محافظ ذمار لـ«26سبتمبر»:الصناعات العسكرية غيّرت موازين المعركة
معركة مارب كشفت الارتباط الحقيقي بين تحالف العدوان وعناصر القاعدة وداعش
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محافظ محافظة ذمار الاستاذ محمد ناصر البخيتي، أن ادخال منظومات جديدة من الصواريخ الباليستية والطيران المسير،
غيرت موازين المواجهة مع التحالف لصالح اليمن .. مشيراً إلى جملة من المشاريع والفرص الاستثمارية الخدمية والترفيهية المزمع تنفيذها، بالمحافظة، منها حديقة للحيوان، ومشروع العربات المعلقة في حديقة هران.
ذمار / حوار: فهد عبدالعزيز
تشهد جبهات المواجهة مع تحالف العدوان سواء في الداخل أو ما وراء الحدود انتصارات عظيمة .. ما دور أبناء ذمار في صنع خارطة الانتصارات؟
أبناء محافظة ذمار انطلقوا منذ الساعات الأولى من العدوان على بلادنا إلى مختلف الجبهات، ولازالوا إلى جانب اخوانهم من مختلف المناطق والمحافظات وفي مقدمة الصفوف دفاعا عن عزة وكرامة ابناء الشعب اليمني، وأن عملية التحشيد للجبهات من المحافظة مستمرة حتى تحرير اليمن من رجس الغزاة وتحقيق الانتصار، باعتبارها مسؤولية لا تخص المحافظ ومدراء المديريات وكذلك الجانب الاشرافي، بل الكل معني بالتصدي للعدوان ورفد الجبهات بالرجال والمال حيث قدمت قبائل ذمار قوافل من الشهداء العظماء مثلها مثل بقية المحافظات، ولكن لازلنا بحاجة للمزيد من تعزيز الوعي في ما يتعلق بمواجهة العدوان.
منظومات جديدة
كيف تنظرون إلى تطور الصناعات العسكرية للجيش اليمني بعد ست سنوات ونيف من العدوان؟
من عام لآخر تعاظم مستوى الوعي في أوساط المجتمع عن حقيقة العدوان، والاتجاه بالتوازي مع تطور الصناعات العسكرية وأسلحة المواجهة، الذي ازاح معرض الشهيد القائد عن منظومات جديدة من الصواريخ الباليستية والطيران المسير والألغام البحرية والمدفعية والقناصات محلية الصنع، التي دخلت خط المواجهة دشن من خلالها الجيش واللجان الشعبية مرحلة جديدة من الردع العسكرية، في تغيير موازين القوى لصالح اليمن، باستهداف المنشآت الحيوية الاقتصادية والعسكرية في العمق السعودي، حتى أن البعض لم يعد يدرك أنه لاتزال هناك معارك حامية الوطيس على امتداد الجبهات، واشتدادها بشكل أكبر من السابق لذلك.. على الجميع الادراك أن تصعيد التحالف مستمر، وعلينا مضاعفة التحشيد ورفد الجبهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر.
الكوادر المثقفة
من الذي يتصدر مشهد التحشيد ورفد الجبهات؟
عندما تتعرض أي دولة لعدوان خارجي، كما هو معروف أن من يتصدر معركة المواجهة هي ما نسميها النخب المثقفة سواء من الاحزاب السياسية أو الطبقات المتعلمة والمثقفة، لكن ما حصل في اليمن هو العكس تماما، حيث تصدرت القبيلة المشهد العسكري في مواجهة تحالف العدوان، لأن المجتمع القبلي لم يتلوث بأي ثقافات خارجية سواء كانت مذهبية أو سياسية أو حزبية ضيقة لذلك اسهمت القبيلة بدور كبير جدا في مواجهة العدوان، وتحملت على عاتقها دورا محوريا في الدفاع عن اليمن، في حين معظم من كانوا يدعون الوطنية ويتشدقون بها من معظم النخب السياسية والعسكرية التي كانت متصدرة نظام الحكم ما قبل ثورة 21 سبتمبر، ارتموا في احضان العدوان على بلدهم، لتسجل القبيلة اليمنية تاريخا مشرفا في ميادين التضحية والوفاء لليمن، بتقديم خيرة الرجال من ابنائها شهداء من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن السيادة اليمنية.
حملات تزييف الوعي
طوال السنوات الماضية من العدوان على بلادنا .. هل استطاع تحالف العدوان تحقيق اهدافه؟
تحالف العدوان على مدى السنوات الماضية فشل فشلا ذريعا في السيطرة على اليمن، واصطدم بفولاذ حديدي، واصبح مؤخرا يبحث عن حلول ومخرج حقيقي، بعد أن توصل المجتمع الدولي إلى قناعة تامة بفشل تحالف العدوان على بلادنا .
انكشفت أهداف تحالف العدوان اليوم واصبحت واضحة للجميع، بعد حملات من محاولات تزييف الوعي المحلي للمواطن ، بما في ذلك المحافظات في جنوب الوطن الخاضعة للاحتلال، التي اصبحت نارا تشتعل بالاحتجاجات والمظاهرات اليومية الغاضبة في وجه التحالف و"الشرعية" المزعومة، بسبب الانفلات الأمني وانهيار الخدمات الاساسية، وتردي الوضع المعيشي التي باتت لا تحتمل، وأوصلت الناس هناك لقناعة تامة برحيل التحالف الذي يفرض نفسه عن طريق مليشياته المسلحة، ووعوده الزائفة تحت عناوين مخادعة لا تمت للواقع بصلة.
سياسة الفوضى والإذلال
ما السياسة التي اتبعها التحالف في المحافظات المحتلة؟
شيء مخز ومضحك في آن واحد، كان التحالف هدفه الوصول إلى صنعاء، ولكن بفضل المجاهدين الابطال، يسعى اليوم الاحتفاظ بتواجده في تلك المناطق المحتلة، عن طريق نشر الفوضى ووسائل الاذلال بالفتات من المساعدات الغذائية للمواطنين هناك، وممارسة ضغوطات بعقد اتفاقات بين مليشياته تضمن تواجد قواته وسيطرتها على عدن، بعد إنشاء عدد من القواعد العسكرية في المهرة وسقطرى وشبوة، وتعطيل المطارات، والموانئ اليمنية على امتداد الشريط الساحلي الجنوبي لليمن البعيد جدا عن المواجهات في حين أن معركة مارب كشفت عن الارتباط الفعلي بين عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وجماعة الإخوان المسلمين، وتسخيرهم إلى جانب المرتزقة المحليين بدافع المال لتحقيق الأطماع الأمريكية والبريطانية الصهيونية، التي سخرت النظامين السعودي والإماراتي وجعلت منها أدوات رخيصة من أجل تحقيق مشاريعها في معركة مارب، وبالحرب على بلادنا بشكل عام.
انقسام بين قوى العدوان
ما تقيمك للوضع الميداني في جبهة مارب؟
دعني أضيف إلى ما ذكرته سابقا.. حقيقة كنا لا نحتسب التقدم العسكري الذي أحرزه المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية في جبهة مارب، بل أن التقدم الحقيقي هو الذي تم إحرازه على مستوى الوعي العام للمجتمع، وكيف ظهرت التناقضات بين قوى العدوان متوافقة تقاتل جميعها في خندق واحد، حقائق ظهرت أمام أبناء مارب انفسهم، والشعب اليمني، حتى أن تنظيمي القاعدة وداعش اللذين يعتمدان على تضليل أتباعهم، بانت حقيقتهم أمام أنفسهم، حيث لم يقاتلوننا الآن من أجل قضية، وإنما بدافع الحقد والكراهية، وبالتالي اصبحوا أضعف في المواجهة بجبهة مارب.
جاهزية عالية
بالنسبة للشأن المحلي في محافظة ذمار.. ممكن تحدثنا عن مستوى الأداء الأمني؟
لن أبالغ مطلقا لو قلت أن لأداء الأمني في محافظة ذمار هو الأفضل من بين كافة المحافظات ، طبعا هذا بشهادة وتقييم الجهات المركزية ممثلة بوزارة الداخلية، وبما يلمسه المجتمع المحلي من أبناء المحافظة من نجاحات وأداء أمني استثنائي على أرض الواقع، بفعل الجاهزية واليقظة الأمنية العالية، التي تم ضبط عدد من الخلايا الإجرامية، سواء كانت بدوافع جنائية و إجرامية، أو بدوافع تخدم اجندات ومصالح العدوان، تم القبض على الكثير منها، بما في ذلك عدد من المضبوطين بجرائم وقعت خارج نطاق المحافظة، وهذا شيء محسوب لأمن ذمار من التفاعل والتنسيق المتكامل بالرصد والمتابعة في تنفيذ المهام مع بقية الأجهزة الأمنية بالمحافظة وبقية المحافظات.
استثمارات ترفيهية
ماذا عن المبادرات المجتمعية التي أطلقتها قيادة السلطة بالمحافظة. وما طبيعتها؟
هناك توجه من قبل القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، ومن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط، تقتضي بضرورة الاهتمام بالمبادرات المجتمعية وتنفيذها بالشراكة مع الجهات الرسمية، لأن موارد الدولة أصبحت محدودة جدا، وانطلاقا من هذه التوجهات، وادراكا منا لأهمية ودور المجتمع، قمنا بالإعلان عن المبادرات، واعتمدنا على مبدأ الشفافية الكاملة، عن طريق وضع قائمة الأولويات على مستوى كل مديرية، الغرض منها التنمية المحلية في إصلاح وصيانة الطرق الاسفلتية، كأولوية في تسهيل حركة تنقل أبناء المديرية، و مديريات المحافظة، والمحافظات المجاورة، من خلال العمل على صيانتها بتكاليف بسيطة حفاظا عليها، التي ستقوم السلطة المحلية بإصلاح وصيانة الحفر الموجودة في الطرق السريعة، لما تسببت من حوادث مرورية وتدمير للمركبات، في حين سيتكفل المجتمع بالبقية.
ما أبرز المشاريع الاستثمارية في ذمار؟
تحظى محافظة ذمار بالعديد من المميزات والفرص الاستثمارية، بوجود حديقة تعتبر هي الأكبر في اليمن من حيث المساحة والموقع الجغرافي، الذي يشرف عليها جبل هران، الأمر الذي سيتيح بإنشاء الكثير من المشاريع الترفيهية والاستثمارية التي تعود بالفائدة على موارد الدولة والمستثمرين والمواطنين انفسهم الذي من خلالها سنفتح باب المساهمة لأي مواطن، وفتح باب التبرعات لتطوير مجال الدعاية والإعلان، فضلا عن القروض، والأهم من ذلك ستكون هناك هيئة استثمارية للحديقة تهتم بتوظيف عائداتها لتطويرها بشكل مستمر، والذهاب مستقبلا في التوسع لبناء حدائق جديدة بإذن الله.
بالنسبة للوضع الإنساني .. ما حجم المعاناة سواء للنازحين أو المواطنين على حد سواء؟
احتضنت محافظة ذمار بحكم موقعها الجغرافي المتوسط بين المحافظات اليمنية، آلاف الأسر النازحة من مختلف المحافظات من صعدة وحجة والضالع وصنعاء، والبيضاء والحديدة، واستقبلت آلاف الأسر العائدة من المحافظات الجنوبية، التي بلا شك تضاعفت مستوى الطلبات على مختلف الخدمات الصحية والمياه والسكن في المجتمع المضيف، التي تعاني تلك الأسر اوضاعا اقتصادية صعبة مع استمرار تعنت تحالف العدوان بفرض الحصار، ومنع ادخال السفن النفطية والغذائية، متخذا من الجوانب الإنسانية وسائل ضغط لتحقيق نجاحات عسكرية.
ما المشاريع التنموية التي ستشهدها محافظة ذمار خلال المرحلة القادمة؟
حقيقة نحن نركز على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تمس حياة المواطنين ضمن الأولويات، ومنها قطاع النظافة، حيث تم شراء آليات ومعدات جديدة لصندوق النظافة والتحسين متمثلة بـ 4 فرامات و 6 دمبرات، سيرفع من قدرات صندوق النظافة كما نتجه لتطوير حديقة هران من خلال مشروع ضخم بالشراكة مع المستثمرين والمساهمين، بالإضافة إلى مشروع استثماري خاص بالسلطة المحلية، فضلا عن القطاعات العامة والمجانية التي سيتم افتتاحها في الحديقة، ومنها حديقة للحيوانات، ومشروع العربات المعلقة، والعمل على استغلال جبل هران، في القطاع السياحي كما يوجد الآن حديقة خاصة بالعائلات، ونتجه لإنشاء حديقة عامة، وحديقة خاصة بالنساء والأطفال حتى تصبح حديقة هران نموذجية ومتنفس لجميع أبناء المدينة والزوار من بقية المحافظات.
الاهتمام بالزراعة والمزارعين
لو تحدثنا عن واقع الزراعة والمزارعين وأين ذلك من اهتمامات قيادة السلطة المحلية؟
محافظة ذمار حباها الله بارض زراعية بعدد من القيعان الخصبة التي تشكل سلة غذائية لأبناء اليمن في إنتاج الخضروات، واسهمت مزارع ذمار بتأمين الغذاء لمعظم أبناء الشعب اليمني خلال السنوات الماضية من العدوان والحصار وحقيقة فاتت علينا عملية زراعة الذرة لهذا الموسم نتيجة قلة الأمطار، ولكن لايزال أمامنا موسم زراعة القمح ونحن جاهزون من الناحية المالية والتقنية في توفير البذور المحسنة نحو التوسع الزراعي للقمح، بالإضافة إلى إعداد خطة لزراعة الأشجار الحراجية "السدر والتين الشوكي"، ونخطط لزراعة 100 مليون شجرة خلال هذا العام، لأن زراعتها لا تحتاج إلى مشاتل، بل تعتمد على مياه الأمطار، كذلك توسيع زراعة البن والعنب، ولدينا عروض بإعفاء المزارعين من ضريبة المبيعات لكل من يستبدل زراعة القات، بالفواكه والعنب وغيرها، وإحياء ثقافة الزراعة المنزلية واستغلال اسطح المنازل بزراعة مختلف احتياجات الأسرة بما في ذلك العنب، اسهاما في تحقيق الأمن الغذائي في شتى المجالات والتقليل من فاتورة الاستيراد، بالاعتماد على المنتج المحلي، حسب توجيهات القيادة الثورية التي تولي الجانب الزراعي واستصلاح الأراضي اهتماما كبيراً وواسعاً.
في نهاية هذا الحوار.. ما الذي تود الحديث عنه ولم نتطرق اليه؟
هناك الكثير ولكن لا يتسع الوقت للحديث عن التطلعات في مختلف الجوانب التنموية.. ولكن تستحضرني رسالتان، الأولى هي للتحالف، الذي نؤكد بأن عملية تحرير الأراضي اليمنية، مستمرة حتى آخر شبر من تراب الوطن، الأمر الذي يجعل القوات الأجنبية سواء كانت أمريكية أو بريطانية أو سعودية وإماراتية عرضة للقتل، ولا يمكن بأي حال من الاحوال التنازل عن عزة وكرامة واستقلال اليمن، وعلى أبناء الشعب اليمني الأحرار بذل المزيد من التحشيد ورفد الجبهات بالرجال والسلاح والمال حتى تحقيق النصر.
أما الرسالة الثانية أوجهها لكل أهالي وأقارب مرتزقة تحالف العدوان، عليهم التواصل مع أقاربهم من أجل العدول عن مواقفهم الخاطئة والعودة إلى صف الوطن، وألا يكونوا أدوات بيد التحالف لتدمير اليمن، خصوصا بعد أن انكشفت حقيقة وأهداف العدوان على اليمن.
كما أنصح المخدوعين بهم استغلال قرار العفو العام، لأن مدة القرار محدودة وغير مفتوحة، وربما سيصدر قرار بالتعديل أو الالغاء، حينها سيفقد العائدون امتيازات العودة دون إجراءات عقابية.