د. الجحدري(البرص) مرض وراثي ليس معدي
26سبتمبرنت:محمد تلها
مرض المهق (البرص) هو مرض وراثي نادر يتسم باضطراب كيميائي وخلل في نشاط خلايا الميلانوسايت المنتجة للون الجلد المسمى الميلاني والذي يظهر على بشرة الجلد والشعر والعينيين ..والمهق ليس مرضًا واحدًا كما قد يعتقد البعض بل عادة ما يطلق مصطلح المهق على مجموعة من الأمراض الوراثية التي قد تصيب الجسم مسببة نقصًا في إنتاج صبغة الميلانين أو انعدام وجودها بشكل تام في مناطق معينة من الجسم مثل: البشرة، والشعر، والعيون.
وحول المزيد من المعلومات عن مرض المهق تحدث اخصائي الامراض الجلدية بمستشفى الكويت التعليمي الدكتور محمد حسين الجحدري لـ"26سبتمبرنت" قائلا:
تكمن خطورة هذا النوع النادر من الأمراض الجينية في أن المهق قد يتسبب بظهور مضاعفات صحية خطيرة نتيجة نقص أو انعدام إنتاج صبغة الميلانين ومن أسباب االمهق قصور في خلايا الميلانوساتي المنتجة لمادة الميلانين الذي تنتج اللون الطبيعي للجسم.
وأشار الى ان من اهم اعراضه تغير في لون البشرة والشعر ولون العينين وغياب اللون في البشرة ويكون المريض عرضة لحروق الشمس وسرطان الجلد، كما ان المرض غير معدي ويستمر مدى الحياة، والمهق البصري على العينين يعطي العينين لون ازرق مما يؤثر على البصر وغياب تام للصبغة واللون الطبيعي في إحدى مناطق الجسم التي تشمل العيون والشعر والجلد.
وقال الدكتور الجحدري يصاب الشخص المريض وقت الولادة وهناك نوعان من المرض نوع يؤثر على جميع مناطق الجسم بما في ذلك العينين ونوع يؤثر فقط على العينين
- المهق العيني أو البصري وتكون صبغة الميلانين قليلة أو معدومة في العيون فقط، وتقتصر مشكلات ومضاعفات المرض على العينين فحسب.
- المهق الجلدي البصري تتأثر مناطق مختلفة من الجسم بنقص أو انعدام صبغة الميلانين مثل: الشعر والعيون والجلد وقد تمتد مضاعفات المهق لتشمل مناطق مختلفة من الجسم.
منوها الى ان إدماج المريض في الوظائف وانشغاله بالعمل فقد يسهم ويساعد المريض في تخفيف المرض فاحتواء المرضى ودمجهم في العمل قد يساهم بنسبة كبيرة في العلاج وخاصة من العوامل النفسية لدى المرضى، لذا فأن عملية اندماج المرضى في السلك الوظيفي يسهم لدرجة كبيرة في رفع معنويات المرضى وذلك عبر انشغالهم بأعمالهم واعطائهم الامل بأنهم اشخاص طبيعيين ويمكنهم القيام بأعمال مختلفة مثل عامة الناس.
وقال ان نسبة المصابين في اليمن ضئيل جدا يكاد لا يذكر أي نسبة واحد في المئة ألف.
اما عن النظرة المجتمعية للمريض المصاب فهي غالبا سلبية كون المريض يعيش في مجتمع من ذوي البشرة الغامقة او السوداء كونهم ينظرون الى المريض نظرة المصاب بمس او سحر او انه جاء من عالم اخر وانه لا يجب مخالطتهم او التخلص منه وهذا يجعل المريض عرضة للأذى والنفور من المجتمع.
واكد الجحدري ان ما يحتاجه المريض المصاب من الاسرة والمجتمع والأطباء هو ان نبذل كل ما في جهدنا لإعادة المريض ثقته بنفسه كون هذا المرض قد يصيب اشخاص اخرين ولا يجب عزله عن الاسرة كون المرض هذا ليس خطيرا وليس معديا وعلى الأطباء توعية وتثقيف المريض عن طبيعة مرضه واعراضه وليس هناك أي خطورة على المريض او الاخرين.
اما تأثير المهق على الحالة النفسية للمصابين نتيجة للمظهر الخارجي للمريض مألوف عند الناس بلون البشرة البيضاء والشعر الأبيض والعيون الزرقاء وكأنه مخلوق فضائي وليس من جنس البشر وبعض الناس يتجنب مخالطة المريض خوفا من العدوى والاصابة بالمرض وهذه النظرة خاطئة ناهيك عن المرضى الأطفال المصابين الذين يتلقون تعليقات قاسية من زملائهم الطلاب في المدارس وربما يؤدي بالمريض الى حالة نفسية شديدة او العزلة التامة في البيت خاصة في الدول العربية والافريقية.
ونوه الدكتور محمد ان مرض المهق ليس له علاج محدد ولا يمكن تصحيح إنتاج الصبغة المنخفضة أو التطور الشاذ للرؤية المركزية ولكن هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي قد تساعد التقيد بها على تخفيف حدة الأعراض وخفض فرص ظهور المضاعفات الصحية المرتبطة بهذا النوع من الأمراض وهي:
استعمال النظارات الطبية داخل المنزل والنظارات الشمسية عند الخروج نهارًا واستعمال واقيات الشمس المناسبة بشكل منتظم مع تجنب التعرض المطول لأشعة الشمس قدر الإمكان، والحرص على ارتداء ملابس تغطي معظم أجزاء الجسم عند الخروج نهارًا.