الأخبار

جرائم الحرب ونفاق النظام الدولي

 الأمم المتحدة لم تكن في يوم من الأيام نصيرة للحق والعدل في مواجهة البغي والظلم والطغيان ولم تكن في يوم من الأيام تعبر عن معاني ومضامين مبادى ميثاقها ويمكن ان نسرد عشرات الأمثلة والنماذج على هذه المنظومة الدولية التي هي شكلاً مطورا لعصبة الأمم التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى والتغيير فيها يعكس توازنات القوى التي انبثقت من الحرب العالمية الثانية .

جرائم الحرب ونفاق النظام الدولي

عملياً الأمم المتحدة بوظيفتها المعبر عنها في تشكيلة مجلس امنها اريد لها ان تحقق مصالح الأقوياء على حساب الضعفاء وهي اجمالاً تعكس صلاح او فساد النظام العالمي الذي هو انعكاس لدول الفيتو.

لهذا لا غرابة في موقف هذا النظام الدولي تجاه العدوان على الشعب اليمني والذي شرعنه بعد شنه بأسابيع لهذا كان مدركاً للشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية طبيعة وحقيقة هذه المنظمة.

لذا لا غرابة من تشكيل لجنة خبراء لتقييم الجرائم التي ارتكبها بحق اليمنيين تحالف العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الاماراتي الصهيوني .. ولا غرابة في التصويت الذي حصل في مجلس حقوق الانسان لإنهاء عمل تلك اللجنة مع ان تقاريرها لم تكن ذات قوة قانونية لعقاب او حساب مرتكبي جرائم الحرب بحق أطفال ونساء وشيوخ اليمن.

المثير للاستغراب هو تصويت الصين وروسيا لصالح هذا القرار وهاتان الدولتان الكبيرتان على وعي كامل بطبيعة هذه الحرب العدوانية ضد الشعب اليمني ومدى بشاعتها واجرامها.

كثيرون بسبب مفاجأة هذا التصويت الروسي الصيني اعتبروا ان هناك ربما تفاهم روسي امريكي صيني على إيجاد تسوية ما توقف الحرب العدوانية على اليمن معطيين مبررات وتفسيرات كثيرة ولكن هذا الطرح غير صحيح وحقيقة الأسباب التي حدت بروسيا والصين هي المال والمصالح مع السعودية والامارات واي أشياء أخرى هي ثانوية اما الغرابة الناشئة فهي نابعة من الادراك لمواقف الصين الشعبية وروسيا الاتحادية تجاه قضايا أخرى مشابهة وان كانت اقل من العدوان المباشر على اليمن.

عموماً فريق الخبراء البارزين الاممي خطورته تمثلت في تسويد صورة النظام السعودي والاماراتي أكثر من ماهي وهذا ما جعل السعودية تمارس ضغوطها على الدول الافريقية والإسلامية للتصويت لصالحها مستخدمة لغة المن والاذى وهذه طبيعة الأنظمة النفطية الخليجية حديثة النعمة ولا يحدثون بنعمة ربهم على الاطلاق.

ربما فريق الخبراء البارزين كان أحسن حالاً من المبعوثين الأمميين الذين حولهم المال السعودي والاماراتي الى سعات بريد واحياناً الى أصوات تتحدث بلسان المعتدين لاسيما الاحاطات التي كانوا يقدمونها لمجلس الامن الدولي. لا ندري ما الذي سيقوله المبعوث الاممي السويدي الجديد ونتصور انه لن يذهب بعيداً لان المصلحة التي تقف وراء هذا العدوان على الشعب اليمني أمريكية وبريطانية وأوروبية واخيراً روسية صينية بعد التصويت الذي رأيناه في مجلس حقوق الانسان نخشى ان مثل هذا التفريط من قبل هاتين الدولتين - التي طالما اعتبرناهما صديقتين –بالمبادئ والقيم التي سيكون ثمنها اكبر مما حصلتا عليهما من النظامين السعودي والاماراتي .

ختاماً مجلس حقوق الانسان والخبراء البارزين هي جزء من لعبة هذه الحرب العدوانية الامريكية البريطانية الصهيونية على شعبنا وتقاريرها هي ليست اكثر من ذر الرماد في عيون الراي العام العالمي وهذا ما كنا نعيه منذ البداية ومع ذلك لابأس من تقاريرها حتى وان كانت تساوي بين الضحية والجلاد .. الأهم ان النظام السعودي والاماراتي وحتى القطري اشتغلوا على هذه الجزئية لفترة طويلة وهذا يدل على ان أدوات العدوان الإقليمية تدرك انها مجرمة وتخاف من أي إشارة اليها من قبل الراي العام الدولي ولو كانت الأمم المتحدة ومجلس امنها جادة في الوقوف على جرائم الحرب في اليمن وجادة في معرفة مرتكبي هذه الجرائم بحق الإنسانية لشكلوا لجنة مستقلة من خبراء يمكن لتقاريرهم ان تصنع قرار جدي ضد مرتكب هذه الجرائم وهذا لن يكون لان اول المتورطين فيها أمريكا وبريطانيا والدول الغربية عموماً ناهيك عن ممالك وامارات ومشيخيات النفط ومدن الملح .

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا