محليات

محافظ ذمار محمد البخيتي لـ «26 سبتمبر»:إيقاف الحرب وفق مبدأ السلام المُشرف ومعركة مارب مفصلية

محافظ ذمار محمد البخيتي لـ «26 سبتمبر»:إيقاف الحرب وفق مبدأ السلام المُشرف ومعركة مارب مفصلية

لا نسعى للانفراد بالقرار السياسي ونرحب بعملية سياسية تستوعب الجميع بما في ذلك الإصلاح
 قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله- محافظ محافظة ذمار، محمد ناصر البخيتي: "إن موازين القوى باتت تميل لصالح تحرير اليمن،

وأن المستقبل لمن يدافع عن سيادة الوطن واستقلاله".. مؤكداً أن صنعاء مستعدة لبناء عملية سياسية تستوعب الجميع بما في ذلك حزب الإصلاح.

حوار: محمد العلوي
كيف تقرأ المشهد العسكري والسياسي القادم في جبهة مارب خصوصا بعد تحرير عدد من مديريات مارب؟
يعرف الجميع أن موازين القوى باتت تميل لصالح تحرير اليمن، ضد دول العدوان، وهذه المرحلة بدأت منذ فتنة حجور في حجة إلا أن الحقيقة المؤكدة من واقع المواجهات في الجبهات، أن تحالف العدوان ومرتزقته دخلوا مرحلة جديدة من حالة الإنهيار، بعد انكشاف حقيقة مشروعهم الاستعماري في اليمن لأكثر من ست سنوات من القتل والتدمير والحصار لأبناء الشعب اليمني.
واثبت الانتصارات العظيمة التي حققها الجيش واللجان الشعبية في جبهتي البيضاء ومارب، أن المستقبل لمن يدافع عن سيادة واستقلال اليمن، وعلى كل من ربطوا مصيرهم ومصالحهم بدول العدوان في الخارج، يجب أن يدركوا جيدا بأنهم خارج المعادلة الوطنية، وننصحهم بالعودة إلى جادة الصواب، والوطن يتسع للجميع.

ماذا عن مبادرة السيد عبدالملك الحوثي التي اطلقها بخصوص مارب؟
المبادرة حظت بترحيب قبائل مارب وعبرت عن تطلعاتهم في مختلف الجوانب، وانصفت الجميع، بما في ذلك حزب الإصلاح، لكن المشكلة بأن قرار الإصلاح لم يعد قراره بيده اطلاقا ومبادرة السيد القائد هي لإقامة الحُجة، ووضعت قوات الجيش واللجان الشعبية، في موقف القوة، إلا أن الإصلاح ربط مصيره ووجوده بالقضاء علينا، رغم أنه اصبح فاقداً كافة مقومات البقاء في الداخل.
وعليه نؤكد أننا لا نسعى الإنفراد بالقرار السياسي، نحن على استعداد لبناء عملية سياسية تستوعب الجميع بما في ذلك حزب الإصلاح، الذي للأسف لم يعد التفكير بلغة العقل والمنطق والمصلحة العامة لأبناء الشعب اليمني، لأن قيادات الإصلاح لا يزالوا يهتفون ويمجدون دول العدوان وعلى رأسها السعودية، رغم أنها وضعتهم في قائمة الإرهاب.

لماذا العويل على مارب من سفراء الدول والأمم المتحدة دون الالتفات لمعاناة الشعب اليمني جراء استمرار إغلاق مطار صنعاء ومنع دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة؟
انتهجت أمريكا سياسة تجويع شعوب العالم، واصبح نهجها واضحاً للجميع في سوريا والعراق، حيث قامت أمريكا عبر مرتزقتها في الداخل بالسيطرة على حقول النفط والغاز السوري، وبعد ذلك قامت بإصدار قانون يمنع سوريا من استيراد المشتقات النفطية التي هي شريان الحياة للشعب السوري الشقيق وفي بلادنا اتجهت أمريكا منذ اليوم الأول للعدوان، تمارس نفس السياسة على أبناء الشعب اليمني، في محاولة منها وضعه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الموت جوعاً، أو الخضوع والاستسلام.
 ولم يكن الشعب اليمني جبانا ليستسلم، اتجه للدفاع عن حريته وكرامته وأمنه واستقراره، خيار الانتصار للحرية والكرامة واستعادة اراضيه المحتلة، وثرواته النفطية والغازية المنهوبة لهذا تدرك دول العدوان وعلى رأسها أمريكا أن استعادة مارب، يعني استعادة لثروات الشعب وتسخيرها  لمصلحته وكسر الحصار، فلا نستغرب الصياح والعويل والنعيق حول مارب  من أمريكا، ومن بعض الدول الغربية من الانتصارات التي يحرزها الجيش واللجان الشعبية والاتجاه نحو تحرير بقية مناطق مارب، التي ستكون مرحلة مفصلية في المعركة التي يخوضها الشعب اليمني ضد تحالف العدوان الدولي على بلادنا.

كيف تصف المشهد القادم في المحافظات الجنوبية بعد الإعلان عن وصول قوات بريطانية إلى المهرة شرقي اليمن؟
وصول القوات البريطانية وكذلك الأمريكية والإسرائيلية إلى المحافظات المحتلة، يؤكد ما كنا نحذر منه بأن الهدف الأساسي للعدوان هو احتلال اليمن وفي السابق الكثير من اليمنيين لا يصدقون هذه الحقيقة التي أصبحت صورة واضحة جدا يدركها الشعب اليمني، بل والمرتزقة انفسهم وقياداتهم، ولكنهم للأسف يقاتلون في صفوف العدوان.
والجميع يعرف أن رباعي الاحتلال والعدوان على رأسهم أمريكا وبريطانيا، وادواتهما من السعودية والامارات، يريدون احتلال اليمن، ومن خلالهم بدأت إسرائيل بالظهور علنا وتواجدها في عدن، وكذلك في بعض الجزر اليمنية الاستراتيجية في سقطرى وميون وغيرها.

من جزيرة ميون في مضيق باب المندب مرورا بسقطرى ومطاري الريان والغيضة.. لماذا تركزت الأطماع الأجنبية على تلك المناطق؟
المشروع الأمريكي والصهيوني كبير بالمنطقة العربية واليمن، التي سبق وأن حذر الشهيد القائد مبكرا، وبفضل القيادة الحكيمة للمسيرة القرآنية ادركت أهداف الحرب على بلادنا وأدارت معركة المواجهة منذ البداية، ادراكا من موقع اليمن الجغرافي، الذي يشرف على أهم ممر ملاحي في العالم الذي بإمكاننا الإشراف المباشر على الحركة الملاحية الشرقية أو الغربية لجزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب،  لتصبح بلادنا محل اطماع مصالح قوى الاستكبار  العالمي.
وموقع جزيرة ميون، التي سبق وأن زرتها، تستطيع منها رؤية ضفتي البحر الأحمر من اتجاه اليمن، وكذلك الضفة الأخرى في جمهورية جيبوتي، الذي لم يكن الاهتمام الإسرائيلي بمضيق باب المندب وجزيرة ميون، وليد اللحظة، بل هي اطماع قديمة تسعى للسيطرة على طرق الملاحة الدولية، واتجاه دول تحالف العدوان على بلادنا، تمكين أمريكا وإسرائيل من هذه الممرات الهامة، لتصبح تواجد بوارجها وسفنها الحربية يشكل تهديدا على الملاحة الدولية، سواء تواجدها في تلك الجزر أو في عدن وحضرموت والمهرة وسقطرى.
ويجب أن يدرك الجميع، أن التحكم الأمريكي الإسرائيلي على مضيق باب المندب، يعني التحكم بأهم خطوط الملاحة البحرية الدولية، مع أن الهدف الإسرائيلي لم يكن فقط احتلال فلسطين والبقاء فيها، ولكن الهيمنة على سائر بلدان المنطقة العربية والعالم، لأن الكيان الصهيوني هو كيان وظيفي الهدف مع المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة لذلك لا نستغرب من سعى الكيان للهيمنة على المنطقة وبالذات المناطق الاستراتيجية ومنها مضيق باب المندب.

ابتداء من احتلال المنشآت النفطية والموانئ وما تلاها من طباعة العملة تمخضت الأزمة الاقتصادية.. ما طبيعة الاحتجاجات في الجنوب؟
تشهد المحافظات الجنوبية المحتلة ثورة ضد سياسة التجويع الممنهجة، التي انطلقت من المكلا في حضرموت واشتعلت في عدن، وبعض المناطق، اليوم اصبح الشارع الجنوبي يدرك عدوه الحقيقي، الذي سبق وأن وجهنا رسالة  للمحتجين هناك بأن عداءهم ينبغي أن يتجه نحو من تسبب في هذه المؤامرة، وهي السعودية وحزب الإصلاح، لان من يسيطر على حقول الثروات النفطية والغازية وايراداتها هي السعودية وحزب الإصلاح، ويديرها السفير السعودي في عدن،  وعلي محسن الأحمر، وازلامهم.
ودول العدوان عملت واسهمت بتغذية وإثارة الخلافات والاختلافات بين أبناء اليمن الواحد، واحياء ثقافة المناطقية القبلية بين أبناء المحافظات الجنوبية أنفسهم، وظهر ذلك جليا بالتوجه المعلن للمناطقية عبر الاحتجاجات والتظاهرات بين  أبناء عدن وأبين، ضد أبناء الضالع ويافع، الذي ننصح أن يكون التوجه الصحيح الوقوف ضدي تدمير مقدرات البلد من دول تحالف العدوان، لأن مثل تلك التناقضات والشعارات المناطقية لاتخدم سوى الاحتلال وتطيل بقاءه إذا لم يكن هناك تحركات جادة وموحدة من المجتمع في جنوب اليمن.

هل نستطيع القول إنها بداية لحركة الوعي المحلي ضد التحالف؟
هناك حالة وعي في المحافظات الجنوبية، وهناك توجهات نحو  الإضراب العام وفق الأخبار المتداولة،  وأعتقد أن الإضراب بدأ بالتوجه ضد دول العدوان، لأنها هي من تسببت بكل المآسي والمعاناة للشعب اليمني في الشمال والجنوب على حد سواء،  ولا ينبغي أن نسمح لهم بأن يستغلوا  معاناة المواطنين لإثارة الخلافات فيما بيننا فمثلا عندما نجحت دول العدوان في نقل البنك المركزي وقطع مرتبات الموظفين، قاموا بدفع بعض عناصرهم لإطلاق ثورة ما يسمى "الجياع" ضد من يتصدى للعدوان ويرفض سياسة الحصار وتجويع الشعب اليمني،  أيضا حاولوا تكرار ذلك في المحافظات الجنوبية لكن ما نستطيع قوله هناك حالة وعي وبدأ الغضب يسير في الاتجاه الصحيح.

ما خطورة السيطرة الإماراتية على السواحل الداخلية المطلة على مضيق باب المندب؟
يعلم الجميع، أن أمريكا وبالذات إسرائيل هي غير قادرة على التواجد في الجزر أو في غيرها من المحافظات اليمنية، بدون أن يكون لديهم متعاونون تحت مظلة التحالف وما يسمى "الشرعية" في تواجدها، وعلى بعض مرتزقتها من مليشيا "طارق عفاش"، الذي أصبح اداة بيد الإمارات، هو و"المجلس الانتقالي"،  لذلك نلاحظ الإهتمام الاماراتي بجماعة "طارق عفاش"، أكثر من "الانتقالي"، الذي عليه أن يراجع حساباته قبل أن يأتي اليوم الذي تتركه الامارات، خصوصا مع التسويات التي تحصل بين الدول،  وأن "الانتقالي ليس لديه الإمكانية كما هي لدى "عفاش" من التنازل عن كل شيء، لذلك نحن ننصحهم أن يدركوا مثل هذه الحقائق التي باتت واضحة.

أين وصلت المفاوضات والمباحثات السياسية في إيقاف الحرب على اليمن؟
حتى الآن لاتزال دول العدوان يرفضون مبدأ السلام المشرف الذي يضمن سلامة وكرامة جميع دول المنطقة ويحترم سيادة واستقلال اليمن، لا زالوا يرفضون هذا الأمر، ونحن نتمسك بهذا المبدأ لاستعادة سيادتنا واستقلالنا، وبالتالي لا يمكن أن تتوقف الحرب، لأننا لا يمكن أن نستسلم كما يرغبون وليس أمامهم من خيار الا احترام إرادة الشعب اليمني، دون أي إملاءات خارجية، حينها سيكون هناك جدية في المفاوضات.

مع احتفالات بلادنا بأعياد سبتمبر الوطنية.. كيف سيكون الاحتفال بثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني مع وقوع المحافظات الجنوبية تحت الاحتلال؟
هذا السؤال لابد أن نوجهه لأبناء المحافظات الجنوبية، الذين ضحوا في سبيل تحرير جنوب الوطن من الاحتلال البريطاني، والان لم تعد بريطانيا فحسب، بل أمريكا وإسرائيل وادواتهم من الإمارات والسعودية أيضا وفي هذه المناسبة الوطنية عليهم أن يشعلوا النار من تحت اقدام المحتلين الجدد، وأن يقفوا الموقف الصحيح والقوي إلى جانب من يدافع عن سيادة واستقلال اليمن، لاسيما وأن الأطماع الخارجية تتركز في المحافظات الجنوبية ذات الكثافة السكانية المنخفضة، التي فيها الثروات النفطية والغازية، وبالتالي هم أكثر الخاسرين جراء تواجد الاحتلال، وهم لا سواهم من يدفعون ثمن تواجد الاحتلال، لأن دول العدوان تدرك جيدا بأنها لا يمكن أن تصل لاحتلال صنعاء.

ما رسالتكم لحزب الإصلاح الذين يقاتلون في صفوف العدوان؟
ننصح الأخوة في حزب الإصلاح بأن يراجعوا حساباتهم قبل تحقيق الانتصار الكبير للشعب اليمني، لأنهم  قد يصبحون جماعة وحزب محظور في اليمن، لذلك عليهم عدم تفويت الفرصة ولهذا ننصح الجميع عدم شراء عقارات المرتزقة الذين فروا إلى الخارج أو الذين سيلحقون بهم عما قريب، والباب مازال مفتوحاً للعودة إلى حضن الوطن، ونحن مستعدون طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، مهما كانت أعمالهم في خدمة دول العدوان كما نطمئن الجميع ونؤكد لهم أن هدفنا تحرير مأرب من الغزاة واستعادة ثروات الشعب التي حرم منها، ومن ألقى السلاح من مسلحي التحالف والإصلاح، فهو في أمان له ما لنا وعليه ما علينا، لأن هذه الثروات التي تهيمن عليها السعودية ومرتزقتها هي ثروات لكل أبناء الشعب اليمني.
وكنا ندفع مرتبات كل الموظفين في مختلف المحافظات اليمنية، بما فيهم من كانوا يقاتلونا في الجبهات لأن هذا كان التزام أخلاقي تجاه أسرهم، ولكن عندما نقلوا البنك من صنعاء إلى عدن قاموا بقطع مرتبات الموظفين ليس فقط في المحافظات الحرة، وإنما أيضا في المحافظات المحتلة، وهي سياسة أمريكية بهدف تركيع الشعوب الإسلامية والعربية والحال كما حصل في سوريا ولبنان.

وما الدعوة التي توجهها لأبناء الشعب اليمني سواء في المحافظات المحتلة أو الحرة؟
بعد أن اتضحت كل الحقائق لأبناء الشعب اليمني، لم يعد أمامنا من خيار إلا التوحد تحت راية استعادة سيادة واستقلال الوطن، وعليهم أن يدركوا جيدا أن أنصار الله، لا يسعون للانفراد بالقرار السياسي، وأن انحياز المكونات السياسية إلى جانب مصلحة الشعب اليمني، للعمل سويا على تحقيق مبدأ الشراكة الواسعة وأن المستقبل لمن يقف مع سيادة واستقلال اليمن.

كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا اللقاء؟
أحيي كل المجاهدين في كافة جبهات العزة والكرامة، الذين تركوا أهاليهم وأسرهم، وانطلقوا مدافعين عن عزة وكرامة الشعب، مدافعين عن اليمن الأرض والإنسان، والتصدي للعدوان، لأن هذا العدوان لو انتصر- لا سمح الله- ووصلوا إلى صنعاء وصعدة وذمار، سيرتكبون جرائم لم ترتكب في التاريخ، كما نفذت مع مرتزقتها ابشع الجرائم والانتهاكات الأخلاقية بحق المعتقلين في سجون عدن من قبل الجنود والضباط الاماراتيين والسعوديين لذلك نحن مدينون للمجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية بهذه الانتصارات التي تتحقق، وتحركهم هو دليل على وعيهم وأنهم قد اختاروا الطريق الصحيح حتى تحقيق الانتصار العظيم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا