نسبة البطالة، نظراً للإعاقة البصرية وحاجة الأعمى لمن يرعاه ويتكفل به، ناهيكم أنه في بعض الاحيان قد يتخلى المجتمع ويبتعد عن المعاق البصري وبالتالي حدوث مشاكل اجتماعية كبيرة وظهور حالات التنافر والحقد والحسد والكراهية داخل المجتمع.

مخيمات مجانية
> فيما يخص المخيمات الطبية التي تنفذها الجمعية لإزالة المياه البيضاء.. ما مزايا تلك المخيمات، وما خطتكم خلال هذا العام؟
>> تمكنا منذ انشاء الجمعية من تنفيذ قرابة 220 مخيماً طبياً مجانياً في عموم محافظات ومناطق الجمهورية، ونفذنا أكثر من 90 ألف عملية وتلك المخيمات مجانية تماماً لا يدفع المريض ريال واحد منذ ان يأتي للمخيم حتى يخرج، كما تعطي الجمعية أدوية مجانية للمريض بعد العملية لمدة شهرين، بالإضافة إلى أن العمليات التي تجريها الجمعية من خلال المخيمات المجانية يشرف عليها كادر طبي متمكن مشهود له بالكفاءة والخبرة والتأهيل العلمي، وعلى رأس هذا الكادر الاستاذ الدكتور عبدالمغني البراق والاستاذ الدكتور مطهر الشاعر، والدكتور محمد الهمداني، والدكتور خالد الشجرة، وغيرهم من الكوادر الطبية المتعاونة مع الجمعية ومنهم الدكتور فؤاد الخياط في محافظة ذمار والدكتور صادق الخطيب في محافظة إب وعدد من الاطباء المتميزين والجراحين .
وفي آخر مخيم نفذناه في شهر مارس الماضي رغم انعدام المشتقات النفطية، في منطقة المزاحين مديرية فرع العدين بمحافظة إب ، تمكنا من إجراء 423 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات ، ولاشك أن الوصول إلى هذه المناطق البعيدة والفقيرة جداً تعد قفزة نوعية جداً ناتجة عن الارادة القوية للكادر الطبي في الوصول إلى هذه المناطق وتقديم الخدمات الصحية لأبنائها .
ولدينا خطة طموحة لتنفيذ 5-6 مخيمات طبية مجانية خلال العام الحالي 2022م نستهدف فيها أعداداً كبيرة من الامراض الفقراء خدمات وجراحة طب العيون.. فندعو الخيرين ورجال المال والاعمال والجهات الحكومية للتعاون ومساندة الجمعية في تقديم خدماتها لأكبر عدد من الفقراء المحتاجين لعمليات إزالة المياه البيضاء.
عامل اساسي
> لماذا ينصب نشاط الجمعية على إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء دون غيرها من أمراض العيون؟
>> يأتي التركيز على إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء لأنها العامل الاساسي في العمى، رغم سهولة المشكلة وسهولة إجراء عمليات الإزالة إلا أن قلة الوعي وعدم إدراك الناس لخطورة هذه المياه وضرورة المبادرة في إزالتها قبل أن تتحول إلى مياه زرقاء تضرب العصب البصري وتصيب الانسان بالعمى التام.
 كما أن المياه البيضاء من امراض العيون المنتشرة في مجتمعنا اليمني بصورة كبيرة سواءً عند كبار السن أو بسبب الاصابات التي قد تحصل للمريض، وهناك حالات لأطفال ولدوا وهم مصابون بالمياه البيضاء وهم أكثر عرضة لتحول تلك المياه إلى الزرقاء إذا لم يتم علاجهم في الوقت المناسب .
في الفترة الاخيرة لاحظنا انتشار أمراض العيون بشكل ملفت بسبب ضعف الحالة الاقتصادية لدى المجتمع، بالإضافة إلى ضعف الوعي، فالمريض يفترض أن يجري فحوصات دورية كل ستة أشهر وخاصة منهم مصابون بداء السكري .
لذا فالمياه البيضاء تشكل معضلة كبيرة، لكن اذا تم اكتشافها في الوقت المناسب وإجراء عملية لإزالتها فيعود المريض إلى حياته الطبيعية وممارسة كل المهام بصورة طبيعية سواءً في الوظيفة والأعمال التي يقوم به ورعاية اسرته وتربية ابنائه.

دور إعلامي
> نظراً لأهمية التوعية بأمراض العيون وتجنب مضاعفاتها.. اين دور الجمعية في هذا الجانب؟
>> تعمل الجمعية على التوعية المجتمعية بأمراض العيون من خلال نشر التوعية عبر وسائل الاعلام وعبر المخيمات الطبية التي تقيمها بين الحين والآخر وفي مختلف المحافظات وكذلك عبر مرتادي الجمعية .
ومن خلالكم نؤكد على أهمية الدور الفعال لمؤسسات الاعلام في جانب التوعية بأمراض العيون، وتبنيها عقد الندوات والحلقات النقاشية، وكذلك استضافة أطباء متخصصين في هذا المجال، أو تحديد برامج خاصة لأطباء العيون يمكنهم من خلالها توعية المجتمع وتقديم النصائح الطبية للمحافظة على سلامة وصحة العيون.

عمل انساني خدمي
> كلمة أخيرة تودون قولها من خلال هذا اللقاء؟
>> نشكركم على هذه اللفتة المتميزة، وندعو القائمين وجهات الاختصاص لتسهيل عمل الجمعية كونه عملاً انسانياً خدمياً يقدم لمختلف فئات المجتمع دون أية محاباة أو مجاملة، فهدفنا الحد من مشكلة العمى المنتشر في اليمن.
كما أوجه رسائل خاصة للهيئة العامة للزكاة ورجال المال والأعمال والجهات الداعمة في المجتمع لدعم مشاريع الجمعية الطبية الصحية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا