أخبار وتقارير

تبّت أيادي الحاقدين المستكبرين

تبّت أيادي الحاقدين المستكبرين

وفاء الكبسي
 دولة السويد تُغذي مجددًا روح الحقد والكراهية، وتعلنّ عدم احترامها لمقدسات ملياريّ مسلم من خلال السماح لمتطرف عنصري بإحراق نسخة من ‎المصحف الشريف أمام سفارة تركيا وسط حراسة أمنية مشددة وبتغطية إعلامية واسعة،

في مشهد ليس له هدف غير إظهار العداء للقرآن الكريم والكراهية للمسلمين ودينهم..  هؤلاء المتطرفون لا يفهمون أن العالم اليوم قد تغيّر، وتلاشت الحواجز التي عاشها العالم القديم، واختفت الفواصل والخنادق بين الشعوب والأعراق، ولم يُعد هناك دولة ليس بها مسلمون، معظمهم مواطنون وليسوا مهاجرين أو غرباء كما يصورون لتبرير مواقفهم المعادية، غير مبالين بمراعاة التنوع داخل مجتمعاتهم الهادئة والمستقرة، حقد اليمين المتطرف على الإسلام كانت الحكومات الأوروبية تتهرب من المسؤولية بمزاعم احترام حرية الرأي والتعبير، فكانت حملات الإساءة تُنسب إلى من قاموا بها، مثل إساءات خيرت فيلدرز في هولندا، والرسوم المسيئة التي نشرتها صحيفة "يولاندس بوستن" في الدنمارك، والتطاول على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في فرنسا، لكن هذه المرة نحن أمام موقف حكومي عدواني واضح، تأتي هذه النقلة في العداء ناتجة عن الرد الضعيف من العالم الاسلامي فللأسف لم نرَ ردود قوية تتناسب مع التصعيد الإجرامي ضد مقدسات المسلمين حتى الشجب والاستنكار الذي كنا نراه في السابق يكاد يكون علـى استحياء مما زاد المسيئين جرأة.
للأسف رد الفعل الإسلامي مع كل تطاول أو إساءة لا يكون إلاّ ردًا شعبيا ومتفرقا، وحتى الآن لم نرَ ردود أفعال رسمية في العالم الإسلامي تتناسب مع التصعيد الإجرامي ضد مقدسات المسلمين، حتى الشجب والاستنكار الذي كنا نراه في السابق بدأ يخفت ويكاد يظهر على استحياء، وهذا الرد الضعيف زاد المسيئين جرأة.. فمنذ سنوات ونحن نطالب المصلحين وزعماء المؤسسات الإسلامية بالتدخل الرسمي لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتصدي لحملات العداء للإسلام، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالكثير من حكام المسلمين يشاركون في هذه الحملات المعادية بشكل غير مباشر بمزاعم السلام والتعايش وغيرها من الشعارات الكاذبة لأسباب تخصهم للحفاظ على كراسيهم! إن لم يحدث تغيير في طريقة رد الفعل وصدور عقوبات مؤثرة على المسيئين والحكومات المؤيدة لهم، فإن العالم سيدخل مرحلة صليبية جديدة لها بُعد شعبي، ظاهرها كراهية المهاجرين، وباطنها مكافحة الإسلام، وهنا تأتي المسؤولية المشتركة بين المسلمين (في الغرب والعالم الإسلامي) والمنصفين في الغرب الذين يرفضون هذا التطرف، نتمنى أن ينتقل العالم الإسلامي من مرحلة الشجب والاستنكار إلى مرحلة التصدي بسياسات وقرارات مؤثرة، وهنا يأتي دور المؤسسات الرسمية والحكومات التي ما زالت تحترم ثوابتها (حتى وإن كان عددها قليلا) للتحرك بشكل جماعي، واستخدام ثقلها السياسي والاقتصادي لوضع استراتيجية لمواجهة حملات التطاول على مقدسات المسلمين.
 القرآن الكريم محفوظ إلى يوم الدين، ولن يتأثر بألعاب الحمقى الصغار، وإن ظنّ الكارهون أنهم يحققون مكاسب بمثل هذه التمثيليات الساذجة والإساءات الصبيانية فهم واهمون، فقد سبقهم كثيرون وخسروا وانتصر الإسلام، فالقرآن أعظم كتاب في الوجود منذ خلق الله آدم، وهو منصور في كل الأحوال لأنه كتاب الله ولن يتمكنوا من إطفاء مشعل الهداية الربّاني، وسيبقى القرآن الكريم محفوظًا في الأرض والسماء والسطور والصدور، وسيبقى حيًا في قلوبنا وأرواحنا وحياتنا، فكلما حاربوا الإسلام اشتدَّ وامتدَّ وانتصر والله بالمرصاد لمن يصدّ ويعاندّ ويجحدّ، فتبّت أياديهم الآثمة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا