أخبار وتقارير

الثقافة التفكيكية التدميرية الغربية

الثقافة التفكيكية التدميرية الغربية

لإدراك المعنى والمفهوم الحقيقي للثقافة التفكيكية التدميرية الغربية وخطرها نقف هنا وقفة تأمل في أشهر المقالات التي كتبها البروفيسور المصري عبد الوهاب المسيري

في مجلة العربي العدد (532) تحت عنوان " التفكيكية الأمريكية والغربية التي تحول اللغة إلى أصوات لا معنى لها والإنسان إلى صرصار " وهي بالفعل أكثر أنواع السياسات التدميرية خطورة على العالم وأخطر الأوهام التي لا تزال تمسك بتلابيب القرار الغربي.
يقول الكاتب : (حينما ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1963 كان من حسن حظي أنني ذهبت إلى جامعة "رتجرز" إذ كانت مجلة "البارتيزان ريفوا" قد انتقلت لتوها إلى هذه الجامعة وكانت حينذاك من أهم المجلات الفكرية ويرأس تحريرها البروفيسور وليام فليبس .
ولحسن حظي أيضاً كان البروفيسور يدعوني للحفلات التي كانت تعقدها المجلة كان يحضرها كبار المثقفين الأمريكيين ...
وكنت مثل كثيرين من أبناء جيلي في العالم العربي أؤمن بالعقلانية والاستنارة ومركزيتهما في التراث وانطلاقاً من ذلك كنّا نؤمن بمقدرة الإنسان على أن يغير من واقعه وأن ينشر العدل ، ولكنني لاحظت أنني كلما تحدثت عن تلك الأفكار كان حديثي يقابل بالابتسامة والسخرية المهذبة... وقد قابلت في إحدى الحفلات "سوزان سونتاج" الكاتبة الأمريكية اليهودية وكانت آنذاك تعد من أهم الكتاب فقد اكتسح كتابها "ضد التفسير" الجميع عند صدوره فاشتريته وقرأته بشغف ، كان الكتاب مثيراً وجديداً تماماً ولذا حينما عدت إلى مصر  79 أشرت في المقال إلى اللاعقلانية الفلسفية التي بدأت تمسك بتلابيب الغرب بل وتهيمن عليه).
إلى هنا نتوقف للتعرف على خطورة تلك الأفكار المهيمنة اليوم على القرار الغربي التي أطلق عليها  الكاتب (التفكيكية التي تحول اللغة إلى أصوات لا معنى لها والإنسان إلى صرصار) وكشف ذلك الوجه الخفي للغرب ورياح شره وهي تفتك بالمجتمعات البشرية من خلال حروب طاحنة وأزمات متوالدة وأعمال إرهابية لا تتوقف من التغييرات هي وليدة التخطيط والتدبير وشعارات الفوضى الخلاقة وغريزة الأرباح المسعورة ولو على أشلاء الأطفال.
منظومة تدميرية أزاحت الإنسان عن المركز ولابد هنا أن نسأل من هو الإنسان الذي عليه أن يبقى في هذا الكوكب والجواب مع المفكر الغربي سارتر ( لا يوجد في العالم سوى خمسمائة مليون إنسان أما الباقي فهم محليون ) والمقصود بالمحلي عند الغرب يعني الشرقي.
 أليست مثل هذه الأفكار بحاجة إلى اتخاذ مواقف ضدها ومن أجل مناهضتها ، بالطبع هي بحاجة إلى مواقف ضدها ؛ نظراً لحجم خطورتها على العالم تلك الخطورة التي لا يمكن للكلمات الإحاطة بها ؛ لا سيما حين يصل الحال إلى مرحلة أن يقرر الغربي أن يدوس على الإنسان الشرقي كصرصار .
وهنا تكفي الإشارة إلى تلك الأحداث التي جاءت من تلك المنظومة التدميرية ابتداء من أواخر القرن السادس والحربين العالميتين والإبادة للسكان الأمريكيين الأصليين كالهنود الحمر واستخدام أسلحة الدمار الشامل في هيروشيما وحرب فتنام وكوبا وفلسطين .. كلها تلك الأحداث المؤلمة الممزوجة بصور من الدمار الشامل هي أحداث ستستمر ما دامت هذه المنظومة مهيمنة على القرار الغربي المنغمس اليوم بتفاصيل وجرائم لا حصر لها مع حالات العبث الجنوني بمصائر ومقدرات الشعوب.
 فهل سيكون قدرنا التسليم حيث لاشيء يوقف عجلة الموت الهستيري ، وهي تعبث بأجساد الأطفال والنساء وكبح جماح العقلية التدميرية المتمثلة اليوم بالسياسة الأمريكية سياسة "الشيطان الأكبر" القادمة من خارج الحدود ومعها شعارات التمجيد والقتل الجماعي وتعميم صور الإبادة الجماعية والدمار الشامل بالعراق وأفغانستان وليبيا وسوريا واليمن .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا