أخبار |

لمحة عن صنعاء القديمة

لمحة عن صنعاء القديمة

26سبتمبرنت:يُسرى زيدان

حاضرة الدُنيا قديما وحديثا، كانت آزال مدينة صغيرة لكنها دفاقة بالعلم حاضنة للتاريخ، أصبحت اليوم صنعاء القديمة رمزا لماضٍ نُقِش على جبينها، وتاجا لحاضرٍ يقدسها ويفخر بها.

آزال:

يقال أن سام بن نوح أراد أن يبني له مدينة، فطاف الأرض حتى وصل إلى مابين جبل نقم شرقا وجبل عيبان غربا، فبناها هناك. ويقال أن اسم "أزال" ورد في التوراة، وهو أحد أبناء يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

صنعاء:

كانت سبأ تتخذ مدينة مأرب عاصمة لمملكتها، بينما دولة حمير الكبرى اتخذت مدينة ظفار؛ وعندما انهزم بنو حمير وألقى ذو نواس بنفسه في اليم تولى بعده الملك (أبرهة) فنقل العاصمة إلى صنعاء، وفي الحبشية "ازل" بمعنى صنع، وسُميت صنعاء نسبة إلى جودة الصنعة في ذاتها. أما الهمداني في الجزء الثاني من الإكليل فيذكر بأنها الجنتان اللتان يقول الله فيهما (لقد كان لسبأ في مسكنهم جنتان) أي عن يمين السد ويساره.

وإن كانت صنعاء قديما لا تحتل دورها وبساتينها وأسوارها سوى مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح الذي يمتد بين الجبلين -نقم وعيبان- فقد كان للوجود العثماني اليد الطولى في إنشائها وتوسعتها.

ولم يزل بصنعاء العلم والفقه والمعرفة، فنجد المسجد الجامع (الجامع الكبير) أقدم الجوامع الذي بناه الصحابي (وبر بن يحنس الخزاعي)، ورغم أنه جُدِدَ مرارا إلا أن الجامع لايزال يفوح بعبق التاريخ، فبعض أساسياته تحوي حجارة أُخذت من أنقاض قصر غمدان، وتلك الدعائم التي نُحِتت نحتا فنيا مُتقنا، وتحمل بعضها نقوشا يمنية قديمة، وكذلك الباب المجاور للمحراب فهو من الأبواب القديمة وعليه نقوشا حميرية بارزة. وكذلك كان يوجد مسجد (فروة بن مسيك) في (الجبانة) حيث كانت تقام صلاة العيدين.

وفي أروقة تلك المساجد ومرافقها تركزت التعاليم الدينية وازدهرت العلوم، وكان فيها من العلماء الأوائل كوهب بن منبه وعبد الرزاق الصنعاني والحسن الهمداني، ومن الشعراء أمثال علقمة و وضاح اليمن، ومن البلغاء وكتبة الدواوين في كل علم ومجال. وشاهدت سور صنعاء القديمة الذي يقف شامخا كمنازلها ومآذن مساجده رغم ما تعرض له من خراب مرارا، ولسور صنعاء ستة أبواب، ثلاثة جنوبية وهي: باب ستران وباب اليمن وباب خزيمة؛ وبابان شماليان وهما: باب شعوب وباب الشقاديف، وباب غربي هو باب السبحة (السبح).

فإذا ما أتيت صنعاء ستجد أبوابها تقول: أدخل من إي بابٍ شئت. فهنا مدينة العلماء والفقهاء والحكام والزهاد، حيث الماضي والحاضر، حيث النعيم المقيم.

المراجع:

-شذا الورود لأحمد الصوفي.

-أوراق في تاريخ اليمن وآثاره ليوسف محمد عبد الله

 

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا