أخبار وتقارير

في حضرة الشهيد الرئيس الصماد

في حضرة الشهيد الرئيس الصماد

هاني العيدروس
قد تكون الشهادة الأكثر تعبيراً عن مميزات الشهيد الرئيس صالح الصماد، هي التي جاءت في الخطاب الأخير للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فانطلاقاً من إيمانه والتزامه الديني الصادق،

تحمل الشهيد المسؤولية في أصعب الظروف وأخطرها، وحيث كان فاهماً ومدركاً لحاجة الأعداء لتغييبه، ولحتمية ذهابهم حتى النهاية في ملاحقته، لم يتهرب من تحمل المسؤولية، وأوضاعها شرفاً للتضحية بحياته نصب عينيه، لم يتأخر يوماً في التواجد حيث يجب أن يكون، قائداً لمعركة الدفاع والصمود حتى النصر.. مقارنة مع حكام ورؤساء سبقوه في منصبه، من الذين استغلوا الموقع لتكديس الأرصدة المالية وامتلاك العقارات والاستثمارات، عاش الشهيد زاهداً فقيراً شريفاً، وحيث كان دائماً قريباً من هموم الناس ومعاناتهم، استشهد في أحد أحيائهم الفقيرة المعدومة المدمرة.. في الحروب الست كان الرئيس الصماد قائداً عسكرياً محنكاً، وبطلاً مقداماً شجاعاً يجيد كل فنون القتال المتيسرة آنذاك، وبدأ صيته ينتشر منذ الحرب الثانية وما بعدها وصولاً للحرب السادسة كقائد عسكري ميداني لا علاقة له بالسياسة وأهلها بحسب طبيعة وظروف المكان والزمان في حينه، يحبه الأفراد ويعشقه المقاتلون جميعاً لارتباطه الوثيق بهم، وعلاقته الوطيدة والمباشرة معهم، وقربه منهم في السلم والحرب، والغزوات والإغارات والكمائن، والتصدي للزحوفات، ومواجهة الآليات والمدرعات، وجبهات الصعيد المختلفة تشهد له بذلك، وجبال فرد، ونقعة، ومطرة، وجبهة غواي، وغيرها تحتضن الكثير والكثير عن "أبو الفضل الصماد"..
تصعد الرئيس الصماد وارتقى بشكل متسارع في سلم الكمال الإيماني والقيادي والإداري من العمل العسكري الى الإشراف الثقافي العام، الى رئيس للمجلس السياسي لأنصار الله ومستشاراً لرئاسة الجمهورية، وصولاً الى رئيس للبلاد وهو أعلى منصب في الجمهورية اليمنية، وصولاً الى أعلى مرتبة وهي الشهادة في سبيل الله..
الرئيس الصماد كانت مواجهة العدوان، وبناء الدولة اليمنية الحديثة، تتصدر أولويات اهتماماته، ويتجلى ذلك في خطابه التاريخي في الذكرى الثالثة للصمود في وجه العدوان بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، عندما أطلق مشروع بناء الدولة "يد تبني.. ويد تحمي" وسعى بكل الإمكانات المتاحة لتحقيق ذلك.. وقبل أحداث فتنة ديسمبر بذل الشهيد الرئيس الصماد جهوداً كبيرةً لاحتواء الموقف، وتفويت الفرصة التي يسعى العدوان الى تحقيقها، من خلال إشعال الفتنة في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وبعد أن تم إخماد الفتنة، وإفشال مخططها، أصدر فخامة الرئيس الصماد قراراً بالعفو عن المشاركين في الفتنة، وتوج ذلك القرار بإجراءات تنفيذية، للإفراج عن المغرر بهم في العاصمة صنعاء وعمران وحجة والمحويت وذمار، وعمل الرئيس الصماد على تطبيع الأوضاع، وإعادة الحياة السياسية والشراكة الوطنية على ما كانت عليه، دون إقصاء أو تهميش لأحد، وعزز بهذا القرار العظيم، تماسك وصلابة الجبهة الداخلية، واللحمة الوطنية وأكد ذلك بالقول الصحيح أن الأحداث تركت جراحاً عميقة لكننا أمام وضع صعب جداً واستثنائي، يجب تجاوزه جراء استمرار العدوان الحصار الذي طال كل مقومات الحياة ولم يستثن من الإبادة والتدمير منطقة ولا مواطناً، فضلاً عن أن فضيلة التصالح والتسامح سمة إسلامية جليلة حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف دين الإخاء والمحبة الذي آخى بين المهاجرين والأنصار.. وختاماً فإن الحديث عن الشهيد الرئيس صالح الصماد لن ينضب، ومع ذلك أهمس في أذن الجهات ذات العلاقة بطبع وتبني خطابات الشهيد الرئيس وتحركاته، ومواصلة المشروع الذي أرساه، وعمده بدمائه الزكية الطاهرة، لتبقى مشعلاً، ووقوداً، وإلقاء، وصموداً لشعب الصماد ومحبيه، والأجيال القادمة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا