أخبار وتقارير

اليقظة المستمرة

اليقظة المستمرة

أيضاً أتوجه إلى شعبنا بالتنبيه والتأكيد على أهمية اليقظة المستمرة، والجهوزية الدائمة أمام كل الاحتمالات، احتمال أن تأتي الحرب في أي لحظة، التصعيد في أي لحظة،

احتمال أن يأتي ما يترتب على التصعيد من ضغوط أو مواجهة، لكن ذلك بالنسبة لشعبنا العزيز في إطار الدفاع عن قضيته العادلة، في نيل حريته واستقلاله، في الدفاع عن نفسه، والأعداء مهما تحرَّكوا في هذه المرحلة، أو في غيرها، أو ما بعدها، كما فعلوا في الماضي، من خطوات عملية تنتهك استقلال هذا البلد، من تشكيلات عسكرية جديدة يشكلونها للاعتداء على هذا البلد، ولتعزيز نفوذهم وسيطرتهم عليه، هي خطوات مآلها الفشل، صحيح هي متعبة، لها آثارها المؤسفة على بلدنا، ومن المؤسف جداً ومن العار على العملاء الذين يتجنَّدون في صف العدوان ليقاتلوا أبناء وطنهم، وليقتلوا لتمكين المحتل الأجنبي من احتلال بلدهم، هذا أمر مؤسف، لكن هي مشكلة، واجبنا نحن كشعبٍ يمني أن نتصدى لها بالاعتماد على الله، وأن نثق بالله، وأن نكون مطمئنين إلى أن ثمرة صبرنا، وجهادنا، وتضحيتنا، وثباتنا على مبادئنا، وموقفنا المحق، وقضيتنا العادلة، هي نصر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الذي توكلنا عليه، واعتمدنا عليه، واستعنا به.

من العناوين التي نعرج عليها هو الوضع الراهن في فلسطين:
نحن حاضرون أن نتدخل إلى جانب شعبنا الفلسطيني بحسب المقتضيات والأحداث
الشعب الفلسطيني يعاني من تصعيد من العدو الإسرائيلي، ولكنه يقابل ذلك أيضاً بتضحية، واستبسال، وثبات، وعمليات استشهادية وبطولية منكية بالعدو، ومقلقة للعدو، العدو أيضاً يتوجه هناك للمزيد من الاعتداءات والاستيطان، ومصادرة الأراضي، وتعذيب الأسرى، ويمارس الانتهاكات اليومية بحق المسجد الأقصى، وهناك حديث عن توجهات للعدو الإسرائيلي لاستهداف أكبر للمسجد الأقصى، أو السعي لاستقطاع بعضٍ منه، أمام كل ما يجري في فلسطين نحن في مسيرتنا القرآنية، نحن كشعبٍ يمني (يمن الإيمان)، ومواقفه الإيمانية لمناصرة قضايا أمته، والوقوف بوجه أعدائه، يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، إذا وصلت الأمور إلى وضعية تحتاج إلى تدخُّل من شعوبنا الإسلامية، نحن حاضرون- كما قلنا- مراراً وتكراراً أن نتدخل إلى جانب شعبنا الفلسطيني بحسب المقتضيات والأحداث، آمل أن يكون هناك استعداد لمثل ذلك.

فضيحة المطبعين
أيضاً فيما يتعلق بهذا العنوان، هناك فضيحة كبيرة جداً للمطبعين، النظام السعودي والإماراتي، وآل خليفة في البحرين، والنظام المغربي، الدول العربية التي طبعت ووالت إسرائيل، ودخلت في علاقة مفضوحة مع إسرائيل، وتعاون مع إسرائيل، هي مفضوحة أمام كل التطورات التي تجري في فلسطين، هي في وضعية خزيٍ وعارٍ واضحٍ ومؤكد ولعنةٍ من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" تجاه كل عذابات الشعب الفلسطيني، إنَّ كل من يساهم في ظلم الشعب الفلسطيني ويتعاون مع العدو الإسرائيلي بأي شكل من أشكال التعاون هو يرتكب الجريمة بحق الشعب الفلسطيني وهو مشاركٌ في ظلم الشعب الفلسطيني، ما يجري هو عارٌ عليهم، في الوقت الذي يستمر الإسرائيلي في اعتداءاته، يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، يعمل أكثر وأكثر على ظلم الشعب الفلسطيني، ومصادرة أراضيه وحقوقه، يستهدف المسجد الأقصى والمقدسات، هم يتجهون أكثر وأكثر لتقوية علاقتهم معه، هذا عار وخزي عليهم، ارتداد عن مبادئ الدين وقيمه العظيمة، مخالفة صريحة للقرآن، سيبوءون بغضبٍ من الله "سبحانه وتعالى"، ولذلك عواقب خطيرة عليهم؛ لأن الكيان الإسرائيلي هو كيانٌ مؤقت، مصيره الزوال حتماً، هذا وعد الله الذي لا يختلف، ومن يرتبطون به سيخسرون حتماً هو وعد الله الذي لا يتخلف كذلك كما في صريح الآيات المباركة (في سورة المائدة، وفي سورة الإسراء).
العنوان الأخير من العناوين الثلاثة، هو: عن الزلزال، الزلزال الكبير في جنوب تركيا وشمالي سوريا:
في هذا المقام نكرر التعازي للشعبين التركي والسوري، وألمنا الكبير على مأساتهم ومعاناتهم، كما ندين في هذا المقام الحصار على سوريا من الجانب الأمريكي، وضعف التعاون العربي والإسلامي معها، كان مستوى التعاون مع سوريا ضعيفاً من الدول العربية، من الدول الإسلامية بشكلٍ عام إلا القليل، استثناءات محدودة، لم يتعاملوا بمقتضى الإنسانية والأخوّة العربية والإسلامية، كان موقفهم كذلك فضيحة لهم.

عبرة مهمة
فيما يتعلق بالزلزال، هناك عبرة مهمة من الزلزال، عبرةٌ مهمة يجب أن نستذكرها، هي تذكرنا بالافتقار إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والافتقار إلى رحمته، وضعفنا وحاجتنا إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وحاجتنا إلى الأخذ بأسباب رحمته "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، عندما نجد مثلاً حجم هذا الزلزال، ما أحدثه من دمار هائل، ما يترتب عليه من مأساة كبيرة، قد تفوق في عدد الضحايا من القتلى والمصابين، من المتوفين والمصابين، بأكثر مما حصل عندنا مثلاً في اليمن على مدى ثمان سنوات من الحرب والدمار، يعني: شيء مهول جداً في ثوانٍ، أقل من دقيقة، زلزال في منطقة معينة يحدث كل هذا الأثر.
نحن كبشر بحاجة إلى الله، إلى الأخذ بأسباب رحمته، إلى تجنب ما يبعدنا عن أسباب رحمته ورعايته، وهذه مسألة مهمة جداً، هي تذكير كبير لنا، في حاجتنا إلى الله، وافتقارنا إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأهمية العمل الصالح الذي يقربنا من الله، والذي نحظى من خلاله بأسباب رحمته ورعايته، ويدفع به عنا السوء، والحذر من أسباب سخطه، من المعاصي التي تبعدنا عن رحمة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وهو تذكيرٌ لنا بالزلزال العظيم، الزلزال الذي سيكون نهايةً للعالم، نهايةً لهذه الأرض، وللحياة عليها.
في القرآن الكريم سورة بأكملها هي سورة الزلزلة، يقول الله فيها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ}[الزلزلة: 1-6]، نهاية هذه الحياة هي زلزال عظيم يدمر الأرض بكلها، ويأتي بغتة، لا يأتي في الوقت المتوقع، لا يأتي في إطار التوقعات والمؤشرات الواضحة، بغتة، يزلزل الأرض بكلها، ويدمر كل ما عليها ليس فقط من المساكن، والمدن، والقرى، والمنشآت البشرية على هذه الأرض، بل حتى الجبال التي يدكها دكاً، حتى تندك بكلها بأجمعها، حوادث مهولة جداً في يوم القيامة الذي يأتي بغتة، ونحن آخر الأمم، نحن في آخر الزمان، نحن بحسب ما قبلنا أقرب الناس إلى القيامة، يجب أن نستذكر أهمية العمل الصالح، والتقوى لله، وأن نستذكر المسؤولية في أعمالنا، في تصرفاتنا، في كلامنا، في مواقفنا، لندرك أننا في موقع المسؤولية أمام الله، وأن هناك حساباً وجزاء، وهناك الجنة والنار، فلننتبه ولنحذر من حالة الغفلة التي تشكل خطورةً علينا، ولنستشعر مسؤولياتنا وواجباتنا، التي علينا أن نتحرك فيها، وفيها المسؤولية في التصدي للأعداء، ألَّا يخيفونا فنقصر فيما أمرنا الله به، وأن يستعبدونا ونعبِّد أنفسنا لهم بدلاً من طاعة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والتزام أمره، يجب ألَّا نخشى غير الله، ألَّا نخشى إلا الله، ألَّا نخاف من أحد إلا الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من عذابه إذا قصرنا، إذا استهترنا بتوجيهاته وأوامره، إذا خالفنا كتابه.
نَسْأَلُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
السلام على شهيد القرآن، السلام على الشهداء الأبرار.
الشكر لكم أيها الحاضرون جميعاً.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه؛؛؛

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا