الأخبار |

ثُلاء اليمن.. بندقية العرب التاريخية

تقع مدينة ثلاء بعد (50كم) إلى الشمال الغربي من مدينة صنعاء والتي يرجع تاريخها إلى فترة حمير، ونظراً لقيمتها الثقافية والتاريخية الكبيرة فقد تمت إضافة هذا الموقع إلى قائمة التراث العالمي في اليونسكو في يوليو 2002 ، في فئة الثقافة.

ثُلاء اليمن.. بندقية العرب التاريخية

تقع مدينة ثلاء بعد (50كم) إلى الشمال الغربي من مدينة صنعاء والتي يرجع تاريخها إلى فترة حمير، ونظراً لقيمتها الثقافية والتاريخية الكبيرة فقد تمت إضافة هذا الموقع إلى قائمة التراث العالمي في اليونسكو في يوليو 2002 ، في فئة الثقافة.


كان لمدينة ثلاء التاريخية العديد من الأدوار الهامة على مر العصور.. ويرى بعض المؤرخين ان المدينة قد سميت باسم (ثلا بن لباخه بن أقيان بن حمير الأصغر). إلا أن اسمها قد اشتق من ثلئ أي كثير المال، ثم خففت إلى ثلا على الألسن وصارت معروفة بهذه الصيغة.
ويسمي البعض هذه المدينة ببندقية العرب وذلك لأن بعض بيوتها منحوتة داخل جبل ثلاء، والبعض الآخر صمم على أساس السماح للماء بالمرور من تحت المنازل ليستمتع الناس بمياه الأمطار والسيول المتدفقة وكأنهم في إحدى المدن الأوروبية الجميلة.
وقد كان لمدينة ثلاء التاريخية العديد من الأدوار الهامة على مر العصور. ففي العصر الإسلامي كانت المدينة، بسبب موقعها الحصين بالقرب من مدينة صنعاء، تقدم ملجأ حصيناً عند الحاجة، وقد حرص الملوك والأئمة الزيدية، الذين تولوا الحكم في اليمن، على إخضاع هذه المدينة لسيطرتهم. وفي العصر العثماني انطلقت منها الجيوش اليمينة لمحاربة الاحتلال التركي لليمن.
تتميز ثلاء بطابع معماري فريد
ولعل الزائر إلى مدينة ثلاء سيشهد أن هذه المدينة التاريخية تقدم نموذجاً فريداً في العمارة والهندسة المميزة، وربما يبدو هذا جلياً عندما تقع عيناه على منشآت المدينة المختلفة وفي مقدمتها المنشآت الاسلامية التي تتعدد وربما يصل عددها إلى الآن ما يقرب من خمس وعشرين منشأة.
وتعد المساجد والقباب والعمائر المدنية كالسوق والمنازل والحمامات العامة والمنشآت الحربية كالحصن والخندق والسور والأبراج هي العناصر الرئيسية التي توجد في المدينة العربية الإسلامية.
حصن الغريب الذي يعد علامة مميزة لثلاء
وتتعدد المعالم التاريخية والسياحية التي تميز هذه المدينة وتجذب إليها الكثير من السائحين، بداية من “حصن الغريب” الذي يعد علامة مميزة لثلاء فلا يمكن للزائر عند زيارة المدينة أن يستثني الحصن من الزيارة وهو عبارة عن قلعة أثرية قديمة يعود إلى قبل نحو 2500 سنة.
وفي أعلى الحصن أبراج منيعة وداخل أسواره خزانات للمياه ومخازن للحبوب والمواد الغذائية ومساحات صغيرة كانت تستخدم في الزراعة، ولهذا كان يستخدم كمكان للتحصن من الأعداء.
وكانت شبكة الآغا خان للتنمية قد ضمت مشروع ترميم حصن ثلاء التاريخي في قائمتها للمشاريع الأثرية العشرون المرشحة لجائزة الآغا خان الدولية للعمارة في دورتها لعام 2013.. ولا يفوت الزائر أيضاً زيارة “الجامع الكبير” الذي يقع في الطرف الجنوبي للسوق الذي يتوسط المدينة ويتكون من142 حانوتاً متقاربة في أحجامها وأشكالها.
يقع الجامع على تل مرتفع في وسط المدينة ويتم الوصول اليه من خلال ممر صاعد حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف وفي الناحية الغربية منه ايوان مستطيل الشكل يفتح بعقدين نصف دائريين وعلى هذا الفناء زخرفت فتحة العقد الجنوبي بفسيفساء نباتية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية تعلوها فتحة مستديرة تكتنفها من الناحيتين حليات معامرية متدلية إلى أسفل واغلب الاحتمال ان هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسة.
سور ثلاء العظيم
وعند تجولك بهذه المدينة الجميلة سيشد انتباهك «سورها العظيم» والذي تمتد جذوره عبر التاريخ وكأنه يتجسد أمام ناظريك بأحجاره الكبيرة وبنائه المهيب، حيث يبلغ طوله1162م تقريباً. ويتخلله ستة وعشرون برجاً بعضها دائري والبعض الآخر نصف دائري.. وفي وسط المدينة ستجد “السوق القديم” ذات المداخل المترامية والمحال الصغيرة والبالغ عددها 110 محلات، وهناك ستشعر بعبق التاريخ يمتزج بحداثة الحاضر بين أجمل المنتجات الحلي والفضة والأواني الفخارية والأزياء التقليدية، ومن المؤكد أن هذا السوق سيكون محطتك الأخيرة بثلاء حيث تجمع هداياك التذكارية الجميلة والتي ربما تعيدك إلى هذا المكان مرة أخرى.
حصن يستحيل حصاره
الحصن يختلف عن كل التحصينات والقلاع الأثرية الأخرى في اليمن، إذ يتكون من منشآت معمارية وأنظمة مياه وأنفاق منحوتة في الصخر.
ثلاء «اليمن» ـ يعتبر حصن ثلاء اليمني أحد أقدم المواقع الأثرية في اليمن. ويوجد هذا الحصن بمدينة ثلاء على بعد 45 كيلومتراً من العاصمة صنعاء.
وفي أعلى الحصن أبراج منيعة وداخل أسواره خزانات للمياه ومخازن للحبوب والمواد الغذائية ومساحات صغيرة كانت تستخدم في الزراعة.
ويقول خالد الزهيري المسؤول بالسلطة المحلية لمدينة ثلاء “في قمة الحصن لا يمكن أن يتم حصارك في داخل هذا الحصن حيث يوجد الماء ومدافن الحبوب والأرض الزراعية والتحصينات.. ولذلك ومهما استمرّ الحصار فإنه لن يقدر على ارغام المحاصرين داخل الحصن على النزول منه كما لا يمكن لأي قوة غازية أن تخترق الحصن لأنه لا يحتوي إلا على بوابة واحدة بينما الباقي هو سور عملاق من الأحجار.”
ويؤكد خبير الآثار عبده عثمان أن حصن ثلاء اليمني بني قبل نحو 2500 سنة.
وأضاف عثمان “من خلال قراءتنا للنمط المعماري ومن خلال النقوش الموجودة ومن خلال التمائم السبئية التي عثرنا عليها، يعود (تاريخ مدينة ثلاء) إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد أي إلى 2500 سنة خلت”.

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا