أخبار وتقارير

من تاريخ الإرهاب

من تاريخ الإرهاب

الأديب والشاعر الكبير: عبدالله البردوني
لايزال مصطلح الإرهاب كلمة لها أكثر من تعريف وأكثر من وصف يوظف بحسب ما تريده القوى الامبريالية وعلى رأسها أمريكا لتحقيق اهدافها ومخططاتها في كثير من بلدان العالم

وحول مدلولات ونشأة هذا الاسم والبدايات الأولى لصناعة الإرهاب فإن شاعر اليمن الكبير الاستاذ عبدالله البردوني قد تناوله من زوايا مختلفة ولأهمية هذا الموضوع.. "26سبتمبر" تعيد نشر أبرز ما تضمنه هذا الموضوع الذي كتبه الفقيد البردوني تحت عنوان "من تاريخ الارهاب" ونشرته الصحيفة في عددها رقم (176) بتاريخ (13 فبراير 1986م) فيما يلي النص كما ورد:
تلوح بعض المصطلحات المعاصرة الجديدة لتغيير اسمها التاريخي أو لقلة معرفتها تأريخيا, فما أكثر الأبواق التي تردد اليوم اسم الإرهاب, وكأنها اقتطفتها من غابة مجهولة, أو كأنها عثرت على أجد اسم, حتى اصبح اسم الإرهاب موضة سياسية: (نحن ضد الإرهاب) (علينا مقاومة الإرهاب) (النظام الفلاني إرهابي) (النظام الفلاني يؤوي الإرهاب).
كلهم ضد الإرهاب وليس فيهم من يشير إلى أسبابه ومن يلتفت إلى اسبابه الذي هو جزء من تاريخ البشرية, فمنذ أصبح الناس حاكما ومحكوما أمسوا ظالما ومظلوما, ونتيجة لهذا تحتم على المظلوم أن يقاوم وعلى الظالم أن يقمع أملا في التغلب فيحقق بقمعه مزيدا من المقاومة.
لهذا تسمى الصراع البشري عدة اسامي ليس منها الإرهاب, لأنه داخل في صميم الصراع لاحق بطبيعة التقاتل بين ظالم ومظلوم, وتابع لارتطام كل قوة بقوة, كما أشارت آية الأنفال: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، فالإرهاب هنا ضد للعدوان وإرهاب للمعتدي, فالتنازع بين غالب ومغلوب سبب تقوي الضعيف وإضعاف القوي عن طريق القوة الراهبة التي ألفتها طبيعة المقاومة, وهذا المفهوم اللغوي يرادف المفهوم التاريخي, وقبل الرحيل الى التاريخ البعيد يمكن تتبع الخط الإرهابي في سياق تاريخ هذا العصر, لأنه أقوى بطشا ولأنه صدر عن الذين ينادون اليوم بمحاربة الإرهاب ويدينون الأعمال الإرهابية, مع أنهم أرهب الإرهابيين.
في عام 56 سعت الزعامة التونسية والمغربية بالتصالح بين ثوار الجزائر وقادة فرنسا الاستعمارية, وفي وقت التفاوض بين زعماء المغرب وتونس وثوار الجزائر, اختطفت الطائرات الحربية الفرنسية طائرة الثوار الجزائريين الخمسة وهي في رحلتها من المغرب الى تونس في مهمة تفاوضية وافق عليها الاستعمار الفرنسي, وكان اختطاف طائرة ثوار الجزائر أعنف إرهاب من نظام يدعي التحضر وحماية الحرية, وفي ذلك الحين اشتعلت الشعوب حماسا على المختطفين ومناصرة لثوار الجزائر حتى داخل فرنسا, لأن ذلك الإرهاب تبدى غير ضروري من دولة تنسب الإرهاب إلى الثوار, كان اختطاف الطائرة الجزائرية واهباطها في الجزائر تحت ارهاب الطائرات الحربية الفرنسية أقوى عوامل تأجج الثورة الجزائرية, وأهم أسباب تعاطف العالم معها حتى في فرنسا نفسها, فكتب سارتر كتابه الشهير: (عارنا في الجزائر) كادت تلك القرصنة الفرنسية أن تبدو غلطة لا تقبل التكرار, بيد أنها تكررت بعد أكثر من عشر سنوات اذ اسقطت المدافع الاسرائيلية طائرة مدنية ليبية فوق صحراء سيناء المحتلة في مطلع السبعينات, وكان ذلك العدوان الاسرائيلي امتداداً مختلف الأدوات للقرصنة الفرنسية ضد ثوار الجزائر, وأحدث العدوان الاسرائيلي شجبا أخويا من أوروبا الغربية, وهي التي زرعت اسرائيل وشاركتها بعض أوروبا في العدوان الثلاثي على مصر وشاركتها أمريكا في عدوان حزيران على العرب جميعا.
بهاتين الحادثتين تأسس تاريخ الإرهاب الجوي وإن تباعدت فترات حوادثه, فتلى العدوان الاسرائيلي على الطائرة المدنية الليبية في السبعينات العدوان الأمريكي على الطائرة المصرية في خريف عام 1985م, اذ اقتادت الطائرات الحربية الأمريكية الطائرة المصرية إلى المطار العسكري بصقلية, وكانت الحجة في هذه القرصنة عقاب الفدائيين الفلسطينيين الذين اختطفوا السفينة الايطالية, وكانت القرصنة الأمريكية هي الحقلة الثالثة في تاريخ الارهاب, لأن عملية الفدائيين الفلسطينيين كانت انتقاما ثوريا لأكثر من مائة فلسطيني وتونسي سقطوا ضحايا الغارة الاسرائيلي على مكاتب المنظمة الفلسطينية بتونس في اكتوبر عام 85 فكان الإرهاب الجوي الأمريكي امتدادا للقصف الاسرائيلي مكاتب الفلسطينيين وكانت الغارة الاسرائيلية مؤزرة بالاسطول الأمريكي, ولم يتحرج البيت الأبيض عن الاشارة بالغارة الاسرائيلية على تونس: (لقد انتهجت اسرائيل الطريق الصحيح) وهذا ما سبب تتابع حلقات الارهاب الجوي, فشهد مطلع العام 1986م قرصنة اسرائيلية جديدة ضد الطائرة المدنية الليبية وهي في رحلتها من طرابلس إلى دمشق, إذ اقتادت الطائرات الحربية الاسرائيلية الطائرة الليبية الى مطار عسكري في فلسطين المحتلة, فاتصلت هذه الحقلة بسوابقها من تاريخ الإرهاب المعاصر, وربما شكلت هذه الحلقة تواصل هذا التاريخ الارهابي, لأن ما حدث ماضيا يمكن أن يحدث مستقبلا.
وبهذا أصبح للارهاب النظامي تاريخ لا يوازيه تاريخ ارهاب المضطهدين على تعاقب التاريخ, وصارت تسمية ارهاب انسب لهذا العنف الجبار القادر على استخدام افتك الاسلحة وأقدر فنون الارهاب, أما ما دون التاريخ من أحداث ثورية فقد اختلفت تسمياتها ومصطلحاتها, وإن كانت لا تبعد في المعني عن الارهاب في تعييب ثورة المحرومين وتشويه حركتهم كما تقص أنباء التاريخ البشري, فعندما بلغت الامبراطورية الرومانية أوج قوتها العسكرية, أرادت أن تبسط سيطرتها على العالم المعروف قبل ميلاد المسيح, ولما تمادت تلك الامبراطورية في اخضاع الناس خارج نطاقها خلقت الثورة عليها فأطلقت الامبراطورية الرومانية على الثائرين لقب ( البرابرة ) حتى لو كان الثوار من غير البرابرة الأفريقيين الذين ينتمون إلى اصول حميرية, فصارت البربرية مرادفة للوحشية حتى لو كانت تفارس وحوشا حقيقيين.
إذن فعبارة (بربرية ) تتغيا تعييب الثوار الذين يريدون تقويض الحضارة الرومانية القائمة على القوة العسكرية والعنف المنظم.
كان هذا الوصف للبربرية أولى صفحات القاموس التعبيري, الذي طورته سادة العشائر ثم سادة القصور في الديار العربية, فعندما كانت القبائل العربية الجاهلية تطرد المخالفين للعوائد المرعية, أرادت أن تطلق عليهم صفعة يتسمون بها فلقبهم بالخلعاء, ولما تكاثر هؤلاء المخلوعون من اصولهم, أصبحوا يشكلون مجتمعا يحاول الانتقام من خالعيه ومن الذين ينعمون في مضاربهم وبيوتهم وهم تحت الهواجر والبرد, فلقب سادة العشائر ذلك المجتمع الطريد بالصعاليك, لانهم لا ينتمون الى عشيرة ولا يملكون غير سيوفهم, وكان هؤلاء الصعاليك يملكون التمييز وشرائف الاخلاق, فلا يسطون إلا على قوي مسلح ولا ينتهبون إلا الأغنياء, ولا تدفعهم الى الانتهاب إلا ضرورة سد الرمق من فضول المال الكثير عند الأغنياء, وكانوا يكتفون بما انتهب بعضهم كما قال عروة بن الورد:
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى
            بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ
وإِنّي اِمرُؤٌ عافى إِنائِيَ شِركَةٌ
            وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافى إِنائِكَ واحِدُ
أُقَسِّمُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ
             وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ
إلى جانب الاكتفاء بالضرورية من القوت, كان الصعاليك يعفون عن امتداح سادة العطايا كالمناذرة في العراق والغساسنة في الشام والأكاسرة في فارس والقياصرة في الروم والأقيال في اليمن والنجاشي في الحبشة, وقد كان هؤلاء الأمراء والملوك يجربون العطايا للمادحين, فكان يقصدهم شعراء معروفون كالأعشى والنابغة وحسان وعمرو بن كلثوم, على حين عف الصعاليك عن الامتداح على وفرة شعرائهم وعلى وفرة ما يغدق المديح من عطايا, فتميز الصعاليك أدبيا وسلوكا وتعددت ألقابهم, فقد كان السادة الذين يسبون السود يتبرؤن من نسبة أولادهم من تلك الجواري السود, فيخلعونهم فيلتحقون بالصعاليك, وكان سوادهم يجر عليهم عقدة لونية فغلب عليهم لقب ( الغرابيب ), وكان مجتمع الصعاليك لا يتعصب لونيا ولا عرقيا, فسبق المتحضرين الى المعاني الانسانية, ومع هذا كانت صفة الصعلكة تعبيرية ترادف (البربرية ) عند الرومان, غير أن الصعاليك أحدثوا آثارا أدبية أسست الشعر الفروسي والأخلاقي.
قال عبدالملك بن مروان: كان عروة بن الورد أفحل شعراء العرب, أما أبو طمحان القيني فكانت له لكنة".
وقد سمى المدونون ( لامية الشنفري ) أقيموا بني أمي صدور مطيكم.. الخ لامية العرب, لما فيها من بعد مرمى وجزالة مبنى ونظرية أخلاق من أمثال هذا:
اذا انصرفت عن الشيء لم أكن
             عليه بوجهي آخر الدهر أقبل
وان مدت الأيدي الى الزاد لم أكن
             بأعجلهم اذ أجشع القوم أعجل
فقد كان لصعاليك الجاهلية حضور أدبي في العصور الإسلامية, كما كانت لهم ذرية صعاليكية مدت آدابهم وان تغير سلوكها باختلاف العصر, كان صعاليك الجاهلية نتاج مجتمع قبلي, أما صعاليك القرن الثامن والتاسع م فقد نشأوا في ظل نظام سياسي ومناخ ثقافي مغاير, فتغيرت طرائقهم الصعاليكية, كانوا ينتهبون ما يقتاتون به بدعوى أنهم يأخذون زكاة أموال الأغنياء التي يستحقونها بحكم فقرهم, كما كانوا يصلون المساجد التي يغدق عليها الخليفة أو زوجته أو أحد التجار المرابين, وكان يقول الصعاليك الذين ينتهبون المساجد: " انما أخذنا من بيت الله لعباده المستحقين "
وكان اولئك الصعاليك العباسيون أخوف من أجدادهم, لأن أصحاب الشرطة كانوا يتقصون آثارهم فيحتمون بأقصى الأماكن ويتوجسون من كل الناس كما قال أحد شعرائهم اليحيمر السعدي:
كفى حزنا أن الحمير بن جندل
             علي بأكناف الستار أمير
وأن أسأل العبد اللئيم بعيره
          وبعران ربي في الفلاة كثير
عوى الذيب فاستأنست بالذي إذ عوى
               وصوت انسان فقد أطير
أما أبو الشمقمق فانتهج نهجا آخر, إذ كان يجعل من الهجاء سببا في العطاء عن رهبة لا رغبة, فخافه الكثير بما فيهم الشعراء الهجائيين والمادحين, من أمثال: بشار بن برد وحماد عجرد أما ابن الطيب فكان منظما للصعاليك ومنظرا لسلوكهم: " اذا سطوتهم على قصر فتخيروا ما بين السحر والغسق بعد أن ينام السامر وقبل أن يفيق العابد, واذا رأيتم مدخلا فلا تلجوه حتى تروا مخرجا, وإياكم والغرة فإنها مصيدة فلتجعلوا بعضكم مقتحما وبعضكم حارسا, ولا تغشوا بيوت الأرامل واليتامى ولو كان فيها مطمع "
فقد مد الصعاليك العباسيون أكثر طرائق أجدادهم, ولم يختلفوا عنهم إلا فيما حتمه اختلاف الظروف, على ان الصعاليك العباسيين لم يهدروا أمنا ولا سفكوا دما, إلى أن نشأت منهم ومن الفئات المحرومة جماعة الشطار العيارين, ولعل هذه الصفة تشكل الفرق بين الصعاليك وبين العيارين والشطار, إذ لم يكن للجماعة الأخيرة تقاليد مرعية وآداب سلوكية فكانوا ينتهبون ما يجدون بعض النظر عن المنهوب فلا فرق بين الأرملة والوزير وبين الجار والغريب, قال دعبل بن علي الخزاعي: " أدخلني في العيارة ديك استرقته من بيت جاري عثمان بن علي, ولما خفت غضب الرشيد وغدر المأمون كان العيارون سيفي ودرعي, علموني مخارم الجبال ومدب النمل في الرمال, فحملت خشبة صلبي على كتفي مدة أربعين سنة "
وهذه الكلمات تدل على خطر والعيارين والشطار كإرهابيين على مصطلح اليوم, لكنهم كانوا يتحلون بالغيرة على الديار أمام الغازي, قال ابن الأثير: " كان طاهر بن الحسين قائد المأمون في مأمن من محارب يلاقيه, ولما دنا من بغداد لاقاه سبعمائة من الشطار والعيارين الحفاة العراة, فعجب طاهر بن الحسين من شجاعة هؤلاء العراة الذين يروغون عن سهام جيشه وحرابه, فكان الرجل منهم يلتقط السهام بعد وقوعها ويعدها كنقود فكان الواحد منهم اذا التقط سهما عد درهمين, فبعضهم يقاتل وبعضهم يذهب لبيع السهام في سوق بغداد ويشتري طعاما".
ويضيف ابن الأثير " وتمكن الشطار والعيارون من حماية بغداد مدة أربعة عشر شهرا حتى أتهم المأمون قائده بالعجز أمام قوة أخيه الأمين, ولما هجم طاهر بن الحسين بعد تعزيز قواه على بغداد واقتحمها تجمع الشطار والعيارون حول القصر الأمير فدافعوا عنه ليلة ونصف يوم حتى غلبهم ابن الحسين ولم يؤثر فيهم ذلك الانكسار فظلوا يقاتلون الخراسانيين بعد قطع رأس الأمين والطوفان به في بغداد, فما أشد أولئك الرجال المدقعين الذين لا تسترهم خرقة ولا يقيهم نعل "
من ذلك الحين تعاظمت جماعة الشطار والعيارين إلى ان كان يتقرب منهم الوزير لينتصر بهم على وزير آخر, حتى أن ابن عضد الدولة تقرب منهم حتى كان قائدا لهم, وفي أيام الحاكم بأمر الله بمصر تشكلت جماعة تشبه جماعة بغداد لقبتهم السلطات المتعاقبة بالفتوات, وكان الحاكم بأمر الله معروفا بالمهابة المرعبة وبإخضاع الناس, ولم تضعف شوكته إلا جماعة الفتوات الذين استهدفوا نهب بيوت الدعاة وقتل من خرج عليهم منهم للقتال.
قال محمد عبدالله عنان في كتابه ( الحاكم بأمر الله ): قتل الفتوة من دعاة الحاكم ثمانين داعية في سنة واحدة هي سنة 411 للهجرة, وكان لقب الفتوة يشير إلى القوة والإرهاب معا, غير أن جماعة الفتوة بمصر أشبهت الشطار والعيارين في الحمية الوطنية, فكلما وقف شطار بغداد في وجه طاهر بن الحسين وجيشه, وقفت فتوات مصر في وجه الزحوف الصليبية سنة 1090م وأبلت في قتالها أحسن البلاء, قال المقريزي: " كانت الفتوة أمهر في القتال وأقدم على الموت من جيش السلطان "
وإذا تساءل عن الأسباب المكونة لتلك الجماعات الثائرة فسوف يجد أن السبب واحد: هو شدة حرمان الغالبية وترف الأقلية من حكام وتجار, فلم تكن تلك الجماعة إلا نتاج ظروفها ومن وجود ظالم ومظلوم ومترف ومحروم, وعلى رغم فقر الشطار والعيارين والفتوات فانهم كانوا أكثر غيرة على الوطن من الحكام كما دلت شهادات المؤرخين الذين كانوا يخلعون عليهم النعوت الرسمية الدالة على التنقيص, كنتيجة معروفة وموروثة, ولم تستطع السلطات المتعاقبة أن تعالج الأزمات التي تسببت في خلق الثائرين والمتمردين, فاتخذت من التعييب والاستهجان وسيلة لتحقير اولئك الثائرين, وكانت المعائب دينية نسبية, فعبارة الشطار الفاقة والعيارين كانت تنم عن الجهل والسوقية وعلى الانتماء إلى الأصول الأعجمية وإلى بيوت, ولقب الفتوات ينم عن ضعف الأصل وعلى نشأة السوء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا