أخبار وتقارير

سعيد الجناحي.. غياب لا يعوض

سعيد الجناحي.. غياب لا يعوض

أسأل الله العظيم الحليم الغفور الرحيم أن يرحم أبي رحمة الأبرار وأن يسكنه الجنة نعم الدار، وأسأل تعالى أن يعطر قبره ويُطيب مضجعه وثراه وينقله من ضيق اللحود إلى فسيح جناته جنات الخلود،

وأن يجعله في ظل ممدود وطلح منضود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا ممنوعة ولا مقطوعة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، بجوده وكرمه ورحمته، إنه جواد كريم غفور رحيم.
برحيلك يا والدي العزيز والغالي والحبيب سعيد أحمد الجناحي، فقدنا السعادة التي كانت تغمرنا بها بمحبتك وحنانك وعطفك وتربيتك ورعايتك وتعليمك لنا وحرصك علينا كي نكون على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة والثقافة والوعي والفكر المستنير،
وان نكون متحلين بمكارم الأخلاق وحميد السجايا والصفات.. غرس في نفوسنا وقلوبنا حب الوطن، وزرع في وجداننا وضمائرنا قيم الولاء والانتماء لليمن، وتعهد فينا منذ الصغر روح المسؤولية الوطنية تجاه بلدنا والاخلاص والتفاني في خدمة وطننا الحبيب والغالي..
هذه لمحة بسيطة جداً جداً جداً من العطاء الواسع والعظيم والجزيل والكريم لوالدي الحبيب رحمه الله، كان قدوة لنا ونعم تلك القدوة، وليس لنا فحسب بل شع بنوره على كل من يحيط به ومن عرفه وعايشه وجلسه معه، حتى أمتد ضياء فكره وعلمه وانسانيته وحبه لوطنه وأبناء شعبه ليعم كافة أرجاء وانحاء الوطن اليمني الكبير، ولا غرابة في ذلك، فهو الأستاذ والمفكر والمربي والباحث والمثقف والأديب والصحفي والمؤرخ والمناضل الكبير سعيد بن أحمد بن إسماعيل الجناحي، رحمة الله تعالى تغشاه.
الذي هو معروف لدى الجميع بأنه يجمع بين عدة قدرات وملكات ابداعية في وقت واحد، أديب وصحفي ومثقف ومؤرخ ومفكر وباحث وغيرها الكثير من المجالات الثقافية والإبداعية.. بالإضافة إلى أنه مناضل تحرري منذ مطلع ستينات القرن العشرين، وما قبل ذلك بقليل.
وكان له دور بارز ومتميز في ثورة 26 سبتمبر 1962، حيث أنه شارك بنقل ساعة الصفر للثورة من صنعاء إلى تعز.
وسأورد هنا جزء من السيرة الذاتية لوالدي العزيز:
حيث ولد أبي الحبيب في قرية الأشعاب/ الأغابرة، محافظة تعز في 7 ديسمبر 1937م، غادر قريته إلى عدن وهو بعمر 12 سنة متجهاً إلى حيث كان والده الفاضل -جدي الفاضل- يرحمهما الله، الذي كان قد فضل الاستقرار في عدن.. انهى والدي دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بالتواهي، ثم واصل تحصيله العلمي مع مجموعة من أقاربه وأبناء قريته تحت إشراف عمه - جدي محمد.. التحق للعمل في «شركة CCC للمقاولات والبناء» ونقل سكنة إلى منطقة القاهرة في مدينة الشيخ عثمان، ثم انتقل للعمل بشركة «ماذر كات» كموظف مكتبي صغير، التحق خلال ذلك بمركز الحصيني بالشيخ عثمان واجتاز دورتين في اللغة الإنجليزية، ثم التحق بـمعهد دار عمان بالأردن للدراسة بالمراسلة.
بدأ حياته في الصحافة من خلال عدة كتابات في الستينات كان يبعثها إلى صحيفة الأيام بعدن كانت تنشر في باب القراء، ثم تطور إلى كتابة القصة القصيرة ولكن تحت اسم مستعار (شقراء الشيخ عثمان).. وكان من الرواد المؤسسين لـ اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين (انتخب إلى عضوية مجلسه التنفيذي وأمانته العامة 1987-199).. عمل في مجال الثقافة والإعلام، حيث عمل كمدير تحرير «صحيفة 14 أكتوبر» بعدن (1970-1971م)، ومدير تحرير مجلة الثقافة الجديدة بعدن (1971)، وفي نفس العام: مدير عام الثقافة بوزارة الثقافة بعدن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وفي عام 1980 أسس صحيفة الأمل اليمنية في صنعاء (أول صحيفة معارضة في اليمن شمالاً وجنوبا)، وكان طاقم الامل الذي بدا معه إصدار «الأمل» مكون من الأساتذة:  نصر صالح بن صالح، علي محمد عبده (علي الصراري)، المرحوم هاشم عبد العزيز، عبد الرحمن الجميل، سعيد بجاش، عبد القوي البناء، واستمرت بالصدور حتى عام 1990م.. أصدر 12 كتاباً في تاريخ الثورة، والنضال الوطني، وفي الصحافة اليمنية.
الأوسمة التي تقلدها:
- وسام 14 أكتوبر من الدرجة الأولى (مايو 1990) - حاز على الميدالية الذهبية من منظمة الصحفيين العالمية 1972 - وسام الآداب والفنون من الدرجة الأولى 1981م
وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول رحمك الله رحمة الأبرار يا والدي العزيز وتغمدك بواسع رحمته ومغفرته وأسكنك فسيح جناته وأهملنا وكل أقارب وذوي وأصدقاء ومحبي الفقيد الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا