تقريرمفصل عن تطورات الوضع في الاقصى وغزة
قصفت قوات العدو الصهيوني منازل في قطاع غزة ومواقع للمقاومة اليوم الثلاثاء، مما أدى لاستشهاد مزيد من المدنيين وعدد من المقاومين. وقد ردت الفصائل الفلسطينية بتوجيه ما وصفتها بأكبر ضربة صاروخية لأسدود وعسقلان. وفي غضون ذلك تسارعت جهود خارجية للوساطة لوقف إطلاق النار.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي، المتواصل منذ أمس، إلى 27 شهيدا -بينهم 9 أطفال- و103 مصابين.
من جهتها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي استشهاد اثنين من قيادييها الميدانيين في غارات إسرائيلية. ويُعتقد أنهما كانا في شقة بأحد الأبراج السكنية وسط مدينة غزة، والتي استهدفها قصف إسرائيلي اليوم.
في السياق نفسه، قالت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في بيان مقتضب إن هناك شهداء ومفقودين في قصف نفذه الاحتلال على هدف كان يوجد فيه عناصرها في إطار "رفع الجاهزية لصد العدوان".
وفي وقت سابق، قالت مراسلة الجزيرة في قطاع غزة إن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف موقعا للمقاومة في بلدة جباليا شمالي القطاع، كما واصلت الزوارق الحربية الإسرائيلية قصف أراض زراعية غربي القطاع. ومن جهته، قال جيش الاحتلال إنه استهدف "خلية" تابعة لحركة حماس حين كانت تستعد لإطلاق صواريخ.
وفي ساعات الفجر استشهد 3 فلسطينيين -بينهم امرأة- جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وفق ما أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني.
عملية "حارس الأسوار"
وجاء هذا بعدما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش أطلق عملية عسكرية على غزة تحت اسم "حارس الأسوار" مشيرة إلى أن العملية شملت سلسلة غارات على أهداف متفرقة في القطاع.
واجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صباح اليوم بوزير الدفاع بيني غانتس وقادة الجيش والأجهزة الأمنية بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب صباح اليوم، وذلك لبحث التطورات.
وعقب الاجتماع، أصدر غانتس أوامره للجيش بمواصلة هجماته على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش إن رئيس الأركان أصدر تعليمات باستمرار الضربات واستهداف نشطاء حماس والجهاد.
رد المقاومة
من جانبها، ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق رشقات متتالية من الصواريخ باتجاه عسقلان وأسدود والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم كتائب القسام إن المقاومة استهدفت عسقلان وأسدود بـ137 صاروخا من العيار الثقيل خلال 5 دقائق، وأضاف أن "في جعبتنا الكثير".
واعترضت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية عددا من الصواريخ لكن عددا منها سقط في كلا المدينتين، حيث أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إصابة 5 إسرائيليين وفق تقارير أولية.
وجاء هذا بعد ساعات من إعلان كتائب القسام أنها وجهت فجر اليوم ضربة صاروخية كبيرة لمدينة عسقلان ردا على استهداف المدنيين، وقالت "إذا كرر العدو استهداف البيوت المدنية الآمنة فسنجعل مدينة عسقلان في إسرائيل جحيما".
وذكرت مصادر اعلامية أن 6 إسرائيليين أصيبوا جراء الصواريخ التي أطلقت على عسقلان، وأصيب مبنيان اثنان. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حركة القطارات بين بئر السبع وسديروت وعسقلان أوقفت مؤقتا.
وقال جيش الاحتلال إن نحو مئتي قذيفة صاروخية أطلقت من غزة منذ بدء جولة التصعيد الحالية، مشيرا إلى أن "القبة الحديدية" اعترضت عشرات منها.
وفي وقت سابق، أعلنت فصائل المقاومة أنها ستواصل قصف أهداف إسرائيلية ضمن عملية أطلقت عليها اسم "سيف القدس" للدفاع عن الفلسطينيين بالمدينة المحتلة والمرابطين في المسجد الأقصى.
في تلك الأثناء، ساد هدوء حذر في المسجد الأقصى، حيث كان المعتكفون قد أدوا صلاة الفجر بعد انسحاب قوات الاحتلال عقب مواجهات عنيفة اندلعت على إثر اقتحامه للمرة الثانية خلال ساعات من قبل الجنود الإسرائيليين.
وقالت وسائل اعلام إن جنود الاحتلال انسحبوا بعيدا عن المسجد القبلي، وإن المعتكفين خرجوا إلى الساحات الخارجية.
كما دخل المصلون فجر اليوم إلى باب حطة مكبرين في ظل غياب جنود الاحتلال.
وقد أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 520 فلسطينيا في المواجهات التي دارت بالقدس المحتلة أمس الاثنين.
جهود الوساطة
من ناحية أخرى، تتسارع جهود خارجية للوساطة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن مصر تجري منذ مساء أمس اتصالات بقيادة حماس والقيادة الإسرائيلية في محاولة للتوصل لوقف لإطلاق النار.
وأشارت مصادر اعلامية إلى أن جهود الوساطة تتكثف، بمشاركة أطراف عدة من بينها تركيا وقطر وجهات أممية.
وكالات