الأخبار |

(جامع قبة البكيرية) تحفة فنية اسلامية رائعة

يعد جامع قبة البكيرية من أهم معالم مدينة "صنعاء" القديمة فی اليمن تم بناءه خلال العهد العثمانی ويعتبر تحفة فنية اسلامية رائعة.

 (جامع قبة البكيرية) تحفة فنية اسلامية رائعة

يعد جامع قبة البكيرية من أهم معالم مدينة "صنعاء" القديمة فی اليمن تم بناءه خلال العهد العثمانی ويعتبر تحفة فنية اسلامية رائعة.

تعتبر قبة البكيرية من أجمل مساجد أمانة العاصمة اليمنية، "صنعاء" وتقع فی ميدان "قصر صنعاء" - قصر السلاح - وقد تعدد اسمها فأطلق عليها اسم المدرسة الوزيرية نسبة إلى الوزير حسن باشا، واسم الجامع واسم القبة لتغليب عنصر القبة على البناء.. كما أطلق عليها اسم القبة المرادية نسبة إلى الوزير مراد باشا، وأما تسميتها بالبكيرية نسبة إلى بكير بك، مولى الوزير حسن باشا، وكان الوزير يحب مولاه حباً جماً فخرج فی بعض الأيام يلعب مع الخيالة فكبا به الفرس فمات لوقته فجزع عليه الوزير وقبره شرقی هذه القبة ثم عمر - بنى - القبة للصلاة وسماها باسم مولاه.
وتعتبر عمارة المساجد أحد فنون العمارة العربية الإسلامية فی اليمن، وقبة البكيرية باعتبارها الجامع الثانی الشهير بعد الجامع الاول المعروف بالجامع الكبيرالذی بنی فی صدر الاسلام فی صنعاء القديمة. كما أن المساجد قديماً كانت تستخدم فی شتى الأغراض الدينية والدنيوية مثل إقامة حلقات التدريس والموعظة فيدرسون الفقه والتفسير والحديث وغيره من العلوم.
وتؤكد المصادرالتاريخية ان جامع البكيرية تم بناءه خلال العهد العثمانی فی اليمن وهو حتى اليوم تحفة إسلامية وفنية رائعه جمعت فنون العمارة الإسلامية وعناصر العمارة اليمنية وتفننت فی نقوشه الأيادی الماهرة وهو اليوم مزارا للأجانب الذين يزورون اليمن من كل البلدان ويحرصون على الصلاة فيه.
وتروی ذات المصادر انه فی عام (1298هـ - 1881م) أمر السلطان العثمانی، "عبدالحميد" بتجديد البناء فی الجامع القبة وقد شمل هذا التجديد ناحيتين الأول تخص عمارة القبة وفرشت بالمفارش الفارسية وأحضر لها منبراً من الرخام وحسنت مرافقها، والثانية وهی تخص زخارف القبة والتی تنوعت وشملت الرسوم المعمارية والزخارف النباتية والهندسية والكتابية. وتتكون قبة البكيرية من قسمين أساسيين أحدهما مكشوف ويسمى الحرم أو الصرح أو الصحن، والآخر مغطى ويعرف باسم بيت الصلاة.
ويقع الفناء إلى الجنوب من بيت الصلاة، وتبلغ أبعاده (27.5) متر طولاً و(21) متراً عرضاً، بلطت أرضه بأحجار الحبش، ويوجد المدخل عند منتصف الجدار الغربی لهذا الفناء وهو مدخل بارز شيد من الحجر، يرتفع عن مستوى الشارع قليلاً، ويتكون من كتلة مربعة ترتكز على أربعة أكتاف قصيرة تحمل عقوداً مخموسة تعلوها قبة مقامة على مثلثات.
ومن الملاحظ أن الجدار الغربی يقسم المدخل إلى قسمين وكذا القبة التی تعلوه، ويوجد فی الجهة الشمالية عقدان مدببان أحدهما من داخل المسجد والآخر خارجه، ويتوج مربع القبة من الخارج صف من الشرفات التی تأخذ شكل الورقة النباتية الثلاثية، بينما زينت أوجه العقود بالحجر الأبيض والأسود، ويوجد خارج الجدار الغربی للفناء مدفنان أحدهما يقع فی الجهة الشمالية الغربية والآخر يقع فی الجهة الجنوبية الغربية، يغطی كل منهما قبة.
أما الضلع الشرقی للفناء فيشتمل على ممر طويل ذو سقف مسطح يؤدی من بيت الصلاة إلى المطاهير التی تقع فی الضلع الجنوبی للفناء وعلى امتداده وعددها (12)، ويؤدی إليها مدخلان أحدهما يقع فی الغرب والآخر يقع فی الشرق وتغطی المطاهير أربع قباب محمولة على مثلثات.
وفی بيت الصلاة: توجد سقيفة مستطيلة الشكل ممتدة من الشرق إلى الغرب، أبعادها (20.5 * 6.45) متر فی مقدمة بيت الصلاة تفتح على الفناء بثلاثة عقود مدببة واسعة، وتعتبر هذه السقيفة وحدة فنية زخرفية تعبر عن طابع الزخارف المحلية فی اليمن خاصة، فضلاً عن أنها تعود فی تاريخها إلى تاريخ العصر العثمانی ضمن التجديدات التی قام بها السلطان عبدالحميد عام 1289هـ، هذه الكتابات والزخارف فی معظمها آيات من القرآن الكريم .. أما العناصر النباتية والزخرفية التی تزين هذه السقيفة فهی من الجص.

والقبة شاهقة الارتفاع نصف كروية الشكل مزدانة بالزخارف الجصية معظمها ملون ومذهب وتغطی مساحة بيت الصلاة (17.30) متر فی حين يتوسط المحراب جدار القبة بعمق تجويفی (80) سنتيمتراً، محمول على عمودين رشيقين يزخرفه عقد متدرج ومزخرف بأشكال المقرنصات والدلايات الزخرفية.. أما المنبر فيقع إلى الشرق من المحراب ويعتبر من ضمن التجديدات التی قام بها السلطان عبدالحميد فی القبة، مصنوع من مادة الرخام الجيد ومزدان بالزخارف الهندسية المفرغة.
كما يشتمل جامع البكيرية على منارة عالية تتكون من عدة طوابق وهی مبنية بالياجور الاحمر لكی تحافظ على هوية العمارة الاسلامية فی مساجد صنعاء لكن الزائر للجامع يرى ان هناك احتياج حاليا لاعادة تحدبث بعض مكوناته وخصوصا ترميم واصلاح ماقد تأثرامل الزمن حسبما وصف لنا بعض المقيمين فی المسجد.
ولا ينافس جامع قبة البكيرية ای من الجوامع التی التی بنيت بعد قيام الثورة والجمهورية فی اليمن عام 1962وإعادة توحيد اليمن عام 1990م ، فقد تجاوزت المأتين - للجمعة والجماعة - وفيها أجنحة للنساء، وتحتوی على الحمامات للنساء، وتحتوی على الحمامات الحديثة وليس فيها مطاهير للوضوء وفرشت بالسجاد الجميل .. فمنذ ظهور الإسلام واعتناق الناس الإسلام ومنهم اليمنيون، بدأ اهتمام الناس ببناء المساجد المتواضعة البسيطة الملائمة للبيئة آنذاك، وخلال فترة ازدهار الدولة الإسلامية تطورت المفاهيم واتسعت المدارك وارتفع الوعی برفع مكانة وشأن المسجد وأصبح المسلمون يتنافسون فی بناء المساجد واهتموا بطرق بنائها وتخطيطها وزخرفتها باعتبارها بيوت الله.
والخلاصة ان جامع البكيرية يعد نموذجا خالصا لروعة وجمال العمارة الاسلامية، كما يعكس تكوينه المعماری بقبته الشاهقة ومئذنته مراحل مختلفة من تطور فنون الهندسة والزخارف والنقوش التی تنم عن حس هندسی وذوق فنی بالغ الرقة والعذوبة. لذا فان ترميمه وافتتاحه رسميا بعدما كاد التدهور بسبب العوامل الطبيعية يطمس معالمه، حدث مهم جاء فی الوقت المناسب، لينقذ هذه التحفة المعمارية والهندسية من براثن الاندثار والضياع.
المصدر:"yemeneconomist.com"

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا